التاريخ

مبدأ عمل القوارب لدى الشعوب القديمة وكيفية صنعها وتطوّرها عبر الزمن

2016 أصل العلوم ما قبل التاريخ

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

لعل أول قارب صنعه الإنسان كان جذع شجرة سقط في الماء فجرفه التيار – قارب مثالي للسفر مع اتجاه حركة تيار الماء.

ولزيادة التوازن ولحمل عدد أكبر من الركاب وحمولة أكبر ربط الإنسان جذوعاً مع بعضها مستخدما ألياف الكروم ومن ثم الحبال فصنع بذلك الرمث (الطوف)، كما أن إضافة أكياس منفوخة أو بعض القرع المغلف أو حتى الأواني أضافت قوة دفع إلى الأعلى، ثم تطور الأمر بإضافة المجاديف ودواسات القدم مما وفر للإنسان قدراً من التحكم في هذه القوارب البدائية.

يعتبر الكانو المصنوع من جذوع الشجر أول قارب بني لهدف محدد، وتم تصنيع الكانو بتجويف جذع الشجر باستخدام فأس أو قدوم (فأس يكون نصله عمودياً على خشبة اليد).

ويرجع تاريخ أقدم قارب شجري مكتشف إلى عام 6300 ق.م.، والذي اكتشف في هولندا. كانت الخطوة التالية أن تعلم بنّاؤو القوارب مد لحاء الشجر أو الجلود على هيكل خشبي خفيف مستخدمين الراتنج أو القطران لجعل جسم القارب عازلاً للماء.

 

وقد استخدم الامريكيون الأصليون (الهنود الحمر) والويلزيون هذا الأسلوب لبناء الكانو والقرقل (زورق صغير يُغطى بدنه بالجلد) الخفيفين، وأضافت المجاديف قوة دفع، ومن ثم جاء تطور آخر باختراع المصريين الشراع في حوالي عام 3500 ق.م.

استخدم المصريون في البداية قصب البردي لبناء أبدان سفنهم، لكنهم استعملوا فيما بعد (حوالي عام 4000 ق.م.) ألواحاً خشبية ربطوها مع بعضها بواسطة أحزمة جلدية أو ألياف البردي.

كانت صواري أولى القوارب الشراعية مربعة الشكل وبحيث يوضع الشراع في اتجاه متعامد تقريباً مع اتجاه حركة السفينة.

كان هذا التصميم مناسباً طالما كانت الرحلة مع اتجاه حركة الريح، واستعمله المصريون وشعوب البحر الأبيض المتوسط بل وحتى الفايكنج (شعوب شمال أوروبا) لقرون عديدة.

ويتم التحكم في مسار حركة القارب باستخدام مجداف أو مجدافين طويلين موضوعين في المؤخرة. وبشكلٍ عام، كان عرض الشراع أكبر من طوله ويمكن التحكم في زاويته قليلاً باستخدام حبالٍ مثبتة بالعارضة من جانبيه العلوي والسفلي.

 

وفي الغالب كان سطح مقدمة السفينة، وكذلك مؤخرتها، أعلى من سطح وسطها.

شكل سطح مؤخرة السفينة مكان جلوس المسافرين بينما يحتل طاقم القيادة مقدمتها. كانت بعض القوارب كبيرة جداً، إذ اكتشف مركب مدفون قرب قبر في مصر يرجع تاريخه إلى حوالي عام 2500 ق.م. طوله 140 قدما (43 م) وقد شيد باستخدام أكثر من 1200 قطعة منفصلة من خشب الأرز.

ويحتمل أنه نظراً لافتقار القدرة على التحكم في القوارب ذات الأشرعة المربعة، عمد المصريون إلى تركها مستخدمين بدلاً منها قوارب مزودة بصفوف من المجاديف لتوفير قوة الدفع.

وفي حوالي عام 700 ق.م. استخدم الفينيقيون قوارب تعرف بالبيريم مزودة بصفين من المجاديف، كما أنهم زودوا قواربهم بثلاثة صفوف من المجاديف في حوالي عام 650 ق.م. (يسمى هذا النوع بالترايريم).

 

بحلول القرن الأول الميلادي اخترع الصينيون الدفة، عارضة خشبية قابلة للدوران حول محور وتعتبر ركناً رئيساً في القارب، كما أنهم اخترعوا الشراع المجدول وكذلك الشراع ذا العوارض الخشبية، حيث تُنشر على الصارية عددٌ من الأشرعة مفصولة عن بعضها بعوارض خشبية ومازال بالإمكان رؤية هذا النوع من الأشرعه في محلات الخردوات الصينية.

من جانبٍ آخر يعتبر اختراع العرب لشراع اللاتين المثلث الشكل في القرن الثالث الميلادي اختراقاً في مجال تكنولوجيا وتطور بناء القوارب والسفن. يمكن إدارة شراع اللاتين بزاوية مناسبة «قريبة من اتجاه الريح»، وبمعنى آخر يمكن بلوغ سرعة مناسبة دون الحاجة إلى أن يضرب الريح الشراع من الخلف.

 

وتستخدم الأبوام العربية حتى يومنا هذا أشرعة مثلثة الشكل، وبمثل هذه السفن استكشف العرب السواحل الشرقية لإفريقيا وحتى جنوبها إلى رأس الرجاء الصالح، بل يحتمل أنهم استكشفوا مناطق أبعد من ذلك.

كما أن بحارة شعوب البحر الأبيض المتوسط تبنوا أشرعة اللاتين بالإضافة إلى الشراع المربع المرتفع فوق الصارية الرئيسة للمركب.

فعلى سبيل المثال، تتكون أشرعة سفينة الكرافل من شراعين مربعي الشكل وآخرين مثلثي الشكل.

واعتمدت الملاحم الاستكشافية الإسبانية والبرتغالية فيما بعد على أنواع مطورة من هذه الأشرعة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى