علم الفلك

علم الفلك اللابصري

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

في الوقت الحاضر يرصد الفلكيون الكون باستخدام جميع الأطوال الموجية، من موجات الأشعة السينية الأقصر إلى الموجات الراديوية الأطول.

كما تقام مناظير مبتكرة على أعالي الجبال وفي الفضاء فوق الغلاف الجوي للأرض.

إن الضوء حركة موجية، ويعتمد لون الضوء على طول الموجة، أي المسافة بين قمتي موجتين متتاليتين. بالنسبة للضوء المرئي فإن الأحمر له أطول الموجات والبنفسجي له أقصر الموجات، بينما تأخذ الألوان البرتقالي والأصفر والأزرق والأخضر الموجات المتوسطة.

غير أن الضوء المرئي يشكل جزءاً صغيراً فقط من المدى الكامل لأطوال الموجات أو «الطيف الكهرومغناطيسي» وتصدر الأجسام في السماء الضوء بجميع أطواله الموجية، من الأطول منها إلى تحت القصيرة.

ويتعين أن تدرس هذه الموجات باستخدام معدات خاصة، وفي العديد من فروع البحث من الضروري استخدام أساليب بحث فضائي، لأن جزءاً كبيراً من الطيف الكهرومغناطيسي يحجبه الغلاف الجوي للأرض.

 

بدأ علم الفلك الراديوي عن طريق الصدفة. ففي عام 1931 كان المهندس الراديوي الأمريكي كارل جانسكي يدرس المشوشات في الغلاف الجوي لصالح مختبرات بيل تيليفون باستخدام هوائي قام بابتكاره حين اكتشف أنه كان في الواقع يلتقط إشعاعات من السماء.

وقد تم تتبع هذه الإشعاعات إلى مجرة درب التبانة. ولكن من الغريب أنه لم يتابع اكتشافه، ولم يصبح علم الفلك الراديوي مهما فعلاً إلا بعد نهاية الحرب.

وبنيت مناظير راديوية ضخمة، وخاصة ذلك المنظار الذي بني بطبق بلغ قطره 250 قدماً في منطقة جودريل بانك في تشيشر، وقد صممه بيرنارد لوفيل. والمصطلح «منظار راديوي» قد يكون من نواح عدة مصطلحاً مضللاً، فبالتأكيد لا يستطيع شخص ما النظر من خلاله.

الشمس مصدر راديوي، وكذلك الأمر بالنسبة للكواكب العملاقة، وخاصة كوكب المشتري، ولكن تقع المصادر الرئيسية بعيداً جداً عن النظام الشمسي، والعديد منها هي بقايا لنجم فوق مستعر مثل سديم السرطان المعروف بأنه بقايا للنجم المستعر الأعظم الساطع الذي شوهد عام 1054.

والمجرات التي يتشكل فيها نجم تكون مصدراً قوياً للإشعاعات الراديوية، وكذلك الأمر بالنسبة للأجسام البعيدة جداً والمعروفة باسم أشباه النجوم والتي يعرف عنها الآن أنها تشكل أنوية للمجرات عالية النشاط.

 

يتناول علم فلك الموجات الدقيقة الإشعاعات الأقصر من الموجات الراديوية ولكن الأطول من الاشعاعات تحت الحمراء (0.3 ملليمتراً إلى 30 سنتمتراً).

ومن الجوانب ذات الأهمية الخاصة هي خلفية الموجات الدقيقة الكونية التي تتكون من إشعاعات ضعيفة تأتي من جميع الاتجاهات وفي جميع الأوقات وتمثل الإشارات الأخيرة للانفجار العظيم حين خُلق الكون الذي نعرفه الكون قبل 13.7 ألف مليون سنة.

يأتي تالياً الإشعاعات تحت الحمراء، وهنا نحتاج إلى أساليب بحث فضائية لأن الكثير من الإشعاعات تحت الحمراء التي تأتي من الفضاء يحجبها بخار الماء في غلافنا الجوي على الرغم من أن هناك بعض المناظير الأرضية الضخمة مثل منظار يوكيرت (منظار الإشعاعات تحت الحمراء التابع للمملكة المتحدة) على جبل مونا كيا في هاواي.

 

وكان أول قمر إشعاعات تحت حمراء رئيسي هو قمر أيراس الذي تم تشغيله لمدة طويلة من عام 1983 والذي اكتشف 600 مصدرٍ منفصلٍ بالإضافة إلى سحب المادة التي تشكل كواكب حول بعض النجوم مثل نجم النسر الواقع.

وبعد طرف الموجة القصيرة في الطيف المرئي تأتي الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية وأخيراً أشعة غاما تحت القصيرة. ومرة أخرى نجد أن أساليب البحث الفضائية ذات أهمية.

سوف تتوسع كل هذه الفروع من البحث في السنوات القادمة. ويبدو غريباً الآن حين نفكر بأنه قبل أقل من قرن كان الفلكيون يعتمدون بشكل كامل على مدى بسيط من الضوء المرئي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى