البيولوجيا وعلوم الحياة

أنواع الأسلحة الجرثومية المنتجة بواسطة الهندسة الوراثية

1999 ثورة الهندسة الوراثية

وجدي عبد الفتاح سواحل

KFAS

أنواع الأسلحة الجرثومية الهندسة الوراثية البيولوجيا وعلوم الحياة

تقوم الهندسة الوراثية على فكرة التحكم في الجهاز الوراثي للكائنات الحية وذلك بإضافة أو إزالة أو تغيير كفاءة الجينات،وبالتالي إمكانية برمجة الكائن الحي وفق تصميمات موضوعة سلفا.

والآن، وبعد أن وصلت تقنية الهندسة الوراثية إلى مرحلة أمكن فيها إدخال جينات إلى كائنات دقيقة كالبكتيريا فتقوم بترجمة شفرتها وتحويل البكتيريا إلى مصانع بيولوجية صغيرة جدا تنتج ما يطلبه منها الإنسان من كيماويات وهرمونات، سيطرت موجة من الرعب والفزع من خطورة استخدمها كسلاح لإنتاج كائنات حية فتاكة أو كيماويات مدمرة (شكل 2).

وحيث إن استخدام الجراثيم التقليدية يعاني من العديد من العيوب والمشكلات مثل عشوائية التوجه وصعوبة التحكم فيها.

كما أنه لا يوجد حتى اليوم مرض لا يكون لدى قلة من السكان مناعة قوية ضده. لذا فقد بدأ باستخدام قدرات تقنية الهندسة الوراثية في إنتاج جيل من الأسلحة الجرثومية المتخصصة ذات المواصفات المرغوبة.

وتنقسم هذه الأسلحة إلى نوعين هما :

 

1- أسلحة التقنية الحيوية : Biotechnological weapons

تعتمد هذه الأسلحة على تعديل الخصائص الوراثية للكائنات لزيادة فعاليتها العسكرية وإنتاجها للسموم.

فعلى سبيلالمثال، يمكن برمجة أي ميكروب وإدخال بعض الجينات الوراثية الممرضة، سريعة الانتشار والعدوى وقصيرة الحضانة (الفترة بين الإصابة وظهور الأعراض) وسريعة التكاثر ومقاومة للمضادات الحيوية والأدوية المضادة للميكروبــــــــــــــات، وهذه الجينات الممرضة يمكن اختبارها لإصابة الجهاز العصبي في مناطق محددة تشل الشخص عن التفكير أو الحركة أو تسبب القتل السريع.

كما يمكن برمجة كائنات دقيقة (ميكروبات) أو فيروسات وإلقاؤها وسط البلاد المنافسة لتصيب شعوبها بالكسل أو الخمول أو عدم التركيز أو عدم القدرة على التفكير (شكل 3).

 

2- الأسلحة الوراثية Genetic Weapons

في داخل كل خلية من خلايانا حوالي مائة ألف جين، وكل جين مسئول عن وظيفة معينة عن طريق تكوين بروتين خاص.

وهناك مشروع ضخم بدأ في أمريكا واليابان وفرنسا يسمى مشروع "الطاقم الوراثي البشري "الغرض منه هو معرفة وظيفة كل جين بحيث تتم معرفة وظيفة المائة ألف جين في عام 2005، وأيضاً من المعروف أن هناك حوالي مائة جين في داخل كل خلية تسمى الجينات المسرطنة أي التي تحدث سرطاناً إذا ما حدث خلل في وظائفها سواء بالفيروسات أو الملوثات البيئية ولكن من رحمة الله تعالى أنه يوجد أيضا داخل خلايانا عدد من الجينات المضادة للسرطان، والتي تثبط عمل الجينات المسرطنة وتمنع ظهور السرطان. ولكي تظهر الأورام السرطانية لا بد من تنشيط أواستفزاز الجينات المسرطنة وفي نفس الوقت إيقاف عمل الجينات المضادة للسرطان.

 

لقد خص الله المادة الوراثية بخمس خصائص هامة جدا وهي :

– الثبات كي تحافظ المادة الوراثية على صفات النوع.

– المقدرة على التكاثر الذاتي لكي تنتقل من خلية إلى خلية ثم من جيل إلى جيل عبر الأجيال المختلفة.

– المقدرة على تخزين المعلومات الوراثية في صورة مادة كيماوية هـي DNA .

   – المقدرة على ترجمة هذه المعلومات المخزنة بعد الأخصاب إلى جنين كامل.

– الطفرة Mutation أو التغير الوراثي وهي خاصية محكومة وراثياً ومسئولة عن أخطر خصائص الكائنات الحية وهي التنوع والإختلاف.

 

فلولا الطفرة لتشابه التركيب الوراثي لكل شعوب العالم لكان كل منا آدم أو حواء عليهما السلام. ولو كان البشر نسخاً متطابقة وحدث وباء فيروسي ولم يكن التركيب الوراثي للأفراد يحتوي على جين المناعة ضد هذا الفيروس لقضى على البشرية بأكملها ولم يبق منها أحد يحافظ على النوع أو استمرار الحياة، وهو الذي يحدث في حالة الاختلاف الوراثي، حيث يوجد أفراد يموتون بسبب نقص المناعة الوراثية وآخرون يستكملون المسيرة والمحافظة على النوع لوجود جينات المناعة ضد هذا الفيروس في تركيبهم الوراثي وهذه ميزة الاختلاف.

بعد استعراض هذه الخلفية العلمية يمكن القول أن الأسلحة الوراثية تعتمد على استفزاز الجينات المسرطنة، وكذلك على التعامل مع الاختلافات الوراثية بين الشعوب وخصوصا جينات المناعة، (شكل 4).

وعلى الرغم من حداثة هذا السلاح فقد تم استخدام الفكرة التي يقوم عليها في الماضي. فعلى سبيل المثال، الرواد الأمريكان الأوائل قد اتهموا ببيع البطاطين الملوثة بالجدري للهنود الحمر، وهم يعلمون تماما أن الهنود لا يملكون مناعة طبيعية للداء.

وكذلك حرب الجراثيم غير الرسمية التي شنت ضد الأرانب في مايو من عام 1952 م حيث تم إعداد بضع أرانب بمرض من الأمراض الفيروسية المخاطية Mycomatosis، ثم أطلق سراحها في أور ولورا Eure et loire في فرنسـا.

فانتشر هذا المرض عند نهاية عام 1953 م في 26 مقاطعة فرنسية ووصل إلى بلجيكا وهولندا وسويسرا وألمانيا وقتل نسبة تتراوح بين 60 – 90% من عدد الأرانب، ثم وصل المرض مع الزمن إلى بريطانيا وهو الآن متوطن في كل أوروبا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى