البيئة

ظاهرة تدهور التربة: أسبابها وتأثيرها على البيئة

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

ظاهرة تدهور التربة البيئة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

قام الإنسان، منذ فجر وجوده، بتعديل البيئة الطبيعية من أجل المحافظة على بقائه.

وأولى العلامات الواضحة على ذلك هو تغيير الغطاء النباتي الطبيعي الذي يرجع إلى زمن بعيد، حتى في المناطق النائية مثل مرتفعات بابوا غينيا الجديدة: ترجع عمليات إزالة الغطاء الخضري من أجل الإنتاج الزراعي هناك إلى 10000 سنة.

ويرجع تاريخ أدغال الماكيس المميزة لمساحات شاسعة من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى قطع الغابات إبان الحضارتين الإغريقية والرومانية.

وحدث المزيد من قطع الغابات في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية منذ القرون الوسطى وأعقبه خلال العقود الأخيرة انخفاض أسرع في مساحات الغابات المطيرة في المناطق المدارية. كما أن ممارسة حرق النباتات الطبيعية هي أحد الأسباب الرئيسية للانتشار الحالي لمنطقة السافانا.

وهذه التغييرات في الغطاء النباتي الطبيعي تؤدي بالضرورة إلى تغييرات في حالة التربة، وخصائصها الهيدرولوجية والعمليات التي تحدث في الجزء السطحي منها. وقد نجحت بعض المجتمعات في المحافظة على توازن حساس لبيئتها استمر لأجيال عديدة وتمكنت بذلك من الاستمرار.

 

على ان هناك أيضاً أمثلة واضحة من الماضي تدل على اتباع ممارسات غير مستدامة أسفرت عن تراجع بل وزوال حضارات.

وتدهور التربة يؤثر في المجتمعات الزراعية الفقيرة والمجتمعات الصناعية على حد سواء، كما يتضح من الشكل 1.

هناك بعض المناطق مثل منطقة البحر المتوسط يرجع تاريخ تدهور البيئة فيها إلى عهد بعيد. وهناك مناطق أخرى تدهورت فيها التربة في فترات لاحقة.

وقد أصبح تدهور التربة مشكلة عالمية خلال العقود الأخيرة بسبب الانفجار السكاني في العالم، والزيادة السريعة في الاحتياجات الاقتصادية للفرد، واستخدم الآلات في الزراعة، وأساليب قطع الأشجار، والعمليات التعدينية والهندسية الواسعة النطاق، والتحضر وما إلى ذلك.

 

ونتيجة لذلك لم تحدث فقط زيادة سريعة في نطاق وشدة تدهور التربة، وإنما حدث أيضاً تغيير في اتجاه المشكلة: في الماضي، كانت الزراعة هي السبب الرئيسي؛ أما الآن، فقد أصبح التصنيع والتحضر هما العاملين المسببين الرئيسين.

 وثمة أراء تقول بأن تدهور الأراضي مصطلح ضيق النطاق. وهذا صحيح، فتدهور البحار والهواء لا يقلان أهمية كعنصرين من عناصر المشكلة.

إن نوعية البيئة والتباين الجيومورفولوجي هما أساس التنوع البيولوجي الضروري لبقاء الإنسان. ومن المهم أن نبادر إلى حل المشكلة العالمية المتمثلة في إقامة مجتمع مستدام اعتماداً على موارد كوكبنا التي تتميز بأنها متنوعة ولكنها محدودة، وإن كان من الواضح أن هذه المهمة صعبة جداً.

وينبغي أن تؤدي زيادة الوعي إلى تغيير السلوكيات والقيم اللازمة لتحقيق هذه الغاية؛ إن المشكلة الحقيقية ليست هي البيئة الطبيعية وإنما مجتمعنا الذي يسيء استخدامها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى