شخصيّات

نبذة عن حياة الصحابي أبُو سَعِيد الخُدْرِي

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصحابي أبو سعيد الخدري شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

اسمه سعدُ بنُ مالك الخَزْرَجِي. ولد عام 10 هـ (631م). كان شجاعاً مُجاهداً، ومن كبار الصحابة رضوان الله عليهم.

أراد أن يشارك النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، والمسلمين في معركة أُحُد. فردُّه لِصِغَر سنه. وفي المعركة استُشْهِدَ أبوه، وكان من عادة النساء والصغار أن يسستقبلوا المجاهدين العائدين من المعارك.

ولما انتهت معركةُ أُحد خرج النساء والأولاد كعادتهم يستقبلون المجاهدين، وليعرفوا من استشهد من آبائهم أو أقربائهم، وخرج أبو سعيد، وهو شاب صغير ليستقبل أباه الذي كان ضِمْنَ المجاهدين.

 

فلما رآه النبي، صلى الله عليه وسلم، أقبلَ عليه إقبالَ الأب على ابنه ونظر إليه نظرةَ إشفاق، فقد استشهد أبوه في المعركة. فلما رأى أبو سعيد النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، مقبلاً عليه، أسرع وَقبَّلَ ركبَتَيْ النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال له رسولُ الله صلوات الله وسلامه عليه: "أَجَرَكَ الله في أبيك".

ورغم صِغَر سنه إلا أنه ثَبُتَ واستسلم لقضاء الله. وبعد ذلك كان يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم والمجاهدين في سبيل الله، على الرغم من صغر سنه، فقد أَذِنَ له النبيُّ لَمَّا رأى عزمَه وشجاعَته. فشارك في اثنتي عشرة غَزْوة ومعركة في شبابه ورجولته.

وكان عزيزَ النفس لا يسأل أحداً ليعطيَه شيئاً إذا احتاج. ويروي لنا أبو سعيد الخدري في ذلك حكايةً، فيقول: أصبحتُ يوماً وليس عندنا طعام، وقد رَبَطَتْ زوجتي على بطني حجراً من شدة الجوع.

 

وقالت لي: إئت النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فاسألْه، فقد أتاه فلانٌ فسألَه فأعطاه، وأتاه فلان فسأله فأعطاه، وأتاه فلان فسأله فأعطاه. فقلت: لا أطلبُه حتى أبحثَ عن الطعام.

أو أعملَ فاشترى طعاماً. فلم أجدْ شيئاً من ذلك، فأتيتُ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب، فأدركتُ من قوله: "من يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، ومن يَسْتَعْفِفْ يعفَّه الله"، فما سألتُ أحداً بعد هذا الذي سمعتُه من النبي، صلى الله عليه وسلم.

وأخذ أبو سعيد قولَ النبي، صلى الله عليه وسلم، هذا طريقاً ومنهجاً في حياته، فأغناه الله تبارك وتعالى.

ولذلك قال أبو سعيدٍ، رضي الله عنه: "فما زال الله يرزُقنا حتى ما أعلمُ أهلَ بيتٍ أكثرَ أموالاً منا".

 

وكان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يكثر الجلوسَ في مجالس النبي، صلى الله عليه وسلم، يتلقَّى عنه العلمَ والفقهَ في الدين، حتى أصبحَ من كبار علماء الصحابة رضوانُ الله عليهم، على الرغم من أنه كان أصغرَهم سِناً، فاشتهر أنه أعلمُ أصغرِ الصحابة.

وقد حَفِظَ عن ظَهْرِ قَلْب 1170 حديثاً وقد نَقَل بذلك كثيراً من أحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم وآثارِه وأخبارِه، وفقه الصحابة.

وقد مات هذا المُجاهدُ العالمُ الفقيه الجليل في المدينة المنوَّرة عام 74هـ (694م).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى