شخصيّات

نبذة عن حياة المفكر “الغزالي”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المفكر الغزالي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

الغزالي مفكر إسلامي عظيم، لقب بحجة الإسلام لدفاعه العقلاني عن الإسلام. اسمه محمد بن محمد بن محمد بن أحمد. كنيته أبو حامد.

ولد في مدينة طوس في إقليم خراسان بإيران في سنة 450 للهجرة الموافق 1058 للميلاد، توفي في طوس في سنة 505 للهجرة الموافق 1111 للميلاد.

أقبل أبو حامد على دراسة الفقه في مسقط رأسه ثم سافر إلى جرجان ونيسابور في طلب العلم، ثم توجه إلى بغداد للتدريس في المدرسة النظامية.

 

وقد زار الغزالي مراكز إسلامية كثيرة في سوريا ومصر، والحجاز. وألف ما يزيد على 42 كتابا في علوم الدين والفلسفة والمنطق والحكمة الإلهية.

بدأ الغزالي في دراسة الفلسفة عندما بلغ الرابعة والثلاثين من عمره وكتب في طبيعة الفلسفة كتابه «مقاصد الفلاسفة»، كما تمثلت عند الفيلسوف اليوناني أرسطو وعند الفيلسوفين المسلمين الفارابي وابن سينا.

ولكنه انتقد الفلسفة في كتابه «تهافت الفلاسفة»، وهو الكتاب الذي رد عليه بعد ذلك الفيلسوف الكبير ابن رشد، في كتابه «تهافت تهافت الفلاسفة»، والذي اشتهر باسم «تهافت التهافت».

 

إلا أن نقد الغزالي للفلاسفة يقوم على منهج فلسفي يحتكم إلى قواعد المنطق والنظر العقلي، وهذا يدعو إلى اعتباره فيلسوفا اختلف مع بعض الفلاسفة في عصره وإن اتفق مع فلاسفة آخرين في غير عصره، نذكر منهم، على سبيل المثال، فيلسوفا إنجليزيا هو «ديفد هيوم».

ومع نقد الغزالي للفلسفة، قد استثنى المنطق من هذا النقد. بل يمكن القول إنه شجع على دراسته واستعمال طرائقه في الدفاع عن العقيدة الدينية.

وقد ألف الغزالي ثلاثة مؤلفات في المنطق، هي: «معيار العلم في المنطق»، و«محك النظر في المنطق»، و«القسطاس المستقيم».

 

ولكن لا شك أن مساهمة الغزالي الكبيرة في الفكر كان في التأثير الذي حققته كتبه في علوم الدين، مثل: «إحياء علوم الدين»، و«الاقتصاد في الاعتقاد»، و«معارج القدس في مدارج معرفة النفس».

وفي هذه الكتب أيضا يظهر استعمال الغزالي للمنطق ومنهجه الدقيق في تأسيس العلوم الدينية على قواعد راسخة متينة البنيان.

ولكن أشهر مؤلفات الغزالي وأوسعها انتشارا هو «إحياء علوم الدين». وهو مؤلف ضخم، تقع طبعة حديثة له في أربعة مجلدات تضم نحو ثلاثة آلاف صفحة. ورتب الإمام الغزالي هذا العمل النفيس في أربعة أقسام: قسم العبادات، وقسم العادات (المعاملات).

 

وقسم المهلكات (أي: الأخلاق المذمومة)، وقسم المنجيات (أي: الأخلاق المحمودة)؛ وجعل في كل قسم كتبا، وفي كل كتاب «أبوابا»، وفي كل باب فقرات.

ومما يلفت النظر أن الغزالي جعل أول كتاب من أول قسم: كتاب العلم. والعلم الذي يقصده هو علوم الدين والدنيا.

 

وكتاب «إحياء علوم الدين» كتاب فريد لم يسبقه أحد في تأليف مثله. ولقد شرح الكتاب واختصر عدة مرات، وترجم الكثير منه إلى عدد من اللغات العالمية الحية، وكان موضع التقدير العظيم من كبار العلماء.

قال عنه الإمام الحافظ العراقي: «إنه من أجل كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام….»، وقال الإمام الزبيدي عنه: «أنا لا أعرف له نظيرا في الكتب التي صنفها الفقهاء الجامعون في تصانيفهم بين النقل والنظر، والفكر والأثر….». ولا عجب في ذلك فالإمام الغزالي واسع العلم، راجح العقل، مجدد حر التفكير.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى