علم الفلك

كيفية تحديد الإنسان للجهات الأربعة الرئيسية

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجهات الأربعة الرئيسية علم الفلك

الجهات الأصلية هي ما تعارف عليه الناس من الاتجاهات الأربعة الرئيسية، وهي الشمال والجنوب والشرق الغرب.

كما يتفرع منها جهات فرعية هي الشمال الشرقي، والجنوب الغربي، والشمال الغربي، والجنوب الشرقي.

وقد جرت محاولات إنسانية مبكرة لتحديد هذه الاتجاهات، وذلك لحاجة الإنسان الماسة لتعرُّف موقعه ومكانه بالنسبة للمواقع الأخرى حتى يَسْهل عليه الذهاب والإياب لمسافات أطول وليتعرف مواقعَ الأماكن. ويظهر ذلك في آثار الحضارات المختلفة.

 

ولقد يَسَّر الله تعالى للإنسان معرفة المواقع والاتجاهات أيضا بما حباه من عقل وفهم ونظر وتفكُّر، فقد زيَّنَ له السماء بالنجوم التي تنيرله الأرض وليهتدي بها إلى موقعه، كما في قوله تعالى(وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:16).

ولقد عرَف العرب والمسلمون هذه الاتجاهات منذ عهد مبكر، كما عرفوها بمعرفة الظل الذي به تعرف أيضا أوقات النهار، كما في قوله تعالى(أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) (الفرقان: 45-46).

 

وبمعرفة الظل يمكن معرفة أوقات الصلوات الخمس بحسب طول الظل وقصره وزواله، كما أن بمعرفة هذه الاتجاهات يمكن معرفة الاتجاه نحو مكة المكرمة وَضع المسلمون آلاتٍ وأدوات لمعرفة الاتجاهات وذلك لمعرفتهم بعلم الفلك والحساب، وعرفوا الخرائط وتفنَّنوا فيها.

ومن أبرز العلماء في هذا المجال الخوارزمي واضع الأساس الأول لعلم الخرائط العربي، والمسعودي والأدريسي وغيرهم. كما صنعوا البوصلة والإسطرلاب وغيرهما من أدوات القياس والمعرفة للمواقع والاجاهات.

وهناك اتجاهان أصليان هما الشمال والجنوب، وهما نقطتان محددتان فوق القطبين اي القطب الشمالي، والقطب الجنوبي.

أما الشرق والغرب فهما اتجاهان فقط وليسا موقعين، بمعنى أن الإنسان لو اتجه شرقا أو غربا فلن ينتهي إلى نقطة محددة في الشرق أو الغرب بل سيعود من حيث بدأ.

 

ومرجع ثبات الشمال والجنوب كموقعين أن دوران الأرض حول نفسها قد نشأ عنه وجود نقطتين ثابتتين عند طرفي محور الدوران وهما القطبان الشمالي والجنوبي.

والأرض ليست كرة هندسيــــــــة تامة الاستدارة بل إن سطحها مفرطح عند القطبين، ومنبعج عند خط الاستواء.

وعادة ما تبين خطوط الطول ودوائر العرض الاتجاه على الخريطة. فخطوط الطول تعين الاتجاه الشمالي والجنوبي، أما خطوط العرض فتبين الاتجاه الشرقي والغربي.

 

وقد دعت حاجة الإنسان منذ القدم إلى ابتكار شبكة من الخطوط لكي تستخدم في تعيين المواقع على سطح الأرض، ويقاس بعد المكان عن خط الاستواء بمقدار الزاوية المحصورة بين هذا المكان ومركز الأرض، كما هو مبين بالشكل.

وفي أثناء النهار يمكن معرفة الجهات الأصلية إذا عرفت الجهة التي تشرق منها الشمس، وهي جهة المشرق، إذا يقابلها جهة المغرب.

فلو تصورنا إنسانا واقفا مقابلا المشرق بوجهة فإن المغرب سيكون مقابلا لظهره، والشمال على يساره والجنوب على يمنيه.

ولكن المعتاد هو أنه إذا عرف الإنسان اتجاه مشرق الشمس، فإنه يقف وهذا الإتجاه على يمينه، وبذلك يصبح الغرب على يساره، و الشمال أمامه، والجنوب خلفه. (وهذا هو الوضع المتبع في رسم الخرائط).

 

ومن وسائل التعرف على الاتجاهات الأصلية إستخدام التعرف على الاتجاهات الأصلية إستخدام «المزولة» وهي عمود مثبت على خشبة ويكون أقصر ظل للعمود وقت الظهيرة متجها نحو الشمال

أما عند استخدام البوصلة فإننا نتمكن من معرفة الشمال المغناطيسي .

ولا ينطبق اتجاه الشمال المغناطيسي على إتجاه الشمال الحقيقي، ويعرف الفرق بينهما بالإنحراف أو الميل المغناطيسي ويقاس بالدرجات.

 

ويكون الإنحراف المغناطيسي شرقا إذا كان اتجاه الشمال المغناطيسي يقع إلى الشرق من خط الشمال الحقيقي الذي يعرف أيضا باسم «الشمال الجغرافي». 

يكون غربا إذا كان خط الشمال المغناطيسي يقع إلى الغرب من خط الشمال الحقيقي.

 

ولا يمكن تحديد الإتجاه بالبوصلة إلا إذا عرفنا درجة وميل أو إنحراف البوصلة المستخدمة عن الشمال الحقيقي حتى يعرف الفرق ويحدد المكان بدقة.

هذا ويتغير الانحراف سنويا طبقا لقوة الجذب المختلفة التي تؤثر على المؤشر الموجود في البوصلة، وقد تم أخيرا تطوير البوصلة بحيث لا تتأثر بالمغناطيسيات القريبة منها، وتشير إلى الشمال الحقيقي بدقة وتستخدم في السفن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى