أحداث تاريخية

الهدف وراء بناء “قناة بنما”

2016 عصر الكهرباء

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

بنظرة على خريطة العالم تتبين لنا وجاهة فكرة بناء قناة بنما.

تربط القناة المحيطين الأطلسي والباسفيكي (الهادىء) موفرة بذلك رحلة حول الرأس الجنوبي لأمريكا الجنوبية بمسافة ٦,٠٠٠ ميلٍ (١٠,٠٠٠ كم) وعبر أكثر مياه بحار العالم غدراً. لكن وضع الفكرة قيد التنفيذ العملي برهن أنه مشروع مكلف على المستويين المادي والحياة البشرية.

انتبه الإسبان بُعيد غزوهم واستكشافهم أمريكا الوسطى في القرن السادس عشر، انتبهوا إلى أهمية وفائدة تشييد قناة في منطقة أسثموس في بنما. ولذلك عكف المهندسون خلال العقد الثالث من القرن السادس عشر على وضع تصاميم عدة لتنفيذ مثل هذا المشروع.

لكن لم تتخذ الحكومة الإسبانية أو أي من حكومات الجمهوريات الجديدة في أمريكا الوسطى أيه خطوة فعلية، حتى مولت الولايات المتحدة مشروع تشييد سكة الحديد عبر أراضي أسثموس في أواسط القرن التاسع عشر. قامت حكومة كولومبيا عام ١٨٧٨ بمنح حق امتياز حفر قناة لشركة عالمية، لكن الشركة فشلت في مسعاها.

 

بعد انتهائه من بناء قناة السويس عام ١٨٦٩ نال المهندس والدبلوماسي الفرنسي فيردناند دي ليسبس (١٨٠٥ – ٩٤) شهرة عالمية واسعة كأحد أبرز مشيدي القنوات.

وعلى إثر هذه الشهرة قامت شركة جديدة (الشركة العالمية لحفر القنوات عبر القارات) عام ١٨٨١ بالعمل في بناء قناة بنما بقيادة دي ليسبس. لكن التخطيط الضعيف وارتفاع عدد وفيات العمال من الأمراض أديا إلى إفلاس الشركة. كما فشلت محاولة أخرى بدأت عام ١٨٩٤ ليتوقف البناء عام ١٨٩٨.

اشترت حكومة الولايات المتحدة عام ١٩٠٢ ما تبقى من الشركة المنهارة ووقعت بعد عام اتفاقية مع الحكومة الجديدة لبنما مُنحت بموجبها حق انتفاع أبدي على مضيق بطول ١٠ أميال (١٦ كم) المعروف حالياً بمنطقة قناة بنما.

بدأ العمل مجدداً في القناة عام ١٩٠٤ مدعوماً بالحماس منقطع النظير للرئيسين الأمريكيين ثيودور روزفلت (١٨٥٨-١٩١٩) ووليام هاورد تافت (١٨٥٧ – ١٩٣٠). تم اتخاذ القرار ببناء القناة ليحتوي هويسات عدة والإتباع الدقيق للمخططات التي وضعها عام ١٨٧٩ المهندس الفرنسي أدولف دي بروسلي.

 

من بين أجزاء المشروع الأكثر جرأة بناء السد الأرضي الكبير عبر نهر تشاغريس لتشييد بحيرة غاتون الكبيرة. تم تنفيذ المشروع بواسطة الفيلق الهندسي لجيش الولايات المتحدة وتحت إدارة العقيد جورج غوثالس (١٨٥٨ – ١٩٢٨) الذي أصبح فيما بعد حاكم منطقة القناة.

كما أقام العقيد الطبيب وليام غورغاس (١٨٥٤ – ١٩٢٠) من الفرقة الطبية للجيش بتعقيم المنطقة بأكملها للقضاء على البعوض الذي كان ينشر المرض بين العمال.

كان المشروع أكبر المشاريع الهندسية منذ بناء الأهرامات في مصر، ونتج خلال تنفيذه بعض الإحصائيات المذهلة. فقد حفر ما يقارب ٤٠,٠٠٠ عامل، بمساعده الشواديف البخارية ٥,١٢٠ مليون قدم مكعب (١٤٥ مليون متر مكعب) من التراب.

وامتدت القنوات المحفورة لتسع السفن عابرة المحيطات لحوالي ثلث طول القناة البالغ ٤٠ ميلاً (٦٤ كم) ويبلغ عرض أصغر مناطق القناة ٣٠٠ قدم (٩١.٣ م) وعمق أضحلها ٤١ قدماً ( ١٢.٥ م).

كما تضم القناة ثلاثة أزواج من الهويسات عند الهويس الرئيس في غاتون ترفع السفن إلى علوٍ يبلغ ٨٥ قدماً (٢٥.٩ م).

ويوفر آخر الهويسات – عند هويس بدرو ماغيل – مسافة انخفاضٍ تبلغ ٣١ قدماً (٩.٤ م)، بالإضافة إلى زوجين آخرين عند هويس ميرافلورز توفر بقية مسافة الهبوط البالغة ٥١ قدماً (١٥.٥م) انتهى العمل في المشروع عام ١٩١٤ بتكلفة إجمالية بلغت ٣٣٦ مليون دولار، وتم الافتتاح الرسمي للقناة عام ١٩٢٠.

وبحسب بنود الإتفاقية بين الولايات المتحدة وبنما عام ١٩٧٧ أبقت الولايات المتحدة قاعدة عسكرية قرب القناة، لكن عادت جميع الأراضي والمياه في منطقة القناة إلى بنما. وفي نهاية عام ١٩٩٩ أعيدت السيطرة الكاملة على منطقة القناة للحكومة البنمية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى