الكيمياء

اكتشافُ الجُزَيء ورسالة ” أفوجادرو” المنسية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

اكتشافُ الجُزَيء أفوجادرو الكيمياء

إن الصيغة الكيميائية للماء H2O هي صيغة معروفة الآن تماما ومشهورة، أي أن ذرتين من الهيدروجين تتحدان كيميائيا مع ذرة واحدة من الأكسجين لتكوين جزئ واحد من الماء.

وقد توصل العلماء الآن إلى طرق يحصون بها الجزيئات. ولكن قبل هذا بزمنٍ بعيدٍ كان أفوجادرو قد توصل إلى فرضٍ هام وهو أن (الحجوم المتساوية من الغازات المختلفة تحتوي فيما بينها على نفس العدد من الجزيئات بشرط أن تكون هذه الحجوم مقاسة في ظروفٍ واحدةٍ من الضغط ودرجة الحرارة).

اكتفى دالتون، أبو النظرية الذرية، بأن يفكر في الماء باعتباره HO والرمز وإن كان يبين العناصر الداخلة في التفاعل إلا أنه لا يحدد بالضبط مقاديرها.

 

وقد أجرى جوزيف جاي لوساك، وهو كيميائي فرنسي شهير، في عام 1808 بعض تجارب يلوح أنها تعارض بعض أوجه نظرية دالتون.

وعندئذ ظهر برزيليوس السويدي بفرض مؤدَّاه (الحجوم المتساوية من الغازات المختلفة تحتوي فيها بينها على نفس العدد من الذرات بشرط أن تكون هذه الحجوم مقاسة في ظروفٍ واحدةٍ من الضغط ودرجة الحرارة).

وعلَّل هذا الفرض بعدة تعليلات. ولكن المزيد من البحث في التفاعلات الكيميائية كشف عن وجود تضارب نوضحه فيما يلي:

 

وللحصول على ذرة مركبة واحدة من كلوريد الهيدروجين، نقسم كلا من طرفي التفاعل على 2 س.

وهذا يعني انقسام الذرة في كلٍ من الكلور والهيدروجين، وهذا يتعارض مع النظرية الذرية لدالتون التي تنص، في أول فروضها، على أن المادة تتألف من دقائق صغيرة لا تنقسم ولا تنعدم تسمى الذرات.

ما العمل إزاء هذا التضارب؟ إن الحل يكمن في تلك الرسالة التي كان سبق أن نشرها أفوجادرو ولم يلتفت إليها أحد.

 

الرسالة.. المنسية

في عام 1811 نشر أفوجادرو رسالة علمية في (المجلة الطبيعية) تدور حول حقائق جديدة توصل إليها من خلال أبحاثه المدقِّقة في ذرات دالتون وسلوك بعض الغازات.

ولكن الرسالة ظلت مطوية نصف قرن، مع أنها كانت تتناول ناحية أساسية من نواحي بنية المادة وتفاعلاتها الكيميائية. وذلك في الوقت الذي ظل فيه العلماء يتناقشون ويتجادلون في أمورٍ لا تأتي إلا في المقام الثاني من خطر الشأن.

ولو أن العلماء تنبَّهوا لتلك الرسالة لكانت الكيمياء غير ما هي الآن؛ لأن إهمال رسالة أفوجادرو قد عاق تقدم علم الكيمياء نصف قرن، وهو زمن ليس بالقليل في تاريخ تطور أي علم من العلوم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى