شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “كريك”

1999 تاريخ الكيمياء

صلاح محمد يحياوي

KFAS

العالم كريك شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

فرنسيس هاري كومبتون كريك بيولوجي بريطاني، بيّن مع جيمس وُطْسُن وموريس ويلكنز أن البنية الحلزونية للحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين أو "الدنا" DNA تحقق المستلزمات التي تفرضها البنية الوراثية وهي:

1- إمكان استنساخها مطابقة لنفسها.

2- معاناة تحولات عنيفة خلال الطفرات.

3- المقدرة على احتواء إعلام ما.

وقد فاز بجائزة نوبل في الفيزيولوجية والطب لعام 1962م، مشاكرة مع وطسن وويلكنز.

 

كان اكتشاف الحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين أو الدنا DNA أهم اكتشاف بيولوجي في القرن العشرين.

وعلى الرغم من أن فرقاء شتى من العلميين كانوا يدرسون حل المشكلة، إلا أن الفيزيائي الحيوي البريطاني "فرنسيس كريك"، والبيولوجي الأميركي الشمالي "جيمس وطسن" هما اللذان وحدا الحل.

فقد بَيّن نموذجهما عن الحلزون المزدوج الطريقة التي تنقسم بها الخلية لتشكل نسختين متطابقتين، كما بَيّنَ نموذجهما الكيفية التي يُخَزَّنُ بها الإعلام الوراثي.

يوجد الحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين أو الدنا DNA في نوى جميع الخلايا، وكانت الريبة تحيط منذ زمن بأهميته في إجراءات الوراثة، وقد قُبل عموماً بأنه يؤلف أساس الجينات أو الوحدات الوراثية.

 

وكان لا يُعرفُ إلا القليل جداً عن بنية الدنا باستثناء كونه مؤلفاً من جزيئات أساسين بورنيين هما الأدنين والغوانين، وأساسين بيميريدينين هما التيمين والسيتوزين الأصغر قداً.

ومن سكر يدعى الريبوز المنقوص الأكسيجين ومن الفسفات، وكون هذه المركبات تتحد فيما بينها لتشكل جزيئاً ضخماً كبير القد أو جزيئاً كِبْرياً.

كان "جيمس وُطْسُن" يُعْنى بادئ ذي بدء بالدنا DNA عندما عرض عليه "موريس ويلكنز" الفيزيائي البريطاني المنكب على البحث في علم البلورات صورة انعراج الأشعة السينية على جزيء الدنا DNA مقترحاً له شكلاً حلزونياً.

وفي عام 1951م وصل "وُطْسُن" إلى مختبر كافنديش في جامعة كمبريدج لدراسة البنية الثلاثية الأبعاد للبروتينات، وهناك تعرف على "فرنسيسكريك" ونقل "وطسن" عدوى الحماسة لسبر أغوار وأسرار الدنا DNA إلى "كريك" وانكب الاثنان بشغف لاكتشاف سر الحياة.

 

ومع أن كثيرين لم يأخذوا على محمل الجد ما كان يجري من أبحاث على الدنا DNA فإن علميين متباينين توصلوا إلى تقدمات جديدة، ومنهم بخاصة "موريس ويلكنز" في لندن، والكيميائي الأميركي الشمالي، "لينوس باولينغ"، في معهد كاليفورنيا للتكنولوجية.

دخل "كريك" و "وطسن" السباق في النقطة التي كان "لينوس بالوينغ" يعلن فيها أن بنية الدنا DNA هي حلزون بسيط، وكان "كريك" و "وطسن" مقتنعين بأن الحلزون يتشكل من طاقين، وصنعا له نموذجاً ع لى سلم يضم جميع المكونات محاولين تركيب الجزيء ولم يتوصلا إلى ذلك في بادئ الأمر لأن النموذج كان ينهار أو لم يكن يحقق الاختبارات الكيماوية والبلورية المتوفرة.

وكان مفتاح الحل يقوم على واقع أن نسبة الأدنين والتيمين في جميع أنماط الدنا DNA هي نفسها دائماً، وكذلك نسبة السيتوزين والغوانين، كما كان الاختبار البلوري الذي أجراه "ويلكنز" يشير أيضاً إلى أن المكون سكر – فسفات يقع في الجزء الخارجي من الجزيء.

 

وفجأة، وفي أحد أيام عام 1953م، أصحبت جميع القطع في مكانها في النموذج، ورأي "وطسن" أن شكل البنية المؤلفة من ارتباط السيتوزين بالغوانين، فإذا كان الأدنين في الطبيعة يتزاوج دائماً مع التيمين، والغوانين يتزاوج مع السيتوزين،.

فهذا يفسر سبب العثور عليها دائماً بنسبة متساوية، وبإمكان الأزواج المتطابقة أن تقع في داخل الحلزون المزدوج دون أن يطرأ أي تشوه، كما يعني أيضاً أن كلاًّ من الطاقين يكمل الطاق الآخر، وأن ّ بإمكان أحدهما أن يكون نموذجاً لاصطناع الآخر.

وبهذا الأسلوب توصل "كريك" و "وطسن" إلى بناء نموذجهما الشهير البسيط في حد ذاته والعزيز عليهما، كان النموذج يحقق المعطيات البلورية وقوانين الكمياء الفراغية.

وكان يتألف جوهرياً م هيكل قوامه وحدات متكررة من سكر وفسفات، وكانت أزواج الأسس كدرجات السلم فيما بينها، فأرسلا في الثاني من نيسان (إبريل) من سنة 1953م بياناً إلى المجلة البريطانية "الطبيعة NATURE" معلنين اكتشافهما.

 

وقد عَدَّ كثيرون اكتشاف بنية الدنا DNA أهم اكتشاف في القرن العشرين، ذلك أن الحلزون المزدوج لا يفسر الطريقة التي تنقسم بها الخلية فحسب، بل يفسر أيضاً تخزين الإعلام الوراثي، وأن بإمكان كل زمرة أو وحدة مؤلفة من ثلاثة أسس في الطاق أن تُجَفّر حمضاً أمينياً هو المكون الأساس للبروتينات.

فسلسلة الوحدات التي تُرى على التعاق بتنشئ طاقاً من الحموض الامينية منظومة وفق ترتيب محدد لتشكل بروتيناً نوعيّاً، وما هذه السلسلة من الوحدات الأساس إلى الجين.

وفي عام 1962م، حصل "كريك" و "وُطسن" على جائزة نوبل في الطب تقاسماها مع "موريس ويلكنز" الذي أتاح بحثه في علم البلورات لاكتشافهما أن يرى النور.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى