التاريخ

تربص وتصيّد جاليليو من قبل الأعداء

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

جاليليو التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

في مواجهة… الأدعياء

ولكن ما اتضح بعد ذلك كان عكس ما قد توقَّعه جاليليو فقد أتت الريح بما لا تشتهي السفن!.

تحت السطح كان هناك تيارٌ كاسحٌ في الكنيسة تمثله أعداد كبيرة من المنافقين والمضللين وأدعياء العلم ومن يسمون أنفسهم بـ (الأكاديميين الكنيسيين)، وهؤلاء كانوا ينسبون إلى أنفسهم اكتشافاتٍ علميةٍ ليست لهم، ويعتبرون فكر أرسطو جزءاً لا يتجزأ من الفكر المسيحي يعتبر التخلي عنه بمثابة التخلي عن المسيحية ذاتها.

ومن أسفٍ استطاع هؤلاء أن يقنعوا البابا بأن آراء جاليليو ما هي إلَّا جزء لا يتجزأ من المؤامرة الكبرى على الكنيسة التي بدأها ملوك الشمال بالسلاح ودعَّمها كوبرنيكوس وجاليليو بالعلم!.

في جوٍ محمومٍ كهذا، كان من الطبيعي أن يطفو على السطح سماسرة الدين وأصحاب الأوجه ذات الألف لون، وتكون الحقيقة بمنأىً عن اهتماماتهم. المهم هو الإيقاع والتصيُّد.

 

وتم فعلاً تصيد جاليليو بإحدى رسائله التي تبدو لنا اليوم رسالة عاقلة بكل المقاييس، ولكنها كانت في نظر الكنيسة رسالة كفر وزندقة!

يقول جاليليو في رسالته: (…لما كان من المستحيل على حقيقتين أن تختلفا، فإن واجب المفسِّر العاقل للكتاب المقدس أن يحاول أن يجد المعنى الحقيقي لنصوصه بما يتفق وهذه الاستقراءات الضرورية التي تقوم على شواهد محدَّدة وبراهين مقنعة).

لقد كان جاليليو مقتنعاً أنه لما كان الله قد منحنا الحواس فإن لنا الحق الكامل في استخدامها. وقد بلغت به براءته أن وافق على توزيع رسالته تلك على نطاقٍ واسعٍ فوقعت في يد أعدائه!.

كتب أحد أعداء جاليليو من رجال الكنيسة يقول: (إن المسئولين عن هذه الرسالة يستهدفون تفسير الكتاب المقدس بطريقتهم الخاصة، وضد التفسير المقبول من الآباء المقدَّسين، ولما كنت قد أبلغت أن هؤلاء الرجال يتكلمون بلا احترام عن الآباء المقدَّسين، ويدوسون بأقدامهم كل فلسفة أرسطو..)

 

وهكذا أصدر البابا في عام 1616 أمراً إلى رجال الكهنوب في مكتبه لأن يجتمعوا ليقرروا ما إذا كانت:

1-الشمس مركز الكون وبالتالي فهي غير قابلة للحركة؟.

2-الأرض ليست مركز الكون وبالتالي فهي قابلة للحركة.

وصدر قرار اللجنة العليا بأن هذين التقريرين خاطئان. وأن الأول على وجه الخصوص يناقض الكتاب المقدس.

وبعد يومين طلبت الكنيسة من جاليليو ألَّا يتبنى آراء كوبرنيكوس الخاطئة، وصُودر كتاب كوبرنيكوس إلى أن تتم مراجعته.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى