الفنون والآداب

نبذة تعريفية عن فن الخطابة

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

فن الخطابة الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

الخطابة هي فن الإبلاغ الشفهي لجماعة من الناس. وقد ازدهرت الخطابة في العصـر الجاهلي ازدهارا كبيرا نظرا لفصاحة العرب، وبلاغتهم، وتمتعهم بالجرأة وحرية التعبير.

هذا إضافة إلى كثرة المنازعات والخصومات التي كانت تنشأ بين القبائل العربية. فمن المعروف أن المجتمع الجاهلي كان مجتمعا قبليا.

وكانت القبيلة لا تستقر في مكان واحد، بل تنتقل من مكان إلى آخر بحثا عن الكلأ والماء. وكان معظم المنازعات حول أحقية القبيلة في المكان الذي استقرت به.

 

وكما كانت الخطابة أداة من أدوات الحرب، كانت أيضا وسيلة من وسائل نشـر السلام، وسبيلا للنصح والإرشاد.

وكان لكل قبيلة خطيبها مثلما كان لها شاعرها. واشتهر من الخطباء كثيرون، ودونت كتب التاريخ سيرهم وخطبهم المشهورة، مثل: هاشم وأمية ونفيل بن عبد العزى في مكة، وعمرو بن كلثوم من تغلب، وقس بن ساعدة من إياد.

وتميزت الخطابة على الشعر لأن الخطابة فن يتصل بالسؤدد والشـرف والرئاسة، وصفة لازمة لكل سيد من سادات العرب. وكان للخطباء قواعد يحرصون عليها.

 

فقد كانوا يخطبون على ظهور رواحلهم في الأسواق أو على مرتفع من الأرض. وكان الخطيب يمسك عصا يلوح بها عند الخطبة، وكان يرتدي عمامة.

وكان الخطيب يتصف بثبات القلب، وحضور البديهة، وجهارة الصوت وقوته. وكان معظم الخطب الجاهلية قصير العبارة، مسجوعا، كقول قس بن ساعدة وهو يخطب في سوق عكاظ: "أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا. من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت".

وعند ظهور الإسلام، بلغت الخطابة أوجها لأنها كانت الوسيلة الأساسية لنشـر الدعوة الإسلامية. وقد تقدمت الخطابة على الشعر وتبوأت المكانة الأولى وأصبحت الوسيلة الأساسية لنشـر مبادئ الدين الجديد.

 

وكان السبب في ذلك هو أن رسالة الإسلام لم تكن مقصورة على العرب في الجزيرة العربية، بل تجاوزت ذلك إلى دعوة الأقوام الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها إلى الدخول في الدين الإسلامي وفهم تعاليمه ومبادئه. وكانت الخطابة أقدر من الشعر على شرح تلك التعاليم والمبادئ السامية.

واستعان الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالخطبة في نشـر الدعوة الإسلامية، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون من بعده.

 

ومن أوائل خطب النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، التي صلى بها الجمعة: "الحمد لله أحمده وأستعينه، وأستغفره وأستهديه، وأستغفره وأستهديه، وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره. 

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الآجال.

 

فمن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرط، وضل ضلالا مبينا….". وقد ألقى النبي، صلى الله عليه وسلم، خطبته الجامعة الشهيرة في حجة الوداع، من فوق ظهر ناقته "القصواء".

وقد تطورت الخطابة عبر العصور العربية والإسلامية المختلفة، وظهرت منها أنواع عديدة، كالخطابة السياسية التي تتناول أحداثا سياسية.

والخطابة الدينية التي تلقى أيام الجمع في المساجد، والخطابة الاجتماعية. ولا يزال فن الخطابة من الفنون الأدبية المهمة في عصرنا الحاضر، على الرغم من ظهور أنواع أدبية أخرى بحكم تطور فن الكتابة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى