شخصيّات

نبذة عن حياة المؤلف ثابت بن قُرّة

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

المؤلف ثابت بن قُرّة شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

كان أصيلاً في التأليف، دقيقاً في التعريب، فذَّاً في الفلك، جهبذاً في الطب.

وفي كلٍ كانت له إنجازات كثيرةٍ وإسهامات. إنه ثابتُ بن قُرَّة (شكل رقم 26).

 

لقاء الخوارزمي

ولد ثابت بن قُرَّة في حرَّان، وهي بلدة بالجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات.

وبدأ عمله كصرَّافٍ حاز ثقة الناس. وكان من الصابئين الذين أغرتهم حرية الفكر لدى المسلمين، فحدثت بينه وبين أهل طائفته خلافاتٍ فأنكروا عليه تصرفاته واعتبروا آراءه خروجاً على مذهبهم، فترك حرَّان مسقط رأسه ورحل إلى بلدة كفرتوما حيث التقى بعَلم من أعلام العلم والمسلمين في ذلك العصر وهو محمد بن موسى الخوارزمي.

وأُعجب الخوارزمي بذكاء ثابت واستعداده العلمي الكبير فاصطحبه معه إلى بغداد عاصمة العباسيين، حيث لفت نظره ما عليه الناس من علم واهتمام الخليفة بترجمة تراث الأقدمين فاشتغل بالعلم وبرع فيه.

وقد درس ثابت العلم من أجل العلم، واستمرأ طعم اللَّذة الفكرية التي تذوَّقها في علوم الفلك والرياضيات والفلسفة والطب.

 

 

العلماء يَعلُون ولا يُعلَون

وكان يشغل في بلاط الخليفة المعتضد وظيفة (مُنجِّم البلاط).

كان الخلفاء العباسيون محبِّين للعلم مشجِّعين للعلماء.

ومن أروع ما يُروى في هذا الخصوص أن المعتصم كان رجلاً عالي النفس عظيم المهابة يُجِلُّ العلم ويُقرِّب إليه العلماء، ويُغدق عليهم العطاء ويجعلهم من جلسائه ونُدَمَائه.

وقد حدث ذات مرة، أن انطلق الخليفة مع عالمنا إلى حديقة الفردوس يتنزهان.

وأمسك الخليفة بيد ثابت وإذا به بعد برهة يطرحها فجأة بقوةٍ وعنفٍ مما أفزع ثابت وجعله يُوجس خيفةً في نفسه، إلَّا أن الخليفة بادره بقوله المشهور : (أبا الحسن… سهوتُ ووضعت يدي فوق يدك واستندت عليها، وليس هكذا يجب أن يكون الوضع، فالعلماء يعلون ولا يعلون!.).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى