التاريخ

حادثة سقوط آينشتاين من السُلَّم تكشف الكثير من التحاليل الفيزيائية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

التحاليل الفيزيائية آينشتاين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

سُلَّم … آينشتاين!

شرع عالمنا في العمل للتحقق من المبادئ الأساسية لنظريتيه.. وكانت أبسط حادثة منزلية كافية لجعله ينساق في تيارٍ جديدٍ من الأفكار ذات المغزى والمعنى.

فقد ارتقى ذات مرة سُلَّماً خشبياً ليُغيِّرَ صورةً معلَّقة على الحائط، ولكنه لشرود فكره نسى المهمة التي كان يقوم بها فأفلتت قدمه من فوق السُّلَّم وسقط على الأرض، وبعدما نهض راح يتأمل و يفكر في أسباب ذلك الانقلاب.

ولقد قُدِّر لسقوط آينشتاين من فوق سلمه الخشبي في هذه الواقعة أن يلعب دوراً في العلم لا يقل عن سقوط التفاحة أمام ناظري نيوتن أهمية.

إذ حدث في هذه المرة، كما حدث عند تحليله للحركة والفضاء والزمن، أن توصل إلى نتائج مذهلة .

فقد أعلن أن علماء الطبيعة كانوا يُخطئون خطأً أساسياً باعتقادهم أن الأجسام (تسقط)، بمعنى أنها (تُجذب إلى أسفل) نحو مركز الجاذبية، لأننا لو نظرننا للأمر نظرة علمية متأنية ومدقَّقة لوجدنا أن أي جسم لا يُجذب أبداً إلى أسفل، بل إنه ليس هناك في الحقيقة شيىء يُدعى (أسفل) أو (أعلى) في الكون.

بل إن (حركة الأجسام تنتج فقط عن ميل المادة إلى سلوك الطريق الذي تجد فيه أقل مقاومة).

وعندما تتحرك الأجسام خلال الفضاء فإنها تختار، بناءً على ذلك، أسهل المسالك وتتجنَّب أصعبها.

وليس هناك سبب يحملنا على فرض وجود جاذبية مطلقة عبر الفضاء، كما أنه ليس هناك سبب لفرض أبعاد مطلقة للزمن، وكما أن هناك جداول بمواعيد محلية للزمن، كذلك توجد أيضا مجالات محلية للجاذبية.

 

ولكن هذه المجالات ليس لها قوة أو جذب غامضان، بل إن كل كتلة من المادة – كالشمس مثلاً- تخلق عند مركزها تقوساً أو (التواء) في الفضاء المجاور لها فتجعله على شكل (تل)، بينما تتحرك كُتل المادة التي تكون مجاورة لذلك التل – كالأرض مثلا وغيرها من كواكب المجموعة الشمسية – حول منحدرات ذلك التل لسببٍ واحد بسيط وهو أن ذلك هو أسهل المسالك التي يمكنها سلوكها.

وقد أثبت آينشتاين نظريته هذه عن (تقوس الفضاء) بواسطة سلسلة من الصيغ والمعادلات الرياضية. والنقطة الرئيسة في تلك النظرية هي كما يلي:

(إن أقصر بُعد بين نقطتين ليس خطاً مستقيماً ولكنه خطٌ مُنحنٍ حيث إن الكون كله يتكون من سلسلة من التِّلال المقوَّسة. وكل الأجسام في هذا الكون تتحرك حول المنحدرات المنحنية لتلك التلال، ولا يوجد في الواقع شيء في كوننا هذا يقال له الحركة في خطٍ مستقيم. إن شعاع الضوء الذي يسافر نحو الأرض قادماً من نجم بعيدٍ ينحرف في مساره عندما يجتاز منحدر تل الفضاء الموجود حول الشمس).

وقد حسب آينشتاين، رياضياً، درجة هذا الانحراف بالضبط. ولكن ما الدليل على صحة حساباته؟

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى