العلوم الإنسانية والإجتماعية

طرق ومداخل تعليم “التربية البيئية” لدى الطلاب

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

تعليم التربية البيئية العلوم الإنسانية والإجتماعية علوم الأرض والجيولوجيا

تتعدد الطرق والمداخل المحققة لأهداف التربية البيئية، ومن أهمها

1- طريقة حل المشكلات

تهدف هذه الطريقة إلى وضع الطالب أمام مشكلة يتوجب عليه حلها، وذلك عن طريق القراءة المتعمقة حول هذه القضية، وعرض ما لديه من آراء ومناقشتها مع الآخرين، سواء كانوا طلابا أو معلمين، وعليه دعم آرائه بأدلة علمية، والوصول إلى أنجح الحلول لمشكلته.

وعند اختيار مشكلة ما لدراستها، ينبغي مراعاة ما يلي:

1- شعور الطالب بأهمية المشكلة المبحوثة، ولتحقيق ذلك يجب أن تكون المشكلة مرتبطة بواقع الطلاب، وبحياتهم اليويمة، أو تمت تغطيتها بشكل كاف من خلال وسائل الإعلام.

2- ملاءمة المشكلة لمستوى تفكير الطلاب، فلا تكون صعبة تعجزهم، وسهلة تجعلهم يستخفون بها.

3- إمكانية إيجاد حل لهذه المشكلة بشكل واضح ومباشر.

 

على الرغم من عدم وجوب الالتزام الحرفي بخطوات حل المشكلة، فإن خطوات الأسلوب العلمي لحل المشكلة تتضمن ما يلي:

1- الشعور بالمشكلة: يقع العبء الأكبر في هذه النقطة على المعلم الذي يتوجب عليه استثارة تفكير طلابه، بعرض فيلم مثلاً، أو بأخذهم في جولة ميدانية، أو إلقاء بعض الأسئلة عليهم، وذلك حتى يخلق لديهم الإحساس بالمشكلة.

2- تحديد المشكلة: يقوم الطلاب بمساعدة معلمهم بتجديد المشكلة الأساسية، وما يتصل بها من مشكلات فرعية تساعد في إثراء معلوماتهم حول المشكلة الرئيسة.

3- جمع المعلومات: حيث يبدأ الطلاب بجمع المعلومات ذات العلاقة بالمشكلة المقصودة واستبعاد مالا علاقة له بها.

4- اقتراح الحلول: في ضوء المعلومات المجمعة، يبدأ الطلاب في تقديم الحلول المناسبة، وتمحيصها، ومن اختيار المناسب منها.

5- التعميم: فبعد اختيار الحل المناسب من الحلول المقترحة، وعقب مناقشته والتأكد من صحته، يأتي دور التعميم لما توصل إليه الطلاب، لسد الثغرة بين الموقف النظري والواقع الحقيقي.

 

2- الزيارات الميدانية:

وتشمل الجولات الميدانية القصيرة في الحديقة المدرسية، أو الرحلة التي قد تستغرق ساعات، أو المخيمات التي قد تستمر ليوم كامل أو عدة أيام. 

وتتيح هذه الرحلات للطلاب الفرصة الملائمة لجمع المعلومات مباشرة من البيئة، والوقوف بأنفسهم على أبعاد المشكلة، واكتشاف العلاقات المتداخلة بين جوانبها المتعددة.

ويمكن إجمال أهمية الرحلات الميدانية فيما يلي:

1- الحصول على معلومات بيئية مباشرة ومتكاملة يصعب الحصول عليها بأي أسلوب آخر.

2- تنمية التفكير العلمي من خلال الملاحظة والقياس والاستدلال والتصنيف.

3- تثير اهتمام الطلاب، وتنمي لديهم حب الاستطلاع للمزيد من المعارف.

4- تنمية الاتجاهات الإيجابية للطب نحو البيئة وصيانتها والمحافظة عليها.

 

ولنجاح الزيارات الميدانية وتحقيقها لأهداف المرجوة، ينبغي مراعاة ما يلي:

– تحديد أهداف الزيارة الميدانية.

– وضع خطة مفصلة لتحقيق هذه الأهداف.

– القيام من قبل المعلم بزيارة استطلاعية لمكان الزيارة قبل القيام بها مع طلابه، للتحقق من أن المكان المقصود يحقق أهدافها.

–  تزويد الطلاب بالمعلومات الأساسية المطلوبة، ومطالبتهم بزيادة وتطوير معلوماتهم النظرية عن طريق القراءة مثلا، وجمع معلومات عن أهداف الزيارة.

– المتابعة الدقيقة للطلاب أثناء الزيارة والتحقق من أنهم يقومون بملاحظة المطلوب منهم.

– كتابة تقرير علمي مفصل عن إيجابيات الزيارة وسلبيات.

– مناقشة آراء الطلاب واستفساراتهم.

 

3- مدخل إدارة المناقشات Discussion Administrative Approach

يتم تناول القضايا والمشكلات البيئية تبعا لمدخل إدارة المناقشات وفق مجموعة الخطوات التالية:

– تعرف اهتمامات الطلاب من خلال تفسيراتهم أو تأويلهم.

– تحديد وتحليل المصادر العلمية للقضايا والمشكلات البيئية.

– تحليل مضامين القضايا والمشكلات وصولا لما ينبغي وما لا ينبغي.

– شرح ومناقشة المضامين السابقة وتفسيرها .

– تحديد الحلول البديلة للقضايا والمشكلات.

– مناقشة الحلول وتحليلها ونقدها.

 

4- مدخل الأحداث الجارية Current Events Approach

يعد مدخل الأحداث الجارية من أنسب المداخل لدراسة.  المشكلات والقضايا البيئية التي يموج بها المجتمع المعاصر.  ويتم ذلك من خلال:

– إنشاء لوحة إخبارية خاصة بالأنحداث الجارية، بحيث تتضمن: مقالات من الصحف والمجالات، وصورا، وتقارير مكتوبة حول المشكلة.

– تحدد الجوانب والأحداث المهمة في المشكلة.

– دراسة كل جانب على حدة (دراسة حالة) ويخصص له ملف مستقل، يحوي مقالات وسائل الإعلام المختلفة، وملخصات لتأثيره في المجتمع، وتقارير عن الملاحظات الميدانية حوله.

– إعداد ملفات دراسات الحالة في تحديد عناصر كل جانب، وإيقاظ وعي الطلاب نحو.

– تقييم الجوانب المختلفة وتعد الخطط والمقترحات للمساهمات الإيجابية في مواجهة كل جانب من جوانب المشكلة، وذلك من خلال ممارسة الطلاب لأنشطة متعددة، منها: جمع البيانات عن طريق استطلاع الرأي العام للمجتمع باستبيانات يعدها الطلاب، ومقابلات، ومناظرات.

– مناقشة النتائج التي يتم التوصل إليها، وتعد تقارير توضح أهم التضمينات، وتحفظ التقارير في ملفات خاصة بدراسة كل جانب من جوانب المشكلة حول محور الدراسة.

 

5- المدخل الديني (العقائدي) Riligious Approach

يُعد المدخل الديني من المداخل المناسبة لتدريس المشكلات البيئية، ويلقى قبولا وتأثيرا في المجتمعات الإسلامية بخاصة، نظراً لأن العقيدة الإسلامية تشكل منهجا لحياة المسلم. 

ونظراً لأن قضايا البيئة ومشكلاتها ذات تأثير مباشر في المجتمع، فإنها تستوجب ضوابط مستمدة من تعاليم العقيدة الإسلامية المنظمة للعلاقات بين البشر. 

وهذا يتطلب مزجا ملائما بين المعرفة الخاصة بالمشكلات البيئية وما يرتبط بها من ضوابط مستمدة من العقيدة.

 

6- مدخل التحليل الأخلاقي Ethical Analysis Approach

تشير لجنة التربية والاتحاد الدولي للعلوم البيولوجية (IUBS-CBE) إلى أن المدخل الاخلاقي هو أكثر المداخل التدريسية تأكيدا للقيم المتضمنة بالقضايا والمشكلات البيئية. 

ومن أهم خطوات مدخل التحليل الأخلاقي ما يلي:

1- التحليل التاريخي للقضية بهدف فحص الخلفيات الثقافية والاجتماعية المرتبطة بماضيها وحاضرها ومستقبلها.

2- ربط القضية بالتوقعات المستقبلية للدارسين، وتشجيعهم على تكوين آراء بمنطقية وتعقل وتفتح، مراعين الفرق بين المعرفة والفرض والافتراض والرأي.

3– تحديد الركائز العلمية للمشكلات ومضامينها الأخلاقية الواقعية والمستقبلية مستعينين بالأدبيات التي تناولتها.

4- التفكير الناقد في الإجابات المتباينة.

5- تأكيد أن المعرفة والفهم الواعي للمشكلات البيئية سيسهم في حلها في إطار التكامل بين السياقين العلمي والأخلاقي.

 

لقد تعددت الطرائق والمداخل الحديثة التي ثبت فعاليتها في الجوانب المعرفية والوجدانية لدى الطلاب، ومنها: مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع Science, Technology and society (STS)، والمشروعات، والألعاب التعليمية، ولعب الأدوار، والمحاكاة. 

وتجدر الإشارة إلى وجود مداخل تنظيمية لمحتوى المناهج الدراسية تتمحور حول المفاهيم والموضوعات البيئية وفق تنظيم منهجي يعرف بالمدخل البيئي Environmental Approach ومن أمثلتها المنهج الاخضر.

 

كما تعددت الدراسات التجريبية التي أكدت نتائجها فعالية بعض الطرق والمداخل المتعددة في تحقيق أهداف التربية والإدارة البيئية، ومنها ما يلي:

أ- فعالية استخدام أساليب التعلم الذاتي Self-Learning لكونها من أفضل الطرق لاكتساب المعلومات، ففيها يصل المتعلم بنفسه إلى المعلومة مما يجعلها أثبت في الذاتكرة وأكثر وضوحا.  وبذلك تتحسن ذاكرته، وتنمو قدراته العقلية لا سيما قدرات النقد والتقويم والابتكار.

 

ب- التعلم الذاتي يعد من الحلول المثلى لمواجهة مشكلات المستقبل، حيث يلتزم المتعلم بتحمل مسئولية تعلمه، وتزداد خلاله ثقته بنفسه، ويزداد ميله وحبه للاستطلاع، ويتشجع على مواجهة المشكلات المستقبلية.  وأكد أهمية مراعاة المناهج الدراسية لهذا الأسلوب الذي يؤدي إلى حب التعلم والرغبة فيه والوصول إلى فكرة التعلم المستمر غير المحدود.

 

ج- للموديولات التعليمية أثر إيجابي في تحقيق التنوير البيئي للطلاب المعلمين.

 

د- استخدام الكمبيوتر التعليمي (ولا سيما الإنترت) حقق تنمية ملموسة في مجال توعية الطلاب بالعديد من الموضوعات البيئية مثل: الإفراط في استخدام المبيدات الكيميائية، وتجريف التربة، والقطع الجائر للأشجار والغابات.  وذلك نتيجة تقديم الكمبيوتر لصور من المشكلات البيئية بأبعادها الحقيقية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى