البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن مهارة ورياضة “التسلق” وفوائدها

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مهارة ورياضة التسلق فوائد رياضة التسلق البيولوجيا وعلوم الحياة

تُعَدُّ مهارةُ التسلق إحدى المهارات والحركات الأساسية الأولية، مثلها مثل المشي والجري والوثب والقفز والتعلق والحَجْل والنّط واللقف والصدِّ والضرب.

وفي حقيقة الأمر يحتاج الإنسان إلى إتقان كلِّ هذه المهارات، أو الحركات الأساسية، حيث يستخدم معظمَها، إن لم تكن كلها، في حياته اليومية، وبخاصة الأطفالُ في أثناء اللعب وقضاء أوقات الفراغ.

والتسلق يُشتق من مهارة التعلُّق. والتعلق كما نعلم هو أحد الأوضاع الأساسية للجسم، كالوقوف والرقود والجلوس.. وأخيراً الجَّثْو.

وتعتمد مهارة التسلق على استخدام الإنسان لأطرافه الأربعة (اليدين والرجلين).

 

أما التسلق كرياضة فيَعُدُّها الكثيرون من الرياضات الصعبة والخطيرة، وذلك لأن هذا النوع من الرياضة يحتاج من الممارِس أن يكون قوياً، خفيفَ الوزن، شجاعاً، لديه رَوحُ المغامرة والمجازفة.

فكم من مغامر أودَى بحياته محاولاً الوصول إلى قمة جبل، أو نتيجة لوضع خاطيء خلال عملية التسلق.

ورياضة التسلق، فضلا عن خطورتها وصعوبتها، يتطلب بعض أنواعها أدوات وإمكاناتٍ غاليةَ الثمن، كالأدوات المطلوبة لتسلق الجبال مثلاً، مثل جبال من نوع خاص، وأحجام مختلفة؛ كذلك خطافات، وعلاقات من الألومنيوم. 

وأيضاً المسامير وعزقات مختلفة الأحجام والأرقام، والمطارق، والأحذية الخاصة المزودة بمسامير مدببة وحادة، تهدف إلى مساعدة المتسلق في التشبث بجدران الجبال. وكذلك يحتاج الممارس أيضاً إلى بعض الأدوات خفيفة الحمل، كأدوات الأكل والنوم أعلى الجبال.

 

والتسلق رياضة يستخدمها المربّون في كثير من دول العالم، كخبرات حركية تشتمل على عناصر المخاطرة والجرأة.

فهي تعد ذات قيمة تربوية عالية للارتقاء بمفهوم الذات عند الطفل، وذلك للتعرف على أنفسهم وأجسامهم وقدراتهم الحركية، وبخاصة في أثناء وجودهم في المدرسة وخارجها.

فعلى سبيل المثال يلجأ بعض المربين إلى إدخال بعض أنشطة التسلق والتعلق في برامج التربية الرياضية، كأن يُسمح للطفل بتسلق الأشجار أو سلالم الحائط أو الزحف داخل ممرات ضيقة.

 

وهذا يساعد الأطفال على التغلب على مخاوفهم الطبيعية، وتردّدهم في القيام بواجبات حركية تتّصف بالجرأةَ والمخاطرة، كما أن مثل هذه الأنشطة تساعد الطفل على أن ينمو نموا سليما متزنا.

وتُنمي مهارة التسلق قدرة الطفل على الانتقال من مكان إلى آخر، وعلى اكتشاف إمكانات جسمه الحركية. وهذا فضلاً عن قدرته على السيطرة على جهازه العضلي، وعلى مقاومة الجاذبية الأرضية، والقدرة على الإدراك والفهم، والتعرف على كل ما حوله.

ويجيد كثير من الحيوانات تسلُّقَ الأشجار والجدران. وهي تفعل ذلك إما بحثا عن غذاء، أو هروبا من خطر يهددها. ومن هذه الحيوانات الزواحف والقردة.

 

وبعض النباتات أيضاً له القدرة على التسلق. وهي تفعل ذلك لكي تتعرض للضوء اللازم لها لبناء ما تحتاجه من غذاء.

ونظرا لأن سيقان هذه النباتات تكون عادة ضعيفة، فإنها إما أن تلتفّ حول الأجسام التي تتسلقها، وإما أن تكون لها أشواك أو فريعات (محاليق صغيرة قادرة على الالتفاف) أو تخرج جذورا من سيقانها أثناء تسلقها

 

وتستخدم هذه الجذور في تثبيت نفسها بالأجسام التي تتسلقها.

ولعل الإنسان الذي يحاول تسلق الجبال يتشبّه بما تفعله هذه النباتات، حيث إنه يحاول أن يثِّبت الحبال التي يستخدمها في عملية التسلق بالجبل الذي يتسلقه. وبهذه الطريقة يصبح أكثر قدرة على مواصلة رحلته في تسلق الجبال العالية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى