التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

تعريف “تقانة المعلومات”

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

تقانة المعلومات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

أدت " علوم الاصطناع "، وهي فروع من المعرفة تعنى بخصائص وأداء ما صنعه الإنسان من مواد وآلات، إلى بروز معظم التقانات الحديثة (من الميكانيك إلى البيولوجيا إضافة إلى المواد الجديدة والطاقة) التي تُحدث الآن تغييرات جذرية في المجتمعات والنظم الاقتصادية.

وهذه الفروع المنبثقة عن العلوم الطبيعية، التي غالباً ما تستخدم طرق ونتائج هذه الأخيرة، ليست من النوع الثابت، بل لها علاقات متواترة بعضها مع بعض تجعلها جد مثمرة في أغلب الأحيان.

وتتربع تقانة المعلومات، وهي أحد الابتكارات الحديثة والأساسية التي تفرض نفسها اليوم، على مفترق الطرق بين الميكانيك والضوئيات ومعالجة البيانات وتراسلها، وربما التقانة الحيوية خلال السنوات القادمة.

 

حقل تقانة المعلومات

يمكن تعريف تقانة المعلومات (IT) بأنها تلاقي الإلكترونيات ومعالجة البيانات وتراسلها. ولهذا التلاقي وجهان: أولهما، اختصار المسافات نتيجة لوجود الشبكات العالمية للحواسيب التي كانت في السابق منعزلة؛ والآخر، حوسبة نظم الاتصالات لكي توفر إمكانيات جديدة في نقل الصوت والصورة.

وتوفر نقاط التلاقي هذه أدوات جديدة لجمع البيانات وتخزينها ومعالجتها وتنظيمها ونقلها وعرضها.

كما يؤدي تطوير هذه الأدوات، التي تتميز بالأداء العالي والمتزايد، إلى إحداث تغيير عميق في قطاع تقانة المعلومات نفسها، وذلك بإيجاد طاقة صناعية جديدة، كما يشاهد من خلال التنويع المتزايد للمنتجات وبروز أشكال جديدة من المنافسة وظهور تحالفات بين مصنعي معدات الحواسيب ومنتجي أنظمة تراسل البيانات من جهة، ومزودي الخدمات من جهة أخرى.

إن قطاع تقانة المعلومات صناعة مزدهرة ومقبلة على أسواق أكبر ستجلب لها مزيدا من الاستثمارات والإيرادات والوظائف.

ولعل أهم تأثيراتها هو إحلالها بديلا من النظم الميكانيكية والإلكتروميكانيكية السابقة (أو ببساطة، إلغاؤها للعمل الروتيني الذي كان يقوم به الإنسان في الماضي القريب).

 

وهذه التقانات تنتشر داخل جميع القطاعات الأخرى، لتزيد من قدرتها على رفع الإنتاجية وتنويع المنتج، كما تمكنها من التجاوب بسرعة أكبر وبكفاءة أعلى إزاء كل من تغيرات الطلب والمزايا النسبية على المستوى الدولي، وذلك من خلال ما توجده من شبكات اتصال وطنية وإقليمية وعالمية (مثل الإنترنت).

كما تمهد تقانة المعلومات الطريق للتحرك بسهولة أكثر في الميادين التقنية والمهنية والخدمات المالية، إضافة إلى أنها تساعد على عولمة النظم الاقتصادية (Pereira, 1994).

إنها بذلك تشجع على عولمة المنتجات والأسواق، وتزيد من حركة ومرونة الخدمات والتدفقات النقدية والمالية، وهي غالبا ما تمهد الطريق لتكوين أدوات مالية مبتكرة. وهكذا يمكن استخدام نظم المعلومات لتحسين أداء ونوعية وفعالية العمليات المالية والمصرفية وإدارة الأعمال والإدارة العمومية.

لقد جرت – في الصناعة، وفي الزراعة إلى حد ما – أتمتة عدة سيرورات، سواء عن طريق التصميم بمساعدة الحاسوب، أو إدارة الموارد والمخزون، أو بوساطة طرق الإنتاج باستخدام آلات ذاتية التحكم وذات قابلية عالية للتكييف والتعديل أو باستخدام الإنسالات (الروبوتات).

 

ويمكن أن يُرَدّ تقدم تقانة المعلومات مباشرة إلى التطور الحديث في مجال الإلكترونيات المكروية (الصغرية) وإلى النتائج العلمية والتقانية التي تحققت في ميادين الترانزستورات وأشباه الموصلات والدارات المتكاملة (الشيبات) والتي يلاحظ تأثيرها حاليا في معظم فروع الاقتصاد.

وقد أدت التقدمات التي تمت في تقانة المعلومات إلى انخفاض حاد في الكلفة وإلى رفع الأداء التقني في صناعة الإلكترونيات، كما هي الحال في فروع أخرى من الصناعة.

ومنذ عام 1970، مكنت الزيادة المستمرة في عدد الدارات المطبوعة على كل شيبة من إجراء تخفيض سريع في كلفة تجميع المعدات الإلكترونية (لأن الشيبة الواحدة يمكن أن تحل محل عدة مكونات) وإلى تسريع آليات التوزيع (وبذلك يجري تطوير حواسيب ذات سرعة أكبر وطاقة أعلى)، إضافة إلى تصنيع معدات موثوق بها، تكون أصغر حجما وأخف وزنا (بتوصيلات أقل وبمواد أولية أقل، وباستهلاك للطاقة أقل).

ويوضح الشكل 1 التقدمات الهائلة التي أحرزت في حجم الذاكرة خلال الفترة ما بين 70 و1994.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى