علوم الأرض والجيولوجيا

خصائص الإقليم الشّمالي القَديم من أوروبا

2016 طيور العالم

KFAS

خصائص الإقليم الشّمالي القَديم من أوروبا علوم الأرض والجيولوجيا

يتألّف الإقليم الشمالي القديم مِن أوروبا بأسرِها، وأجزاء من أفريقيا الواقعة شمالَ الصحراء الكُبرى، وكُلّ آسيا الواقعة إلى الشمال من جبال الهملايا.

ويشمل هذا الإقليم جُزراً تقع مقابل السواحل، ومِن مجموعات الجُزر هذه آيسلندا، وجُزر فارو، وأرخبيل جُزر الأزور، وجُزر الكناري، وجُزر سافاج، وجُزر الرّأس الأخضر.

ويُشكّلُ المحيط القطبي الشمالي الحدودَ الشماليّة للإقليم، ويحدّه غرباً المحيط الأطلسي، ويحدّه شرقاً المحيط الهادئ. وجنوباً نجدُ الحدودَ أقلّ تحديداً مع الإقليمين المَداري الأفريقي والشرقي، على الرّغم من وجود سلسلة جبليّة متّصلة تقريباً من جبال أطلس غرباً إلى جبال الهملايا شرقاً، وشمالاً حيث يقع خط متّصل تقريباً من الصحارى.

ويشمل هذا الإقليم ضمن امتداده الشاسع تنوّعاً كبيراً في الجغرافيا والطبوغرافيا والمناخ والغطاء النباتي على نحو طبيعي مناسب.

 

وقد تأثرت هذه العناصر جميعها بأحداث كبيرة كان آخرها سلسلة من أربع دورات على الأقل من التجمُّد في الحُقب الحديث (Pleistocene)، حيث انتهت آخر دورة جليديّة منذ 10 آلاف سنة تقريباً.

ولا يزال النظام المناخي الذي يؤثّر على الإقليم الشمالي القديم اليوم هو النظام ما بعدَ الجليدي (postglacial)، مع أنّه يوصَفُ طوراً بَيْجليديّاً (interglacial).

وفي أثناء الطور الجليدي الأخير امتدّت الطبقات الجليدية جنوباً تماماً في النصف الغربي من الإقليم، ولكنّها بالكاد امتدّت شرقاً على الإطلاق.

وتمثّلَ الأثـرُ الذي تسبّب فيه التجلُّد (glaciatopn) في دفع المناطق المناخيّة الرئيسيّة باتجاه الجنوب بمسافةٍ تقدّر بآلاف الأميال، وبدّل بالتالي الوضعَ كليّاً في الإقليم الشمالي القديم الغربي، ولكن على نحوٍ أقلّ في القسم الشرقي.

 

ومع تراجُع الجليد شهد الإقليم انتشاراً موسّعاً ثابتاً للطيور باتجاه الشمال والشمال الغربي بعد أن اضطُرّت إلى الانتقال جنوباً وإلى الجنوب الشرقي في بداية الطور الجليدي. ولا يزال هذا التوسّع جارياً حيث تعمل أمثلة كثيرة من الأنواع على توسيع نطاقها في خلال هذا القرن، ومن الأمثلة المُذهلة عليها انتشــار الحَمامة المطوّقة الأوراسيّة (Eurasian Collared-Dove Streptopelia decaocto).

ومثلما ذكرنا آنفاً، نجد الحدود بين الإقليم الشمالي القديم، والمَداري الأفريقي، والشرقيّ، ضعيفة التحديد نسبيّاً وبالتالي توجد في أقصى الأطراف الجنوبيّة من الإقليم الشمالي الجديد أنواعٌ تعود حقاً إلى الأقاليم الجنوبيّة أكثر، مثل طيور القَطا (sandgrouse).

ومع ذلك فإلى الغرب نجد المحيط الأطلسيّ قد شكّل حاجزاً فعّالاً أمام انتشار الطيور، من دون أية مستعمرات معروفة من الإقليم الشمالي الجديد (Nearctic)، مع أنّ الطِّيطوى المُرَقّط (Spotted Sandpiper Actitis macularius) قد تكاثر هناك مرّةً واحدة فقط، وهذا على الرّغم من مئات الطيور الطارئة التي تعبر من الغرب إلى الشرق كلّ سنة.

والمحيط الهادئ هو كذلك حاجز تامّ إلاّ في الشمال الأقصى، حيث أتاح امتداد سلسلة الجُزر بين سيبيريا وآلاسكا لبعض الأنواع استعمارَ الجُزر في كِلا الاتجاهين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى