الطب

كيفية إجراء فحص الوفيات المتعددة في الحرائق الكبرى

2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية

صاحب عيسى عبدالعزيز القطان

KFAS

فحص الوفيات المتعددة في الحرائق الكبرى الطب

عادة يشكل التعرف على شخصيات الضحايا في مسارح الحوادث التي يوجد بها عدد كبير من الضحايا معضلة كبرى ، ولا تشذ حوادث الحرائق عن هذه القاعدة بل على العكس تزداد الأمور تعقيداً في هذه الحالات من جراء التلف الشديد الذي يطرأ على متعلقات وملابس الضحية فضلاً عن تشوه جسد الضحية بشدة مما يجعل أقارب الضحايا عاجزين عن تمييز شخصيات جثث ذويهم.

ومن ثم يجب بذل جهود مضنية لتسجيل وحفظ كل ما يمكن العثور عليه من الأدلة المادية أو المتعلقات الشخصية المتواجدة مع جثث الضحايا وذلك لتيسير إجراءات التعرف عليهم بسهولة لاحقاً

وعادة تقتضي الضرورة الفنية في مثل هذه الكوارث الكبرى الاستعانة بفريق عمل كبير تكون مهمته الأساسية البحث عن جثث الضحايا في مسرح الحادث ، والتعرف على شخصياتهم ، وفي الغالب يدخل ضمن تشكيل هذا الفريق الكبير بعض الأفراد الغير مدربين بدرجة كافية على أعمال الطب الشرعي ، لذا يجب الاهتمام بالإشراف الدقيق (منذ البداية) على أعمال هؤلاء الأفراد بمسرح الحادث .

ومن الأمور المسلم بها حالياً أنه ليس من الحكمة التعجيل برفع أو نقل جثث الضحايا من مسرح الحادث قبل فحص الموقع بدقة .

 

ويفضل دائماً انتهاج خطة بحث مفصلة تحدد مهام كل فرد من أعضاء هذا الفريق طبقاً للأولويات التي تمليها الضرورة الفنية حسب ظروف الحادث وطبيعة موقعه ، وذلك لتحقيق أقصى درجات تنظيم إجراءات العمل بمسرح الحادث مما يتيح الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات المفيدة

ويجب على رجال الإطفاء في أثناء تعاملهم مع الحرائق الكبرى ألا يعمدوا إلى تحريك جثث الضحايا من أماكنها ما لم يكونوا أحياء يصارعون النيران .

ويجب أن يناط بأحد الأشخاص في موقع الحادث مسؤولية التيقن من تسجيل موضع كل جثة ، والتثبت من تجميع أدلة التعرف على الضحايا كل على حدا والتحفظ عليها بدقة ، بالإضافة إلى الإشراف الكامل على إجراءات نقل جثث الضحايا ومتعلقاتهم الشخصية من الموقع .

وفي حالة وجود جثة مجهولة لم يتم التعرف عليها ، فإنه يجب الرمز إليها بعلامة أو برقم كودي مميز مع مراعاة إثباته على موضع ظاهر من الجثة في أثناء تصويرها ، على أن يكتب هذا الرمز بأحد أنواع الأحبار التي لا تتأثر بالماء والتي تلتصق جيداً بجسد الضحية ، وأن لا يكتفي بإثبات هذا الرمز على أكياس الموتى أو على توابيتهم فقط .

 

ويجب بذل عناية خاصة في فحص المكان حول الجثة للبحث عن بقايا متعلقاتها الشخصية ، أو أية آثار متخلفة عن نشاط الضحية قبل الوفاة ، مع تحديد مواضعها بدقة في مسرح الحادث ، ثم تجمع بحرص بالغ وتحفظ مع الجثة داخل كيس الموتى تمهيداً لنقلها إلى نقطة التجميع التي تجهز قريباً من موقع الكارثة لاستقبال الضحايا.

على ألا يتم فحص هذه الآثار والمتعلقات إلا في نقطة التجميع إذ إن أي محاولة لفرزها أو فحصها بمنطقة الحريق تسبب عادة كثيراً من الخلط والتشوش بحيث قد تتعثر كثيراً إجراءات التعرف على الضحايا .

وفي حالة احتراق أطراف الجثة بشدة ، فإنه يجب إحاطة كل طرف منها (اليدين والرجلين والرأس) بكيس منفصل من البولي إثلين قبل نقل الجثة من مكانها.

وذلك للحفاظ على متعلقاتها (كالحلى) وعلى بقايا ملابسها وعلى الفتات الهش من عظامها وفي حالة احتراق الوجه بشدة تصبح الأسنان الأمامية قابلة للكسر بسهولة (بعد تأثرها بالنيران) ومن ثم يجب تثبيت شريط لاصق على الفم أو اتخاذ أية إجراءات أخرى للمحافظة على تلك الأسنان التي قد تفيد كثيراً في التعرف على شخصية الضحايا

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى