الطب

نجاح وفعالية إكتشاف الدكتور “بانتنج” على مرضى السكري

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

الدكتور بانتنج مرضى السكري الطب

التجريب.. على زميل الدراسة!

كان بانتنج قد جرَّب تلك المادة العجيبة – أيلتين- على البشر من بعد الكلاب.

جرَّبها في نفسه وفي مساعده قبل أن يجربها في احد، ليثبت أن هذه المادة المفيدة للكلاب المرضى بالسكر لا تضر بني الإنسان.

وكان في مستشفى تورنتو العمومي أناس مصابون بالسكر فلما حقنوا بالأيلتين شفوا، وتناقل الناس هذا الخبر همساً.

وذهب بانتنج إلى اجتماع طبي في جامعة ييل، ولكنه لم يمنح سوى دقائق قليلة لكثرة الرسائل العلمية الخطيرة المطروحة للنقاش.

وجاء يوم 11 فبراير عام 1922. هل تذكر جو جيلكر إيست الذي فكَّر بانتنج في مرضه يوماً ما؟ لقد قابل بانتنج زميل دراسته القديم هذا مصادفة.

 

 وكان هذا الرجل المسكين يذوى سريعاً، وكأنه يذوب في أنهار من السكر!، كان هزيلاً شاحباً فاقد الأمل بعد أن وصل به المرض إلى طوره الأخير.

(مرحبا جو)، (مرحبا فريد) – تحيَّتان كانتا متبادلتين بين الصديق والصديق، أو بالأحرى بين الطبيب والمريض. واصطحب الطبيب مريضه إلى معمله.

ولكن إحساس بانتنج وهو يقود زميله إلى المعمل لم يكن مع ذلك يعكس الثقة التي في صوته. وفي المعمل أعطى صديقه حقنة من جلوكوز أتبعها بأخرى من الأيلتين، وقال في نفسه: (دعنا نرى الآن ما إذا كان المستخلص سيحرق الجلوكوز).

ومرت ساعتان متثاقلتان. وهنا تنفَّس جُو دافعاً هواء الزفير في (كيس اختبار دوجلاس) وفحص مساعد بانتنج هواء الزفير ثم نظر إلى الطبيب في هدوء.

وفهم بانتنج رسالة بست، فلم يكن هناك أي دليل على حدوث تحسن أو حتى مجرد تغيير في حالة المريض. إنه لم يكن يحرق السكر الذي أخذه، وكان يتنفَّس بصعوبةٍ ويشهق في تنفسه.

وتأزَّم الموقف…

 

(إنَّ بَعدَ العُسرِ .. يُسراً)

لم يستطع بانتنج أن يتحمل النظر إلى عيني إلفه القديم وهو في حالته تلك، فنهض واقفاً وأعطى مساعده تعليمات غادر المعمل بعدها، واستقل قطاراً متجهاً به على عجلٍ صوب الشمال قاصداً أونتاريو.

لقد قرَّر أن يقضي في بلدته أياماً مع أهله يدفن فيها أفكاره المضطربة في هدوء المزرعة. بيد أن جلجلة العجلات على القضبان الحديدة كانت توقظه وتدق وعيه بقوة مخيفة.

وكانت دقَّات العجلات أشبه بدقات قلب صديقه الذي تتبخر لحظات حياته في آخر رمقٍ له فيها.

وجاء الفرج…. دقَّ جرس التليفون في منزل آل بانتنج. من المتحدث يا ترى؟ إنه المريض يتكلم بسرعة وانفعال وقد شاع جو من البهجة والفرح والإقبال على الحياة في صوته وهو يهتف: (بعد أن رحلت عني بالأمس بدأت أتنفس بسهولة وشعرت بصفاء عقلي وحضور شهيتي. وأخذت اليوم أجر قدميَّ. إنني متعب ولكني لست قلقاً وسأعود إليك للحصول على حقنة أخرى من ذلك المستخلص.. إنه إكسير الحياة!).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى