شخصيّات

نبذة عن حياة الشاعر “امرؤ القيس”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

امرؤ القيس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

تعود بنا أخبار امرئ القيس إلى زمن بعيد، بعيد جدا. تعود بنا إلى العصر الجاهلي في بلاد العرب. وهو العصر الذي كان قبل الإسلام.

في تلك الأيام البعيدة كان رجل من قبيلة "كندة" اليمنية يحكم إحدى القبائل العربية.

وكانت تقيم في بلاد نجد. واسم حاكمهم هذا أو ملكهم هو "حجر الكندي" وحجر هذا هو أبو "امرئ القيس" الشاعر الذي نتحدث عنه.

 

وكان حجر الكندي يأخذ ضرائب سنوية كثيرة من تلك القبيلة فثارت عليه وقتلته. وكان حجر قبل أن يموت قد أوصى أحد الرجال بأن يخبر أولاده بمقتله ليثأروا له.

وكانت عادة الثأر من العادات السيئة عند العرب قبل الإسلام. فلما علم امرؤ القيس بمقتل أبيه قال: "والله لا يذهب شيخي باطلا" واستنجد بأخواله من قبيلة تغلب. وسار في القبائل يطلب عونا ويجمع الأسلحة، لينتقم لأبيه.

وتقول الأخبار إن امرؤ القيس سافر سفرا بعيدا إلى عاصمة الروم ليستعين بملكها. وتضيف الأخبار أنه عاد دون أن ينال هذه المساعدة، وأنه مرض في طريق عودته، ومات في مدينة "أنقرة"، وهي عاصمة تركيا في أيامنا هذه.

 

ويعد امرؤ القيس من أقدم شعراء الجاهلية الذي يروى لهم شعر كثير. وهو من شعراء المعلقات.

والمعلقات قصائد طويلة ذكر كثير من المؤرخين والرواة أن العرب اختارتها فكتبتها بماء الذهب وعلقتها بالكعبة إعجابا بها وتقديرا لها. ومنهم من قال إنها كانت سبع معلقات. ومنهم من قال إنها كانت عشرا.

وقد امتدح النقاد معلقة امرئ القيس وقالوا إن أسلوبها جميل. وقد تحدث فيها عن آثار المنازل، كعادة شعراء عصره.

 

وتحدث عن ابنة عمه التي أحبها، ووصف ليله الطويل وفرسه القوي. وهو في أول بيت من معلقته يخاطب صاحبيه قائلا:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

                                           بسقط اللوى بين الدخول فحومل

("وسقط اللوى" و"الدخول" و"حومل" ثلاثة من الأماكن التي كان أهل حبيبته ينزلون بها).

 

امرؤ القيس هو سر شهرة أبيه حجر، ولولاه لما سمعنا بأبيه، ولفقدنا شيئا من الأساطير التي نسجت حوله.

ويحكى أن حجرا طرد امرأ القيس، وآل ألا يقيم معه، أنفة من قوله الشعر، وحين علم امرؤ القيس بمقتل أبيه قال "ضيعني صغيرا و حملني دمه كبيرا. لا صحو اليوم، ولا سكر غدا، اليوم خمر و غدا أمر" فذهبت مثلا.

لقد استفاد المؤرخون من شعر امرئ القيس لأنه يحوي شواهد تاريخية، واستفاد منه البلاغيون واللغويون أصحاب المعاجم اللغوية و الجغرافية والنحاة في شواهدهم.

 

لقد طبع امرؤ القيس شعره بمنهج ثري بالأفكار والفنون وطابع الحزن والاغتراب و هو القائل:

أجارتنا إن الخطوب تنوب

                                      وإني مقيم ما أقام عسيب

أجارتنا إنا غريبان ها هنا

                                     وكل غريب للغريب نسيب

وعسيب الذي قصده امرؤ القيس جبل في تركيا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى