شخصيّات

نبذة عن حياة الشيخ “ابنُ تَيْمِيَة”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الشيخ ابن تيمية شخصيّات البيولوجيا وعلوم الحياة

سُئِل المؤرخُ الذهبي عن ابن تيمية فقال: لو حُلَّفت بين الركن والمقام (أي عند الكعبة) لحلفتُ أنني ما رأيتُ بعينَيَّ مثلَه!"

هذا هو ابنُ تيمية، تقيُّ الدين أحمدُ بن عبد الحليم. بن عبد السلام. وُلد بمدينة (حَرّان) غربي نهر الفرات عام 661هـ. وعندما هاجم التتارُ المنطقةَ هاجر مع عائلته إلى دمشق العاصمةِ الثانيةِ لدولة المماليك حكامِ مصـر والشام في ذلك الوقت

نشأ ابنُ تيمية في بيئة علمية، وكان أبوه وجَدُّه عالِمَينْ، ولكن غلبت شهرتُه عليهما، ونبغ حتى لَقَّبُوه شيخَ الإسلام.

 

وقد شارك في العلوم المتداوَلَةِ في عصره، من تفسيرٍ وحديث وفقه وأصول، وكان يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل وغيره حتى أصبح قادراً على الإفتاء والاستقلال بالرأي.

شارك ابنُ تيمية في الجهاد لصدِّ حملات التتار، وقام بدور كبير في حَثِّ الحكام على حماية الثُّغور من هجمات الأعداء، وحذَّر من أعوانهم وهم أتباعُ الفرق الخارجة عن الإسلام، كما اهتم بالرد على أصحابِ العقائد الضالة والأديان المُحَرَّفة وأهلِ البدع.

عاش ابنُ تيمية حياةً مليئةً بالصعاب، وكانتْ له مناظراتٌ مع العلماء المخالفين له في الرأي، وقد حدث ذلك أولاً في دمشق حين ألَّف كتاباً في العقيدة خالف فيه بعض منافسيه.

 

فكان من رأيه أن نأخذَ ما ورد في القرآن الكريم عن صفات الله كما ذُكرتْ ظاهرةً في القرآن الكريم دون تأويل، مع تنزيه الله سبحانَه عن مشابهةِ الخلق( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى: 11.

كما تَصَدَّى ابنُ تيمية للرد على من تَنَكَّروا لبعض الصحابة وخالفوا جماهيرَ الأمة، وفي الوقت نفسه حذَّر من اتجاهات بعض الصُّوفِيَّة. وبذلك خاض جهادا فكرياَ مُتَشَعِّب الجوانب.

لم يُفلحْ خصومُ ابن تيمية في التغلب عليه في ميدان الفكر فلجئوا إلى رجال السلطة ولَفَّقوا له التُّهم ليحرضوا عليه الحكام، وقد نَجَحتْ هذه المكيدة فأحضروه إلى القاهرة عاصمةِ المماليك الأولى وسُجن مدةً بها ومدةً أخرى بالإسكندرية.

 

كان ابنُ تيمية رَضيَّ النفس في سجنه، فقد كان يقول: "ما يفعل أعدائي بي؟ أنا سجني خَلْوَة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة" وقد كان له أثر طيب في المسجونين معه فندموا على ما فعلوه واستجابوا لدعوته وأقبلوا على فعل الواجبات الدينية وتعلموا منه الخُلُقَ الكريم والمعامَلَة الطيبة.

واختلف ابن تيمية مرة أخرى مع بعض فقهاء عصره. فأفتى بمنع السفر قَصْداً لزيارة القبور واستدل بالحديث النبوي الشريف: "لا تُشَدُّ الرِحَالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجِد الحرامِ، والمسجدِ الأقصى ومسجدي هذا"، أي مسجد الرسول صلى اله عليه وسلَّم.

 

فلجأَ خصومُه ثانيةً إلى تحريض السلطة عليه، فسُجن في قلعة دمشق بضعة أشهر، إلى أن مات في السجن عام 728هـ وشارك آلاف ُ الناس في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير. ودُفن في دمشق، وقبرُه لا يزال معروفاً بالقرب من مباني جامعتها.

أَلَّف ابنُ تيمية كُتُباً كثيرةً مختلفةَ الأحجام في شتى علومِ الدين. ومن أعظمها كتابه "مجموعُ الفَتَاوَى" الذي بلغ سبعةً وثلاثين مجلداً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى