البيئة

وسائل مكافحة ظاهرة “التصحر”

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

ظاهرة التصحر البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تتعدد وسائل مكافحة التصحر، ومن أهمها:

1- صيانة التربة من التدهور

تتمثل أهم الوسائل الخاصة بصيانة التربة في مشروعات التحكم في الفيضانات من سدود وخزانات مائية، كذلك في عملية التشجير التي تعد من أكثر الوسائل فعالية في حماية التربة والحد من التأثير النحتي للمياه والريا. 

وكذلك تشجيع عمليات حرث التربة لزيادة قدرة التربة على التشبع بالمياه، وتقليل معدلات التبخر والتعرية إلى جانب تهوية التربة.

ومن وسائل حماية التربة أيضا الحراثة الكنتورية أي تمشي خطوط الحرث مع خطوط الكنتور، وتجدي مثل هذه الوسيلة في المناطق المتموجة والمناطق التالية.

وذلك بهدف الحفاظ على التربة من الانجراف وبقاء المياه على السطح أكبر فترة ممكنة حيث ينتج عنها تخددات اصطناعية صغيرة تساعد على ذلك إلى جانب كون هذه الوسيلة تمنع تكون التخددات الممتدة في اتجاه الانحدار، مما قلل من آثار التخوير.

 

قد طبقت هذه الوسيلة بالنطاق الشمالي من صحراء مصر الغربية فيما بين الإسكندرية والسلوم وقد كان تطبيقها في الحقيقة من أسباب نجاح الزراعة في مثل هذا النطاق الهامشي.

وفي المناطق الجبلية يقوم الزارعون بتدريج السفوح Terracing وهذه الوسيلة قديمة ولم تتم لمعالجة تصحر قد احل بها ولكنها نمط من أنماط الزراعة يصعب ممارسة غيره بل يستحيل خاصة عندما يكون نظام المطر السائد متدفقا بشكل مفاجئ غير منتظم.

كذلك تعالج التربة المتغدقة (الغدقة) بسبب سوء الصرف من خلال تجفيف السبخات وحفر المصارف وتقنين المياه المستخدمة في عمليات الري حتى ينخفض منسوب المياه الجوفية التي تعد سبباً رئيسا للتغدق.

 

ومن وسائل حماية التربة كذلك عمليات التشجير والتي تلعب دورا كبيرا في حماية التربة من الانجراف بواسطة الرياح اوالمياه الجارية، وتعمل كذلك على تثبيت الأشكال الرملية إلى جانب أنها تساعد على تحسين خصائص التربة وزيادة خصوبتها بتجانب صيانة الموارد المائية المتاحة.

ويتم ذلك عادة من خلال زراعة صفوف من الأشجار تعمل كمصدات للرياح ولا بد من زراعتها من اختيار الأنواع المناسبة من الأشجار، ويعد مشروع تثبيت الكثبان الرملية في الإحساء في المملكة العربية السعودية من أنجح المشروعات التي حافظت على الأراضي الزراعية وأوقفت تقريبا حركة الكثبان باتجاه الأراضي الزراعية في واحة الإحساء. 

 

وتوجد مشروعات مشابهة وإن كانت أقل في السودان وفي واحة سيوة والساحل الشمالي في مصر وفي بعض الدول في المغرب العربي. 

وقد اثبتت التجارب بأن أنجح الطرق لتثبيت الرمال تمثل في البدء بطريقة التثبيت الميكانيكي ثم اتباعها بتشجير المنطقة ويعني التثبيت الميكانيكي عمل حظارات من مواد نباتية جافة متوفرة محليا مثل جريد النخيل وأغصان الأشجار ويهدف عملها على رفع مستوى الرياح عن سطح الرمال ومنعها من تحريكها نحو الأراضي المزروعة.

 

2- المحافظة على الموارد المائية المتاحة

من خلال بناء السدود في المناطق الجافة وشبه الجافة حيث تقطعها عدد من الأودية التي تستقبل مياه السيول والتي كثيرا ماتضيع هباء في الصحراء مثل مياه وادي نجران التي كانت تضيع في رمال الأحقاف في الربع الخالي قبل بناء سد نجران في السعودية أو اكنت تضيع في البحر مثل مياه الأودية المنحدرة من سروات عسيرباتجاه ساحل تهامة وجازان منها أودية بيش وجازان، وكذلك السدود المقامة على وادي العريش في سيناء، والكثير من الأودية في الصحراء الشرقية وتلك الأودية القصيرة المنحدرة من حافة الدفة شمالي الصحراء الغربية في مصر.

 

أما عن البحث عن موارد مياه جديدة فمجالاته واسعة تتمثل أهمها في المناطق الجافة في البحث عن المزيد من الخزانات الجوفية وحفر الآبار العميقة وتستخدم في الوقت الحاضر وسائل الاستشعار عن بعد في تحديد أبعاد ومواقع الخزانات الجوفية العميقة مثلما يتم في الصحاري المصرية.

ومن الوسائل الأخرى لمواجهة نقصالمياه تحلية مياه البحر مثلما يتم الآن في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية وبعض الدول العربية الأخرى.

 

3- تقنين استخدام المياه في الزراعة

تعد ممارسة الزراعة في المناطق الجافة وشبه الجافة من أهم أسباب التصحر، لذلك أصدرت بعض القوانين الخاصة بحظر الزراعة في تلك المناطق قليلة المطر في بعض الدول.

مثال ذلك ما حدث في سوريا التي تعد أولى الدول العربية التي أصدرت قانوناً يحظر حرث الأرض التي يقل مطرها السنوي عن 200 مليمتر، وكان نتيجة ذلك أن تركت مساحة 600 الف هكتار من الأرض الزراعية لتمارس بها حرقة الرعي وذلك خلال الفترة ما بين عامي 1961 – 1975م.

 

وقد استخدمت الكثير من الدول نظم الزراعة المروية في مثل تلك المناطق مثلما يحدث في شبه جزيرة سيناء بعد وصل مياه نهر النيل إليها بعر سحارات توجد تحت قناة السويس، وإن كان يجب اتباع استخدام الوسائل التكنولوجية المتخصصة في إدارة مثل هذه المشروعات لتجنب الآثار السلبية لهذه الأنماط الزراعية في تلك البيئات الجافة وأهمها على الإطلاق التملح. 

ومن الوسائل المتقدمة نسبيا استخدام نظم الري المحوري مثلما الحال في مناطق التوسع الزراعي في المملكة العربية السعودية ومصر وكذلك المعالجة البيولوجية من خلال زراعة البقوليات التي تساعد على زيادة تشرب وغسيل الأملاح في التربة.

 

4- تنظيم عمليات الرعي وحماية الحياة الفطرية

ويهدف ذلك لوجود توازن بين حيوانات المرعى وطاقته الإنتاجية، إلى جانب إدارة المرعى وتطبيق الدورة الرعوية حماية طبيعية لعودة وتحديد مناطق التوازن إليها، وكذلك توزيع مناسب لموارد مياه الشرب المطلوبة وتنظيم توزيع الاعلاف بطريقة تقلل من الرعي المبكر الجائر.

 

5- استخدام التقنيات الحديثة مثل تقنيات الاستشعار عن بعد

حيث تستخدم في مراقبة ومسح الأنظمة البيئية المختلفة ومعرفة مساحة التصحر وزيادتها والعوامل التي أدت إلى ذلك لمعالجتها.

 

6- اتخاذ الإجراءات لوقف زحف الرمال، وتشمل

أ- التثبيت الميكايكي.  كانت عملية التثبيت للرمال تتم قديما برش مواد نفطية على الكثبان الرملية بعد هطول الأمطار مباشرة لزيادة تماسكها وعدم السماح بانتقالها بفعل الرياح. 

وحديثا يتم التثبيت بإقامة مصدات للرياح من سعف النخيل وبقايا النباتات، مما يعمل على تجميع الرمال خلف هذه المصدات.

ولأن العامل الأساسي في تحريك الكثبان الرملية هو الرياح فإن هذه المصدات تعمل على رفع مستوى الرياح عن سطح الرمال، مما يهيئ الفرصة للأشجار الطبيعية في النمو والانتشار.

 

ب- زراعة الكثبان.  وتتم زراعتها بنباتات ذات قدرة على النمو تحت الظروف الصحراوية القاسية.  وتنتقي النباتات سريعة النمو ذات جذور عميقة تصل إلى الطبقات الرطبة وجذور أفقية تستفيد من الأمطار القليلة التي تهطل على الطبقات السطحية.  ومن الأنواع التي أثبتت التجارب نجاحها هي أشجار الاثل، والبروسوبس، وبعض أنواع أشجار الكافور والآكاسيا.

 

7- توعية المواطنين

وذلك بإعلامهم وتبصيرهم حول أهمية اتباع الأساليب العلمية المنظمة لعمليات الرعي، للتوقف عن ممارسة الرعي الجائر وممارسة الرعي المتناوب في المناطق الرعوية المختلفة، لإتاحة الفرصة لتجدد نمو نباتات المراعي.

 

8- توعية المزراعين

وتتطلب ذلك تعريفهم بمخاطر التصحر، وسبل مقاومته، وتشجيعهم على إقامة الأحزمة الواقية لمزارعهم على مساحة لا تقل عن 5% من مساحتها.

 

9- التركيز على استخدام طرق الري الحديثة

ومنها طرق الري بالتنقيط أو بالرش، وجميعها طرق مدروسة علميا لتوفير الحاجة الفعلية للتربة من المياه، والحيلولة دون تمليحها أو تشبعها.

 

10- منع قطع الأشجار أو إزالة المراعي الطبيعية

حيث تمارس عمليات قطع الأشجار أما لإعداد الأرض للزراعة البعلية أو لاستخدام الأشجار في الأغراض المختلفة كالاحتطاب، حيث ينبغي الالتزام بالتشريعات المنظمة لمثل هذه الممارسات الجائرة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى