البيولوجيا وعلوم الحياة

العلامات المضللة التي تنشأ على الجثة نتيجة لأسباب متنوعة

2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية

صاحب عيسى عبدالعزيز القطان

KFAS

العلامات المضللة التي تنشأ على الجثة نتيجة لأسباب متنوعة البيولوجيا وعلوم الحياة

سبق الحديث عن تلك العلامات التي تشاهد بالجثث المستخرجة من القبور والناشئة عن نهش الحيوانات ، ولا يقتصر حدوث هذا النوع من العلامات على الجثث المدفونة فحسب ، بل أن هذه الحيوانات تنال من الجثث قبل الدفن وبعد الدفن طالما سنحت لها الفرصة المواتية لذلك .

ولعل من أهم العلامات المضللة التي تنشأ نتيجة لعبث هذه الحيوانات ، هي تلك التي تحدث بسطح الجلد لنهش النمل وكأنها سحجات.

ويصبح لهذه السحجات المضللة أهمية بالغة عندما تكون حول فتحات الأنف والفم ، حيث تبدو وكأنها نتيجة لكتم النفس أو عندما تكون بسطح العنق ، لتبدو وكأنها نتيجة للضغط على العنق بجسم خشن السطح .

ولا يقتصر النهش على الجثث وهي على اليابسة وإنما يتعداها وبعنف بالجثث المغمورة في المياه ، حيث لا تألو الأسماك والحيوانات البرية المختلفة جهداً في هذا السبيل.

 

حيث لا يقتصر نشاطها على صنع علامات مضللة تبدو وكأنها إصابات اعتدائية ، ولكنها قد تشمل مواضع لإصابات حقيقة فتخفي معالمها تماماً ، وقد ذكر المؤلف في باب الإصابات الناشئة عن أعيرة نارية قضية لغلام عثر على جثته وهو مرتدي لباس السباحة (المايوه).

وشوهد بسطح جذعه من الأمام والخلف جروح وخزية صغيرة اعتبرها أحد الأطباء الشرعيين جروحاً دخولية لمقذوفات رشية ، وأرجع إليها سبب الوفاة وفي الواقع أن الوفاة كانت نتيجة لأسفكسيا الغرق ، ولم تكن هذه الجروح سوى نهش أسماك .

ولا تقتصر العلامات المضللة بالجثث المغمورة في الماء في حدوثها على نهش الحيوانات البحرية ، بل أنها قد تحدث نتيجة للملاحة البحرية فقد تحدث هذه العلامات نتيجة لاحتكاك سطح الجثة أو اصطدام الجثة بأي من أجزاء المراكب ، إن كان المجرى المائي الموجودة به الجثة مساراً لمراكب من أي نوع .

وإذا ما توفي شخص لأي سبب من الأسباب وكانت وفاته في مكان غير مطروق ، مما يجعل اكتشاف جثته بمحض الصدفة ، فإن جثته غالباً ما تكون قد شوهت تماماً نتيجة لنهش الكلاب الضالة والذئاب ، بل والطيور الجارحة كالغراب والحدأة ، وقد يؤدي ذلك إلى فقد أعضاء بأكملها من الجثة واختفاء ما عسى أن يكون بها من علامات حقيقية هامة .

 

ومن العلامات المضللة الهامة ، هو ما يحدث من تسطح بتلافيف المخ ، وهذه الظاهرة تشير في كثير من الحالات إلى وجود تورم أوزيمي بأنسجة المخ ، إلا أن هذه العلامات قد تحدث بعد الوفاة دون وجود أي تورم بالمخ.

ويكون حدوثها في المناطق التي يكون بها سطح المخ ملامساً للسطح الداخلي من عظام القبوة مثلما يشاهد بالفصوص الخلفية المقابلة للعظم المؤخري من عظام القبوة ، وكلما طال وضع الجثة في وضع يجعل هذه الأجزاء من المخ ملامسة ومرتكزة على تلك العظام كلما زاد تسطح تلافيف المخ بهذه المناطق .

ومثلما يحدث من تسطح بتلافيف المخ فإن أخاديد المخ الواقعة بين هذه التلافيف ، تزداد عمقاً في حالات التورم الأوزيمي بالمخ ، إلا أن هذه العلامات قد تحدث أيضاً بعد الوفاة وتصبح علامة مضللة ، وخاصة عندما يناظر المخ بعد الوفاة بفترة طويلة كافية لحدوث هذه العلامة المضللة ، خلافاً لما يحدث عند رفع المخ عن موضعه بعد حدوث الوفاة بفترة وجيزة.

 

فإن ذلك لا يعطي فرصة لظهور هذه العلامة المضللة … والتلون الذي يشاهد بسطح الكبد وخاصة بأجزائه الملاصقة للأمعاء ، وهو عبارة عن تلون بني اللون مائل إلى الإسوداد ، ما هو إلا تغير رمي عادي ناشئ عن تسرب محتويات الأمعاء إلى الكبد وترسب أملاح الكبريتيد بأنسجة الكبد السطحية

وذلك بالإضافة إلى ما يسبغه سائل الصفراء من تلون بأنسجة الكبد بعد الوفاة … وقد يبدو للمحيطين بالمتوفي أن شعر لحيته قد ازداد طولاً بعد وفاته ، وهذه في الواقع علامة مضللة ناشئة عن انكماش بسطح الجلد ، مما يؤدي إلى ظهور الأجزاء الغائرة من جسم الشعرة سطحياً ، وليس الأمر راجعاً إلى نمو الشعر فإن ذلك النمو يتوقف تماما بتوقف الحياة .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى