البيئة

عنصر الرصاص: تعريفه ودوره في تلويث البيئة

2001 ملوثات البيئة الداخلية للمباني

فرحات محروس

KFAS

عنصر الرصاص تلويث البيئة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يعتبر عنصر الرصاص من ضمن مجموعة العناصر النزوة Heavy Metals ذات الكثافة العالية نسبياً والتي تعتبر من ملوثات البيئة الخارجية والداخلية معاً دون تحلل لفترات طويلة من الزمن.

ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الرصاص، الزئبق، الكادميوم، الزرنيخ، السيلينيوم، الأنتيمون، الكروم، النحاس، النيكل… إلخ.

والرصاص يتواجد بكميات ضئيلة في التكوين الطبيعي للقشرة الأرضية بلون معدني رمادي مزرق، إلا أنه يوجد على نطاق واسع في البيئة ولا يخلو الهواء والماء والغذاء والتربة منه، وعرفه الإنسان منذ زمن بعيد واستخدامه في صناعة الأنابيب والأواني.

ويلعب حالياً دوراً كبيراً في الصناعة المعاصرة كصناعة البطاريات السائلة، والأصباغ Lead-Based Pant، وطلاء المعادن، والبلاستيك، والمبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات، ومستحضرات التجميل، ويضاف الرصاص للوقود منذ عام 1920 حتى يومنا هذا على هيئة مركب رابع إيثيل الرصاص Tetra Ethy1 Lead، لرفع الرقم الأوكتيني للوقود لتحسين قدرة الجاوزلين على الاحتراق دون حدوث صوت أو فرقعة في المحرك(6).

 

لذا يعتبر الرصاص واحداً من أهم الملوثات المنبعثة من عوادم السيارات العاملة بوقود الجازولين، وقد عمدت الكثير من الدول في الوقت الحالي على استخدام الوقود الخالي من الرصاص للتخفيف من الأضرار الصحية والبيئية المترتبة عن انبعاثه.

ويقوم الهواء بحمل جسيمات وأبخرة الرصاص الملتصقة بذرات الغبار بعيداً عن المصدر، غلا أن هذا لا يدوم طويلاً لارتفاع كثافته حيث يترسب مباشرة على الأسطح المعرضة له.

ودقائق الرصاص المنبعثة إما أن تكون صغيرة الحجم قطرها حوالي 0,1 ميكرومتر وتمثل نسبة 35% من إجمالي الجسيمات المنبعثة وتبقى عالقة بالجو لفترات طويلة وتنتشر لمسافات بعيدة عن المصدر، أو أن تكون دقائق الرصاص كبيرة الحجم يصل قطرها لحوالي 10 ميكرومتر وتمثل 40% من الكمية المنبعثة وتسقط على الأرض مباشرة بالقرب من المصدر.

 

اما النسبة الباقية من الرصاص تظل في زيت المحرك وجهاز العادم، ثم يسقط الرصاص العالق بجهاز العادم بعد فترة من الزمن، ثم ينتقل عنصر الرصاص مع الأتربة المحملة به من الهواء الخارجي إلى البيئة الداخلية أو يدخل إلى البيئة الداخلية عن طريق الأشياء الأخرى الملوثة به، بجانب بعض الأنشطة الداخلية التي يمكن استخدام الرصاص فيها مثل عملية اللحام بالرصاص ومشغولات طلاء الزجاج بأصباغ تحتوي على رصاص… إلخ.

ويوجد الرصاص في مياه الشرب بنسبة تتراوح ما بين (0,01 – 0,03) ملليجرام/ لتر من الماء، نتيجة استعمال الأنابيب المصنعة من الرصاص ومشتقاته، كما تتلوث المياه أيضاً نتيجة تأكسد الرصاص في الهواء الجوي وتحوله لكبريتات الرصاص التي يمكنها أن تذوب في الماء، أو قد تتلوث نتيجة الاستعمال المتزايد من المبيدات الحشرية والفطرية وإلقاء المخلفات الصناعية المحتوية على الرصاص بالقرب من مصادرها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى