شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “جيمس ماكسويل”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

حياة العالم جيمس ماكسويل شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

ينحدر ماكسويل (شكل رقم 15) من الناحية العلمية، من صلب فارادي، ثم اتَّصل عن طريق هرتز ولودج بماركوني، وعن طريق مايكلسون ومورلي اتَّصل بآينشتاين.

وعلم الفيزيقا الحديث لا يمكن فهمه إلا بمعرفة الآثار الخالدة التي خلَّفها هذا العبقري، فهو عند أهل الرأى من أعظم علماء الفيزيقا الرياضية في عصره وفي كل العصور.

روى الذين زاروا آينشتاين في بيته ببرلين، قبل هجره له فيما بعد، أنه علَّق في صدر الحجرة التي يشتغل فيها صُوراً ثلاثاً، تُرى لمن هذه الصور، وعلى أي أساسٍ اختارها ذلك العبقري الآخر؟

إنها صور العظام الثلاثة: نيوتن، وفاراداي، وماكسويل- ثلاثة يجمعهم خطٌ فكريٌ واحد، وتلُفهم العبقرية برباطها الواثق، وتمثل مباحثهم الطبيعية والرياضية الخطوات الثلاث التي خطتها الفلسفة الطبيعية لتمهد السبيل لآينشتاين ليُخرج نظريته النسبية

 

ثمرةٌ… من شجرة المواهب!

ولد جيمس في مدينة إدنبرة يوم 13 نوفمبر عام 1831، نفس العام الذي أعلن فيه فاراداى كشفه الشهير عن توليد الكهرباء بتأثير المغناطيسية، ونشأ في أسرة سكتلندية عريقة اشتُهر أفرادها بالتفرد بقدر ما اشتهروا بالمواهب.

فكان منهم قُضاة وساسة وشعراء وموسيقيون وتجار وأصحاب مناجم، وكان هو الابن الوحيد لمحام لم يهتم كثيراً بمزاولة المهنة بل وجَّه جُل اهتمامه لإدارة مزرعته الصغيرة وحُسن تنشئة ولده.

وكان هذا الوالد رجلاً بسيطاً ولطيفاً يميل إلى المرح ولديه شغف بالمسائل الميكانيكية، أما زوجته فكانت ذات مزاجٍ حاد.

أمضى جيمس طفولته الباكرة في مزرعة والده في جلينلير التي تبعد مسيرة يومين بالعربة عن مدينة إدنبره، وكان قصير النظر مليئاً بالحيوية محبوباً ودوداً كثير التساؤل ومُغرماً بالآلات كأبيه.

وماتت الأم بمرض السرطان عندما كان صغيرها في التاسعة، ومن عجب أنه نفس المرض الذي قضى على عالِمنا بعد ذلك بنحو أربعين عاماً! ولكن موت الأم وحَّد بين الأب والابن وقرَّب، ورُبَّ ضارةٍ نافعة.

 

اسم السخرية… دافتي!

أُرسل جيمس إلى المدرسة وكان تلميذاً يمكن لرفاق الدراسة أن يسخروا منه، وحقا كانوا يفعلون، فكانوا يسمونه (دافتي) Dafty، حتي غلبتهم ألمعيته.

ولما كان في السادسة عشرة من عمره دبَّ الخلاف بينه وبين والده. فقد كان يحلم هو بأن يصير عالماً بينما كان يأمل والده أن يراه محامياً وفاز هو، وفاز العلم معه، بدخوله جامعة إدنبرة.

 

رياضىٌ… بالفطرة!

وفي الجامعة بدأ نبوغه في الرياضيات يظهر ويتعمَّق، وكانت قد ظهرت بوادره من قبل، حيث حاز وهو في الرابعة عشرة من عمره ميدالية الأكاديمية العلمية في الرياضيات كما كتب بحثاً عن تصميم المنحنيات البيضاوية الكاملة بواسطة الخيط والإبر!.

وكان بحق طالباً غامضاً، غير مستقر، ذا موهبة خارقة، يكتب شعراً غريباً عن مصير المادة والطاقة، كان يقرأ بنهمٍ، ويمضي وقتاً طويلاً في التأملات الرياضية، وفي التجارب الكيميائية والمغناطيسية والكهربائية.

وعندما كان يجلس إلى المائدة كان يبدو بعيداً عما يجرى منغمساً في ملاحظة تأثير الضوء المنكسر خلال الزجاج الذي يصنع مطيافاً غير مرئى وما إلى ذلك من أمور، وكثيراً ما كانت عمته العانس (كاى) تصرخ فيه لتجذب انتباهه قائلةً: جيمس إنك سارحٌ في فرضٍ رياضى!.

وفي عام 1850 التحق ماكسويل بجامعة كيمبردج حيث تتلمذ على يدى وليم هوبكنز الذي كان يعتبر أقدر أساتذة الرياضيات في عصره، فاهتم به اهتماماً خاصاً لما رأى فيه من أمارات النبوغ وأنه (يبدو من المستحيل عليه أن يفكر تفكيراً غير سليم في المسائل الرياضية والفيزيقية!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى