أدوات

نبذة تعريفية عن مادة النَّايْلُونْ واستخداماتها المتعددة

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مادة النَّايْلُونْ استخدامات النايلون أدوات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

النَايْلُونْ أَو النَيْلُونْ نوعٌ مِنْ أَنْواعِ البَلَاسْتِيكْ الّتي يُوجَد مِنْها أكثرَ مِنْ عِشرِيْن نَوعاً شَائِعاً، فَكُل أَنواعِ البلاسْتِيك تُصَنَّفُ عَلى أنَّها مُتَصَلِدَاتٍ حَرارِيَّةٍ وبلَاسْتِيكْ حَرَارِيّ، لِأَنَّ ذَلِكْ يُعْتمدُ عَلى تَغَيُّرها عِنْدَ التَّسْخين الذي يُحْدثُ فيها تَغَيُّراً كِيميَائِياً

ولِذَلِكِ فإن أَنواعاً كَثيرةً مِنْهُ تُسَمَّى تَبَعاً للأسماءِ الكِيميائِيَّةِ، وَكُلَّ نَوعٍ مِنها يَتَكَوَّنُ من مئاتِ المُكَونَاتِ بِإِضَافَةِ مَوادٍ كِيميائِيَّة إلى المَادَةِ الأَسَاسِيَّةِ.

والنَايْلُون هُو أَحد مَوَادِ البِلاسْتِيْك الحَرَارِي الأَساسيَّةِ وأَهَمُّ صِفَاتِهِ أَنَّهُ قَوِيٌّ، نَابضٌ، يُقاومُ الكَشَطَ، وَلَهُ خَوَاصٌ كهرُبائيَّة جَيدةٍ

 

ويُستَعمَلُ في أَغْراضٍ كَثيرةٍ مِنْها الأَقْمِشَةُ والتُروسُ والمحامِلُ والأَجْزَاءُ الخاصَّةِ في الحَاسُوبِ وَشعرُ الفُرش والمُعِداتِ الكَهْربائِيَّة وصِناعَةُ السِّجادِ ومُعِداتِ التَّغْلِيفِ وغَيرِها.

وقدْ استَخدَم الناسُ الصِمغَ الطَبيعيّ ذَا الخَواصِ الشَبيهةِ بِخواصِ النَايْلُون لِسَنواتٍ طَويلةٍ، وَعَلَى سبيلِ المِثَال أَنْتجَ الإغْريقُ والرُومان أَشْيَاءِ مِن الكَهْرَمَانِ وهُو رَاتينج إحفُورِيّ.

واستعمل الأُوروبيُّون في العُصُورِ الوُسْطَى – الرَاتينجْ الطَبِيعيّ اللك والمادةُ النَقِيَّة مِنهُ الشِيلَاكَ في كِساءِ مُختلفَ الأَشياءِ.

 

وقَدْ طَرأَتَ عَملياتُ التَّشْكيلِ التِّجاريّ لِموادٍ كَثيرةٍ مِنه في مُنتَصِفِ القَرنِ التَاسِعِ عَشَرَ، فَقَدْ طَوَّرَ الأَمريكي جون هيات (عام 1870م) مَادة السِليكون التي تُستعمل علَى نِطاقٍ تِجاريٍّ وَاسِعٍ. 

ومُنذُ عَام 1909م وحَتّى الثَلاثينياتْ تَطَورتْ هَذِهِ الصِّنَاعَةُ كَثيراً فشَملِ التطوُّر أَربعةَ أنواعٍ مِن البِلاستيك الحَرارِيّ هِي الاكرِيليكْ والنَايْلُونْ والبُولسترِينْ والفِينيل.

 وقَدْ استُعْمِلَ النَايْلُونْ في صِناعَة الجَوارِبِ والمَلابِس النِّسائية وفيما بعد في المَحامِلِ والتروسِ.

 

والنَايلون بِهذهِ الصِفاتِ يُعتبرُ أَحد أَنواع اللدائِنْ التي مِن صُنْعِ الإنسانْ والتي يُمكنهِ تَشكِيلها في صُوَرٍ مُختلفةٍ حَتى لقدْ أُطلِق على القَرنِ العِشْرِينِ (خلال الثلاثينيات وحتَّى السِتِينِيّاتِ) عَصْرُ البَلاسْتِيك نَظَراً لِكِثْرةِ تَدخُلِه في حَياةِ الإنسانِ فَهو مِن أكثرِ المَوادِ المُصنَّعةِ نَفْعاً لَنا. 

حَيثُ تمتلئ مَنَازلُنا ومكاتبنا ومَصَانِعُنا وأماكن عَملُنا المُختَلفةِ بمُنْتجاتِهِ التي تَتَّمتعُ بِالقُوَّةِ، والمُرُونَةِ، والخِفَّةِ واللمعان وعَدمْ التجَعُّد والبقاءِ لِمُدة طَويْلَةٍ مما يَجعلُها مُتَميّزة في أكثرِ من جَانِبٍ.

 

ويَتَكَون البِلاسْتِيكَ من سَلاسِلَ الطَويلة من الجُزيئاتِ تُسمى بَوليمراتْ وتَتكونُ هذه السَلاسِلُ مِن نَماذِجَ مُتكرِرةٍ من جُزَيئاتٍ صَغيرةٍ.

 وتُكِّونُ كُل من هذهِ الجُزيئاتِ الصَغِيرةِ حَلقةٌ في سِلسِلَةِ البُولِيمَر. وتُعطي هَذِهِ التَركِيباتِ المُختَلِفَة لِهذِهِ المَادةِ أَبْرَزْ سِمَاتها، أي المَقدِرةِ على التَشكِيل.

ولأجل أن نعرف مَوقعَ النَايلُون على خَارِطَةِ البِلاستيِك نَقولُ أنَّهُ عَلى الرُغْمِ مِن وُجُودِ أَشْكالٍ مُختَلِفَةٍ للبِلاسْتِيكِ إلا أن هُناكَ نَوعين أَسَاسِيين يُصَنَفَانِ بِنَاءً عَلى كَيفيَّةِ سُلُوكِ المَادَةِ مِن تَسخِينَها وهَذان الصِنْفانِ هُما:

 

1- البلاستيك الذي يَتَصلدَّ بِالحَرَارَةِ أو المُتصلِداتِ الحَرارِيَّة، أي الذي يُمكن أن يَتَشكَّل مَرةً واحدَةً، ولا يُمكن إعادة صَهرهِ أو تَشكِيلِهِ، لأن المُتَصلِدَاتَ الحَرارِيَّة تَمرُّ بِتَفَاعلٍ كِيميائيَّ يُسمى التَرابُط المُختلط يَربُطُ سَلاسِلَها البوليمرية بَعضُها بِبَعضْ (كما يَتَصَلَّدُ البيض بِالغَلِيّ).

2- البلاستِيك الحَرارِي، ويُمكن صهرُه وإعادَةَ تَشكِيله ولا تكوِّن سَلاسِله البُوليميريةِ تَرابُطاً مختلطاً. على ذلك يمكن للسِلاسِلِ أن تَتَحرك بِحُريَّةٍ في كُلِ الأَوقاتِ التي يُسخَّنُ فيها البلاستيك.

 

وهكذا نَرى أن النَايلُون هُو أحد أَنواع الصِنف الثَّاني من مَوادِ البلاستيك هي مواد البلاستيك الحَرارِي، والأَصلُ في صِناعَةِ البلاستيكِ هي الرَاتينْجَاتِ الصِنَاعِيةَ التي تأتي أساساً مِن النِفْطِ (وإن كَان بَعضُها يأتي من مَوادٍ طَبيعيَّة مِثل الفَحمِ والغَازِ الطَبِيعي والقُطْنِ والخَشَبِ)

ويُمكن للعُلماءِ أَن يُصَنِّعوا مِنه أَصْنَافاً مِثالية لأَيِّ غَرضٍ مِن الأغَراضِ، حَيثُ يَستعمِلُ المَصنعون مُضافاتٌ كثيرةٌ لِتغييرِ خَواصِ راتينج البلاستيك وجَعلِهِ يَعطي منتجاتٍ أكثر لِيْناً وأكثرَ مُرُونةٍ وأَسهل تَشكِيلاً.

 

وقد استمر إدخالُ تَطبيقاتٍ جَديدةٍ على النَايلُون وغيره من أنواعِ البلاستِيكِ الحَراريّ خِلالَ السَبعينياتِ والثمانينياتِ من القَرنِ العشرينِ وقَادتْ الولايات المُتحدة واليَابَانُ البُلدانْ الصِنَاعِيَّة الأُخرى في العَالمِ في هذا المِضْمار.

كما عَمِدَتْ إلى ابْتكَارِ نَوعٍ من النَايْلُون القَابِلِ للتَحلُلِ إما بالتحلل البيُولُوجي وإما بالتعريض للضَوءِ لِوقتٍ طَويلٍ (عن طريقِ التحليلِ الضَوْئي).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى