ديانات وثقافات

التسميات المختلفة لـ”أيام الأُسْبُوع السبعة” قديماً

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أيام الأسبوع السبعة ديانات وثقافات علم الفلك

ينقطعُ المسلمون عن أعمالِهم يومَ الجمعةِ، ويعتبرونه عيداً أسبوعيًّا ويومَ راحةٍ.

وعندَ الظهرِ يؤدي المسلمون صلاةَ الجمعةِ مجتمعين في المساجدِ الكبيرةِ الجامعةِ، ويستمعون إلى خُطبةِ إمامِهم النافعةِ.

وفي اليومِ التَّالِي، يومِ السَّبْتِ، يعودون إلى مدارسِهم وجامعاتِهم وأعمالِهم، وكذلك يفعلون في أيامِ الأحدِ، والإثنينِ، والثُّلاثَاءِ، والأرْبِعَاءِ، والخَمِيْسِ.

وفي بعضِ البلادِ تُعَطَّلُ الدراسةُ يومَ الخميسِ فتصبحُ عطلةُ الطلاَّبِ الأسبوعيةُ يومَيْ الخميسِ والجمعةِ.

 

ولَوْ حَسَبْنَا عددَ الأيّامِ من السبتِ إلى الجمعةِ لوجدْناها سبعةَ أيامٍ، لذلك سمَّاها الَعَربُ أُسْبُوعاً (نسبةً إلى العددِ "سبعة"). وكانَ للعددِ "سبعة" إحترامٌ خاصٌّ عندَ كثيٍر من الأُمَمِ القديمةِ.

ولعلَّ الأَقْدَمِينَ جعلُوا أيّامَ الأسبوعِ سبعةً لتتفِقَ مع اعتقادِهِم الخاطئ بأن عددَ "الكواكبِ" التي تدورُ حولَ الأرضِ سبعةٌ، وكانتْ في نَظَرهِمْ: الشمسُ، والقمرُ، وعطاردُ والزُّهَرَة، والمَرِّيخ، والمُشْترِي وزُحَلِ.

(ولكننا نعلمُ اليومَ أن الشمسَ نَجْمٌ، وأن الأرضَ كوكبٌ يدورُ مع بَقِيَّةِ الكواكبِ حول الشمس، وأن القمرَ تابعٌ للأرضِ. وفي ذلك الوقتِ لم تكنْ الكواكبُ: أُورانوس، ونِبْتون، وبُلُوتو، قد اكتُشِفَتْ بعدُ). 

 

ولكنَّنَا نلاحظُ أيضاً أن سبعةَ أيامٍ تساوي رُبْعَ الشَّهر العَرَبِيِّ، تقريباً. وفي كْلِّ رُبْعٍ يبدو القمرُ أمامَنا في شَكْلٍ جديدٍ: ففي الرُّبعِ الأوّلِ يبدو لنا القمرُ في نهايتهِ نصفَ دائرةٍ، ثم في الرُّبعِ الثاني يصبحُ في نهايتهِ بدراً في شَكْلِ دائرةٍ كاملةٍ،

ثم في الرُّبعِ الثالِث يَتَنَاقصُ الجزءُ المضـيءُ من القمرِ حتى ينتهِيَ فيه إلى نِصْفِ دائرةٍ مَرَّةً أخرى، ثم الرُّبْعُ الأخيرٌ الذي ينتهِي بإظلامِ القمرِ تماماً وعدمِ ظهورهِ لاعْيُنِنَا – أي مَحَاقِه.

وعلى هذا فالأسبوعُ يُمَثِّلُ ظاهرةً طبيعيةً نلاحظُها في السماءِ على مَرِّ الشهورِ والسنينَ.

 

ولكن من الطريفِ أن تعرفَ أيضا أنَّ عددَ أيامِ "الأسبوعِ" لم يكنْ سبعةً عِنْدَ بعضِ القُدَماءِ، فقدماءُ المصـريِّين كانوا يُقَسِّمُون الشهرَ إلى ثلاثةِ أسابيعَ، طولُ كَلُّ منها عشـرةُ أيامٍ، بينما كانَتْ بعضُ الشعوبِ الأخرى تعتبرُ أسابيعَها ثلاثةَ أيامٍ، أو أربعةً، أو خمسةً، أو سِتَّةً، أو ثمانيةً.

ولا بد أن بعضَ الكَسَالَى يتَمَنَّونْ الآن أن يكونَ أسبوعُنا ثلاثةَ أيام حتى تكثرَ عُطْلاَتُنا الأسبوعيُّة!

أمّا تَسْمِيَةُ أيّامِ الأسبوعِ السبعةِ فتختلفُ طبعاً من لُغَةٍ إلى لغةٍ. فالعربُ سَمَّوْا "السَّبت" من كَلِمَةِ "السَّبْتِ" وهي تعنِي الراحةَ في اللّغتيْن العربيِة والعِبْريَّةِ.

 

ويومُ السبتِ هو يومُ الراحةِ ونهايةِ الأسبوعِ عندَ اليهودِ. واعتبرَ العربُ اليومَ الذي يليه هو رقم "واحد" فَسَمَّوْه "الأَحد"، ثم سَمَّوْا بعد ذلك "الإثنين"، و"الثُّلاَثَاء" و"الأَرْبِعَاء" والخميس"، لتقابلَ الأرقامَ 2،3،4،5، (وهي طريقةٌ مَنْطِقِيَّةٌ سليمةٌ).

أما اليومُ السادسُ فقد سَمَّاهُ المسلمون "الجُمْعَة" لأنَّ فيهِ الصلاةَ الجامعةَ. وأمَّا السَّبتُ فقد عَرَفْتَ أنَّهم نقلوهُ عن اليهودِ، الذي كان يومُ راحتِهم السبتَ، ويبدأ أسبوعِهِم بالأحدِ. (ويومُ العُطْلَةِ الأسبوعيةِ عِنْدَ المسيحيين- والغربين عامَّةً- هو يومُ الأحدِ، فيبدأ أسبوعُهم يومَ الاثنين).

ويوزِّع حاسبو التقاويِم والمُنَجِّمون أيامَ الأسبوعِ السبعةَ على الأجرامِ السماويةِ السبعةِ، التي كانَ الأقدمون يعتبرونها كواكبَ، على النحو التالي:

 

وقد وَضَعُوا لِكُلِّ يومٍ رمزَ "الكوكبِ" الذي يُمَثِّلُهُ. ويظهرُ أثرُ هذا الأسلوبِ في تسميةِ أيِّامِ الأسبوعِ في اللَّغَةِ الإنجليزية، فاسمُ يومِ الأحدِ عندَهُم مأخوذٌ من اسمِ الشَّمْسِ بالإنجليزية، وكذلك اسمُ يومِ الإثنين مأخوذٌ من اسمِ القَمَرِ، واسمُ السَّبت- في لُغَتِهم مأخوذٌ من اسمِ زُحَلَ بالإنجليزية.

(أما بَقِيَّةُ أسماءِ الأيامِ فيأخذون أسماءَها من أسماءِ الآلِهَةِ عِنْدَ أهلِ سكندناوةَ من شمالِ غربِ أوروبا الذين غزوا بلادهم قديما). أما في اللُّغَةِ الفرنسيةِ فهي كلُّها، تقريبا، مأخوذةٌ من أسماءِ الكَواكِبِ.

 

والسَّنّةُ الميلاديَّةُ الشمسيَّةُ فيها اثنان وخمسون أُسبوعا، يضافُ إليها يومٌ في السنين العادِيَّةِ أو يومان في السنين الكبيسةِ.

أما السَّنةُ الهجريّةُ القمرّيةُ ففيها واحدٌ وخمسون أسبوعاً تقريباً. والأسبوعُ هو الوَحْدَةُ الزَمَنِيَّةُ التي تُنَظَّمَ بها أيامُ أعمالِنا وعُطَلِنَا، وتُخَطَّطُ على أيّامِه برامجُ الإِذاعةِ والتلفَازِ، وتتغيرُ برامجُ دورِ السينما والمسـرح، وتنظم جداولُ الطائراتِ والقطاراتِ … الخ.

وتُنَظِّمُ دُورُ القضاءِ (المحاكمُ) أعمالَها بالأسابيعِ، وفي بعضِ البلادِ يَحْسِبُون أجورَ مساكنِهِم وغيرِها بالأسبوعِ أيضا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى