شخصيّات

نبذة عن حياة السيدة “آدا بيرون”

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

السيدة آدا بيرون شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

آدا، آ-د-ا (ada). ماذا يعني هذا الاسم؟ هل هو اسم فتاة؟ نعم بالطبع. ولكن آدا قبل كل شيء هو اسم واحدة من أهم وأحدث لغات برمجة الكمبيوتر ولهذا فإن هذا الاسم يحمل حكاية جديرة بالرواية!

ذات يوم قرر ((اللورد بيرون Lord Byron)) (1788-1824) الشاعر الإنجليزي الشهير أن يبحر من بلده إلى الأبد.

 

وكانت قد ولدت له طفلة في العاشر من ديسمبر عام 1815 أطلق عليها اسم ((آدا Ada))، وهو اسم يندر أن يطلق على طفلة مسيحية، لأنه في الأصل اسم عائلة انجليزية ارستقراطية كانت تعيش في عصر الملك ((جون John))، في القرن الثالث عشر.

ولم تكن ((آدا)) قد بلغت من العمر سوى خمسة شهور عندما تركها والدها ورحل دون رجعة، ولكنها لم تغب عن باله لحظة. ففي أول عيد ميلاد لها أرسل إليها قصيدة من وراء البحار:

 

هل وجهك يشبه وجه أمك يا طفلتي الجميلة؟

آدا! وحيدة بيتي وقلبي.

ففي آخر مرة رأيت فيها عينيك الفتيتين الزرقاوين ابتسمتا،

ثم افترقنا، لا كفراقنا الآن، ولكن على أمل اللقاء.

 

وربما كان بيرون ذا عبقرية شاعرية، إلا أنه كان زوجا كريها. فبعد مولد ((آدا)) بوقت قصير، طلبت زوجته الانفصال عنه.

والجدير بالذكر هنا أنه على الرغم من سمعة هذا الشاعر عن عشقه للنساء، إلا أنه لم يكن يقدر بصفة خاصة ذكاء المرأة، فكان يكيل السخرية لزوجته، وسماها المغرورة.

وقد درست زوجته السيدة ((بيرون)) الجبر، والهندسة، وحتى الفلك. وهذا أمر نادر وشاذ بالنسبة لامرأة من مجتمع راق في مثل ذاك الوقت.

 

وكان في وسع ((آدا)) أن تقنع بمصيرها في أن تغدو امرأة جميلة، مثقفة، وذكية. وعندما بلغت من العمر 11 عاما، رحلت مع أمها في جولة استغرقت عامين لزيارة القارة الأوروبية، وفي طريق عودتها إلى أرض الوطن داهمها مرض الحصبة، وشلت قدماها.

وربما كان ينبغي لها أن تستسلم لليأس، ولكن ((آدا)) ذات الثلاثة عشر عاما كانت صلبة قوية، ناضلت وكافحت بكل قوتها حتى استطاعت المشي مرة أخرى. وهي في الثالثة عشر.

وفي أثناء فترة نقاهتها كان فضولها ونهمها للعلم بدون حدود، وقد دفعها ذلك لدراسة الفلك وما وراء الطبيعة.

 

وعندما بلغت التاسعة عشرة، قررت ((آدا)) أن مستقبلها قد أصبح في دراسة الرياضيات، ومن ثم واظبت على دراسة هذا العلم عدة ساعات يوميا.

وكانت ((آدا)) قد ورثت اهتمامها بالعلوم والرياضيات من أمها، التي شجعتها على ذلك، وقامت بتقديمها لصفوة المفكرين في تلك الأيام.

كذلك لم يضع ((لورد لفلاس Lord Lovlace)) زوج ((آدا)) ووالد أطفالها الثلاثة أي عقبة أمامها أو أمام دراساتها المحببة، بل على العكس من ذلك، كان يبذل قصارى جهده من أجل تشجيع زوجته الموهوبة.

 

لقد ولدت ((آدا)) عبقرية الرياضيات قبل الأوان، في القرن التاسع عشر، وهو قرن كبتت فيه المرأة. لقد ولدت بالفعل قبل الآوان وماتت أيضا قبل الآوان.

فقد ماتت السيدة ((آدا لفلاس)) وهي تعاني آلام مرض السرطان في مساء يوم 27 نوفمبر 1852، وهي في السابعة والثلاثين من عمرها.

وظلت طوال حياتها تحاول الاقتراب من والدها الذي لم تعرفه على الإطلاق، وطلبت في وصيتها أن تدفن بجواره. وهكذا اجتمع الأب والابنة في الموت فدفنا في قبو كنيسة صغيرة في وسط انجلترا تدعى Hucknall Torkard.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى