علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن عمليتي “الترسب والترسيب”

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية الترسب عملية الترسيب علوم الأرض والجيولوجيا

توجد المادة في حالات ثلاث: الحالة الصلبة، والحالة السائلة، والحالة الغازية. وتسمى المواد التي توجد في الحالتين الأخيرتين «بالموائع»

ويمكن للمادة فيهما أن تحمل مادة صلبة.

والسوائل يمكن أن تحمل المادة الصلبة على هيئتين: إما معلقة، وإما ذائبة. أما الغازات فلا تحمل المادة الصلبة إلا معلقة فيها.

وتظل المادة الصلبة محمولة (معلقة أو ذائبة) في السائل أو الغاز حتى يطرأ على هذا الوسط تغير ما فترسب. وهذا التغير قد يكون ديناميكيا (أي فيما يتصل بالحركة)، وقد يكون كيميائيا.

 

ويعد الماء والهواء من الموائع الطبيعية. والماء يكون في الطبيعة في صورة الأنهار والبحار والبحيرات. وهذان المائعان يحملان مواد صلبة معلقة، ويحمل الماء بالإضافة إلى ذلك مواد ذائبة فيه.

وتهبط الحمولة المعلقة فيهما، بعضها أو كلها، أي تترسب على القاع، إذا تناقص النشاط الحركي في الوسط المائع، كأن تضعف سرعة التيار أو يقل اضطراب الموج أو الريح.

 

أما إذا كانت المواد الصلبة ذائبة (كما في حالة الماء)، فتترسب هذه المواد من الوسط المحمولة فيه بتغير حالة الوسط.

وأمثلة ذلك: التعرض للتسخين والتبخر بحرارة الشمس، أو خروج الغازات من المحلول، أو التقاء المحلول بوسط من محلول آخر مختلف التركيب، أو تغير درجة تركيز أيونات الهيدروجين في المحلول، أو غير ذلك.

وفي كل حالات التغير هذه تترسب حمولة المواد الصلبة من الوسط المائع مكونة ما يسمى بالرواسب أو الرسوبيات.

 

وفي الطبيعة تسمى هذه الرواسب التي تترسب من الأنهار والبحار والبحيرات والهواء بالصخور الرسوبية. وتختلف هذه الصخور عن الصخور النارية والصخور المتحولة، بأنها غير متبلورة عموما، وبأنها توجد في الأغلب على هيئة طبقات بعضها فوق بعض.

وكل هذا يحدث في الطبيعة من تلقاء نفسه ودون تدخل الإنسان، فنسميه «ترسبا». ولكننا نحتاج إحيانا إلى «ترسيب» مادة ذائبة، فنلجأ في ذلك إلى طريقة كيميائية.

 

فإذا كان لدينا، مثلا، محلول من «كبريتات الصوديوم» في الماء، وأردنا ان نرسب الكبريتات، نضيف إلى هذا المحلول محلولا من «كلوريد الباريوم» في الماء.

وهنا يحدث شيء عجيب، إذ يتبادل هذان الملحان شطريهما، وبذلك يصبح كبريتات الصوديوم الذائب «كبريتات الباريوم»، وهو ملح لا يذوب فيرسب.

 

وبهذا نستطيع أن نفصله بالترشيح أما «كلوريد الصوديوم» – وهو «ملح الطعام» الذي نعرفه، فيظل ذائبا. ويمكننا أن نمثل هذا التبادل بالمعادلة الآتية:

كبريتات صوديوم+كلوريد باريوم       كبريتات باريوم+ كلوريد صوديوم

(ذائب)                (ذائب)               (راسب)             (ذائب)

ويمكننا أن نستفيد من هذا التفاعل في شيء آخر. وهو أننا إذا كنا نشك في وجود كبريتات ذائبة في أي محلول، نضيف إليه محلول كلوريد الباريوم. فإذا حدث راسب دل هذا على وجود الكبريتات. أما إذا لم يحدث راسب دل هذا على خلو المحلول من أي كبريتات 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى