البيولوجيا وعلوم الحياة

الأساس الوراثي لحدوث الشيخوخة عند الإنسان

1999 ثورة الهندسة الوراثية

وجدي عبد الفتاح سواحل

KFAS

الأساس الوراثي البيولوجيا وعلوم الحياة

الإنسان منذ بداية نشأته، وهو في صراع مرير مع قوى الطبيعة، والأمراض المختلفة، ومظاهر الشيخوخة التي تهاجمه من حيث لا يدري.

أما الزلازل والبراكين والتدمير الذي تحدثه فكان شيئاً ملموساً، يشاهدها وهي تفتك به وتقوض دعائم معابده وقلاعه ومدنه، ولكن أشباح الشيخوخة كانت شيئاً مختلفاً عن ذلك كله.

فهي تهاجمه وتقتله دون أن يعرف كيفية تسللها إلى داخل جسمه وتحويله إلى كيان هش "متداعٍ ".

وفي السنوات الأخيرة، نشطت أبحاث الهندسة الوراثية لوقف مظاهر الشيخوخة ومحاولة القضاء على الأمراض التي تصاحبها، مما جعل الملايين في جميع أنحاء العالم يشعرون بأنهم قد وصلوا أخيراً إلى بداية الطريق إلى الشباب الدائم والحياة دون أمراض أو خوف من اقتراح أشباح الشيخوخة.

 

1 – الأساس الوراثي للشيخوخة

يفسر بعض العلماء حدود العمر وبلوغ الشيخوخة بواحدة أو أكثر من النظريات الآتية :

 

أ- نظرية البليوتروبيه التضادية : Antagonistic pleiotropy

اعتمدت هذه النظرية على المفاهم الاتية :

* أن هناك جينات فردية تسهم في عمليات بيولوجية متعددة Pleiotropy.

* أن هناك جينات معينة تمنح الإنسان مزايا البقاء في المراحل المبكرة من الحياة ولكنها تمتلك تأثيرات فيزيولوجية ضارة فيما بعد.

* اللياقة التطورية التي يتمتع بها فرد ما تقاس بالإسهام الوراثي Genetic contribution الذي يقدمه هذا الفرد للأجيال اللاحقة.

وبناء على هذه المفاهيم فإن فرص نجاح الفرد في الإنجاب تتضاءل بمرور الزمن، وما أن يحقق الفرد جهده التناسلي حتى تتضاءل ضغوط الاصطفاء Selection pressures ولن يتسنى حذف أي من الجينات التي تمتلك تأثيرات مؤذية في مراحل الحياة المتقدمة شكل (1).

 

ب- نظرية كيركورد

افترض كريكورد أن الأحياء ينبغي أن توزع طاقتها الفيزيولوجية على الدوام بين التكاثر الجنسي Sexual reproduction  والصيانة الجسدية Somatic maintenance.

ويزعم أن استراتيجية اللياقة المثلى في الأحياء تنطوي على تخصيص قدر من الطاقة الفيزيولوجية لعمليات الصيانة الجسدية يقل قليلاً عن الحد اللازم للقيام بالصيانة المثالية، مما يؤدي إلى تراكم العيوب في الخلايا والأنسجة ومن ثم ظهور الشيخوخة، وبناء على هذه النظرية فإن الشيخوخة هي الثمن الذي يدفع لقاء التكاثر الجنسي.

 

ج- نظرية عدم انتظام الجينات والبليوتروبية التضادية Gene disrgulation & Antagonisti Pleiotropy

من المفترض في البيولوجيا الجزيئية أن تكون الجينات مرتبة بعناية وأن البروتينات التي يولدها نشاط الجينات تدخل في عمليات حيوية متعددة ومتفاعلة (شكل 2).

وبمرور الزمن يمكن لتراكم تدريجي من الجذور (الشقوق) الطليقة في الخلايا Free radicals، وبخاصة في تركيب الوحدات الوراثية أن يعطل عملية الترتيب الطبيعي لنشاط الجينات، مما يؤدي إلى سلسلة من العواقب المؤذية أو ما يسمى بعملية الطفور الجسدية Somatic mautagenesis

وتتوقف فداحة النتائج على مدى أهمية العمليات الحيوية المتضررة من التلف في الوحدات الوراثية وعلى مقدرة الأحياء إما على تعويض الخلل الذي لحق بها أو إصلاحه.

وإذا أضر الخلل الجيني بعملية تنظيم نمو الخلايا أو تمايزها فربما نجم عن ذلك السرطان. بالبليوتروبية التضادية تصف الحالات التي يصبح فيها التعبير المؤقت Temporal expression للجين مختلا.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون جين ما ضرورياً في المراحل المبكرة من الحياة ولكنه يصبح ضاراً إذا أثر في مرحلة متقدمة من العمر.

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن توزع مواقع الخلل في الوحدات الوراثية قد لا يكون عشوائياً بصورة تامة حيث إن بعض المناطق في البنية الوراثية Genome تبدو غير مستقرة من حيث طبيعتها الأساسية ومن ثم تكون أكثر عضة للخلل في تنظيم الجينات.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى