الحيوانات والطيور والحشرات

مدى تكيّف الطيور مع الثَّقب

2016 طيور العالم

KFAS

تكيّف الطيور مع الثَّقب الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

طيورُ النقَّار أو القرّاع (فصيلة النقّارية Picidae، ص 35) هي مجموعةٌ أخرى تتميّز بتحوّرٍ شامل يتماشى مع محيطٍ متخصصٍ، وتقتاتُ باللافقاريات الثاقبة لخشب الأشجار.

ولقد تشعّبت هذه الطيور إلى نحو 200 نوع لأنّ مَوردَ الغذاء (الخشب الميّت) متوفرٌ حول العالَم، وليس لأنّه يوفر تنوّعاً من الفُرص أمامَ ارتقاء أنواعٍ مختلفة.

ولذلك نجدُ الاختلافَ البِنيوي الرئيسيّ في الحجم. وتتغذّى الأنواع الصغيرة على أغصانٍ أصغر حجماً من تلك التي تتغذى عليها الأنواع الكبيرة.

 

بَيد أنّ مظاهرَ التكيّف مع استغلال هذا المحيط، العامّة بين الفصيلة (family)، هي مظاهرٌ جديرةٌ بالملاحظة. فالمنقارُ مستقيمٌ ويستدقّ بحافةٍ حادّة إلى نقطةٍ إزميلية الشكل ومقوّى على امتداد طوله.

وعظمةُ الجمجمة مقوّاة عند قاعدة المنقار لتتحمّلَ القوى الهائلة التي يتسبّبُ فيها القِحفُ عند ثقبِ خشب الأشجار الصلبة الحيّ.

 

واللسانُ طويلٌ للغاية ودَبِقٌ وغالباً ما يكونُ شائكاً ليسمحَ باقتلاع يرقات الحشرات من حُجيراتها. والقاعدةُ العظميّةُ للّسان التي تُسمّى الجهازَ اللاّمي (hyoid apparatus) المستخدَمة

في توجيه بقية اللسان طويلةٌ جداً بحيث تنحني إلى الخلف فوق قمّة القِحف. والرِّجلان قصيرتان وقويتان والقدمان متعاكستا الأصابع (إصبعان يتجهان إلى الأمام وإصبعان إلى الخلف) ومسلّحتان بمخالبَ معقوفة قوية وحادّة تتيح للطائر القبضَ على السطح الرأسي للشجرة.

وريشُ الذيل مدببٌ ومتصلّبٌ ويعملُ مع القدمين كقاعدةٍ ثلاثية القوائم تسندُ الطائرَ عندما يقتات.

وطيورُ القرّاع نموذجيّةٌ في نوع التكيّف البيئي الذي نراه عند الطيور، حيث لا يحدث التحوّر في خاصيّةٍ واحدةٍ بلْ في عددٍ كاملٍ أو مجموعةٍ من الخصائص.

لقد اقتصرَ هذا السّردُ على مظاهر التكيّف في عِلم التشكّل، أي الشكل. ولكننا نرى في الواقع وسائل التكيّف في كلّ مجالٍ ضمنَ علم أحياء الطيور، في التكاثر والهجرة والتغذّي وفي السلوك. وسوف يجدُ القارئ المزيدَ من الأمثلة في سائر هذا الكتاب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى