أحداث تاريخية

أسباب فشل الألمان في إنتاج قنبلة يورانيوم الذرية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

فشل الألمان في إنتاج قنبلة يورانيوم الذرية أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

ولكن ماذا عن الجانب الآخر، الجانب الألماني؟ لقد جانب النجاح العلماء الألمان، رغم أنهم أول من اكتشف تفاصيل (اللعبة) وعرف سر الفلق وأمر التفاعل النووي المتسلسل؟. دعنا نسرد الأحداث…

كما رأينا في المشهد الأول أن آينشتاين قد أرسل خطاباً إلى الرئيس الأمريكي يشرح له فيها إمكانات إنتاج قنبلة ذرية ويطلب منه المبادرة باتخاذ اللازم في هذا الخصوص. والشيء نفسه قد تم في المشهد الثاني في ألمانيا النازية ولكن مع اختلاف في شخص المُرسِل والمُرسَل إليه.

وهكذا نجد أنه في المشهد الثاني قد أُرسل خطاب إلى إدارة الحرب الألمانية يدعو فيه مرسلوه من العلماء المتحمسين إلى نفس ما دعا إليه آينشتاين.

وماذا كانت النتيجة؟ الاستجابه الفورية. وتمثَّلت هذه الاستجابة في تعليماتٍ عاجلةٍ بإنشاء مكتب علمي هندسي خاص بالتطبيق العسكري لعملية الفلق النووي وإنتاج قنبلة اليورانيوم. بيد أن الألمان فشلوا.

وللفشل لا شك أسبابه. ومن أهمها أن العلماء الألمان قاموا في بداية العمل بحساباتٍ خاصة، اتخذوا على أساسها قراراً باستخدام الماء الثقيل في تجارب التفاعل النووي المتسلسل لإنتاج القنبلة النووية. وكان هذا قراراً جانبه الصواب.

 

ولنا أن نتساءل: وهل هناك ماء خفيف وآخر ثقيل؟! نعم، الأول ماء عادي يتركب جُزيؤه الواحد من ذرتين من الهيدروجين في اتحادٍ كيميائي مع ذرة من الأكسجين، أما الثاني فكل ذرة من ذرتي الهيدروجين فيه تحتوي في نواتها على نيوترون زيادة، ومن أجل هذا كان ثقيلا.

والماء الثقيل أثقل فعلاً من الماء العادي، فكثافته تساوي 1.104جم/سم3. ومن أين يمكن الحصول على هذا الماء الثقيل؟ علم الألمان أن في فرنسا كمية منه تفي بحاجتهم وهي حوالي أربعمائة رطل.

ومن ثم خطَّطوا للاستيلاء عليها، وكانت كل المتواجد عالمياً، واجتاحت القوات الألمانية فرنسا ولكن ما طلبوه لم يقع في أيديهم! فقد تم تهريب هذه المادة الاستراتيجية سراً خارج فرنسا قبل أن تجتاحها قوات هتلر.

ما العمل؟ بدأ الألمان علمية إنتاج الماء الثقيل في النرويج حيث الطاقة الكهربائية متوافرة ورخيصة. وأُنشئ مصنع لهذا الغرض، ولكن العملاء السريين للحلفاء أجهضوا العملية تماماً، حيث فجَّروا المصنع ودمَّروه وتعطَّل العمل…

 

وهكذا كان قرار استخدام الماء الثقيل في تجارب التفاعل النووي المتسلسل لإنتاج القنبلة الذرية هو السبب الأول في فشل المشروع الألماني.

 ولو أنه لم يكن السبب الوحيد، بل كانت هناك أسباب أخرى عديدة من بينها: هروب صفوة العلماء من ألمانيا، ونقص الميزانية المدرجة للمشروع، ومتابعة الجاسوسية  والحركات السرية المعادية لإنجازاته، وتفجير أي مصانع أو منشآت إنتاجية له أولاً بأول، إلى جانب أن هناك مشروعاتٍ إستراتيجية مهمة أخرى لها وزنها العسكري كانت تستنزف أموالاً طائلة، مثل مشروع صواريه ﭪ1، ﭪ 2 الذي كان يشرف عليه عالم الصواريخ ﭬون براون (1912-1977).

ولما أقبل عام 1945 كان مُحقَّقاً أن الألمان لن يتملكوا القنبلة الذرية بينما كان المشروع الأمريكي، مشروع مانهاتان، قد كُلِّل بالنجاح.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى