التاريخ

العلاقة المزدهرة بين نابليون ولابلاس وسطو لابلاس على أعمال العلماء الآخرين

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

نابليون لابلاس سطو لابلاس على أعمال العلماء التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

أستاذ …نابليون

ولكن حظوظ البشر وأقدارهم ليست متساوية. فبينما مات لافوازييه على حد المقصلة، ازدهر زميله لابلاس من الناحيتين السياسية والمالية!.

ففي عام 1784 عُيِّن لابلاس مُمتحِناً في مدرسة المدفعية الملكية، وهو مركز متميز أتاح له أن يمتحن طالبا تبدو عليه أمارات الذكاء والنبوغ، طالبا لا يتجاوز السادسة عشرة من عمره.

طالبا لم يعرف في قاموس حياته معنى المستحيل، طالبا فاق في أثره الإسكندر الأكبر.

إنه نابليون بونابارت وظلت هذه  العلاقة بينهما مزدهرة زهاء عشرين عاما أصاب الأستاذُ خلالها كثيراً من الغُنْمْ.

 

السطو..ذات اليمين وذات الشمال!!

كان لابلاس ألمعياً في عمله أصيلاً في اكتشافاته. ولكنه – وهو رجل التناقضات- كان في المقابل لا يتورع عن أن يسطو وبكل بساطة على أعمال الآخرين وينسبها لنفسه!.

تقول أليس ماري كلارك مؤرِّخةُ الفلك الشهيرة: إن نظريات ومعادلات بأكملها كان يتنزعها لابلاس من أصحابها من غير أن يشير إليهم، ناسباً إلى نفسه نتاج جهودٍ كم استغرقت من الزمن الطويل والصبر الجميل.

ويشير إريك تمبل بل، المتخصص في التأريخ للعلماء: إن لابلاس لم يكن يتورَّع عن السرعة من اليمين ومن اليسار وبجرأةٍ تامة. إنه يسطو بكل بساطة على كل ما يستطيع الوصول إليه من أعمال أترابه المعاصرين منهم والسابقين!.

وفي كتابه (نظرية تحليلية في الاحتمالات) لم يُشر عالمنا إلى جهود أي عالم آخر من علماء الرياضيات الذين استفاد منهم وأخذ عنهم. وفي ذلك يقوم دي مورجان: إن المرء ليعجب من ذلك الرجل- يعني لابلاس- الذي كان يُقدِّم من ذاته أفكاراً أصيلة بالقدر الذي كان يصوغ به آراء غيره مدَّعياً ملكيتها له ونسبتها إليه. إنه كان لا يتوَّرع عن أن يسلك سبيلاً فيه خطر كبير على مركزه وسمعته.

وإذا كان لابلاس مديناً، تقريباً، في كل ما أنجزه في ميدان علمي الفلك والفيزيقا إلى كشوف لاجرانج الرياضية العميقة، فإنه لم يسدد هذا الدين! وبينما عاتب كثيرون لابلاس بشكلٍ عنيف على جحوده هذا، فإن لاجرانج نفسه، بروحه الملائكية ونفسه الصافية، لم يفعل ذلك. وظلت علاقتهما طيبة بشكلٍ دائم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى