شخصيّات

نبذة عن حياة القائد الحبشي “أَبْرَهَة”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

القائد أبرهة شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

أَبْرَهَة قائدٌ حبشي (وتعرف بلاد الحبشة الآن باسم: إثيوبيا). اسمُه بالحبشية أبراهام، ويشتهر بلقب "الأشرم" (أي مشقوقِ الشَّفَة).

أرسله نجاشيُ الحبشة (أي ملكها) عامِ 520م، على رأس جيش عَبَرَ بابَ المندب، ليفرضَ الديانةَ المسيحيةَ على اليمن، التي كان أهلُها يَدينون باليهودية في ذلك الوقت.

وقد عَيَّن النجاشيُّ أبرهةَ حاكماً على اليمن عام 531م. فلما استقرَّ له الأمر أصلح سدَّ مأْرِب، وبني في صنعاءَ كنيسةً فخمةَ البنيانِ، اسمُها القَليس.

 

وقد أراد أبرهة أن يجتذبَ العرَب للحج إلى كنيسته بدلاً من البيتِ الحرام في مكةَ المكرمةِ. ولكن أبرهةَ فشل في ذلك ورأى إصرارَ العربِ على تكريمِ الكعبةِ المُشَـرَّفة والحجِّ إليها.

ولم يقبلْ أبرهُ هذا لأنه يقوي من شأن مكة وينتقص من سلطانه ولذلك اعتزم أن يسيرَ في جيشٍ كبير إلى مكةَ ليهدمَ الكعبةَ، حتى تَخْلُوَا جزيرةُ العرب كلُّها لكنيسته في صنعاء.

وزَّود أبرهةُ جيشَه بالأفيال، التي كانت العربُ ترهبها ولا تألَفُها. ورَكَّبَ على الأفيال هَوَادِجَ يجلس فيها الرُّمَاةُ، وتقدم هو على فيل عظيم.

 

وكان العربُ في مكَّةَ عاجزين، على بسالتهم، عن التصدِّي لهذا الجيش القوي، فهجروا إلى الجبال المحيطة بها، ودَعَا عبدُ المطلب – جدُّ النبي صلى الله عليه وسلم – الله أن يحميَ بيتَه الحرامَ من عُدوان المعتدين.

وعندما تقدَّم جيشُ أبرهةَ نحو الكعبة بَرَكَتْ الفِيَلَةُ وأَبَتْ أن تتقدم بالرغم من محاولات أبرهة وجنوده. وأرسل الله على المعتدين طيوراً غريبةً تحمل في أرجلها ومناقيرها حجارةً قاسية تقذف بها أبرهةَ وجيشَه، فهلك منهم كثيرون.

وفتك المرضُ بالباقين، فأخذوا يتساقطون في طريق عودتهم إلى صنعاء. وصل أبرهةُ إلى صنعاءَ مريضاً، وسَرْعَانَ ما فتك به المرضُ ومات عام 570م، ويعتقد بعضُ المؤرخين أن هذا المرضَ الذي فتكَ بأبرهَة وجنودِه هو داءُ الجدري.

 

وقد سَجَّل القرآنُ الكريم هذا الحَدَثَ الجليلَ(أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ*أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ*وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (الفيل: 1-5، والأبابيل: الجماعات، والعصف المأكول: التِّبن الذي أَكَلَتْ منه الدوابُّ وَلوَّثَتْه).

ويُعْرَفُ العامُ الذي حدث فيه هذا بعامِ الفيل، وفيه وُلد محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، الذي أصبحتْ الكعبةُ في هُدَى رسالتِه قبلةَ المصلِّين، ومقصدَ الحجيج والمُعْتَمِرين والطائفين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى