النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن طبيعة وخصائص النباتات ذوات الفلقة الواحدة

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النباتات ذوات الفلقة الواحدة خصائص النباتات ذوات الفلقة الواحدة طبيعة النباتات ذوات الفلقة الواحدة النباتات والزراعة الزراعة

يقسِّمُ عُلَماءُ التَّصنيف النباتاتِ الزَّهْرِيَّةَ إلى مجموعتيْنِ أساسيَّتيْنِ: مجموعةُ النباتاتِ التي في بذورِها فِلْقةٌ واحدة، والمجموعةُ الأُخرى التي لبذورِها فِلْقتان.

والفِلْقةُ ورقةٌ جنينيةٌ صغيرة. إذ إنَّ الجنينَ في النبات – وهو البذرة – يتكوَّنُ من ثلاثة أجزاء: جزءٌ ينمو إلى الجِذْرِ ويسمى الجُذَيْر، وجزءٍ ينمو إلى الساقِ ويسمّى الرِّيشةِ. والجزءُ الثالثُ يُمثِّلُ الأوراقَ وهو الفلقةُ الواحدةُ أو الفِلقتان.

وتحتوي ذواتُ الفِلْقَةِ الواحدةِ على رُتَبٍ وفصائلَ، وأجناسٍ، وأنواعٍ مختلفة.

 

وبعض العلماء يصنِّفون نباتاتِ ذواتِ الفِلْقةِ الواحدةِ في إحدى عشْرَةَ رُتْبَةً تَضُمُّ خمسةً وخمسين فصيلة (عائلة). وتختلفُ الرُّتَبُ في عددٍ ما تضُمُّهُ من فصائل، وتخْتَلِفُ الفصائِلُ في أعدادِ أجناسها، وتختلف الأجناس في أعداد أنواعها.

فرتبةُ الأناناس مثلاً، تحتوي على فصيلةٍ واحدة، ورُتْبَةُ نَخْشوشِ الحوت فيها سبعُ فصائل. ويوجد جنسانِ في الفصيلةِ المَوْزية، وخمسةٌ وأربعون جنساً في فصيلةِ الزنجبيل. وكذلك يوجد نوعان لجنس نخشوش الحوت، وخمسةٌ وخمسون نوعاً لجنس السُّنْبُل.

وبالنسبة للأجناسِ والأنواعِ يكونُ العددُ كبيراً جدًّا في الفصيلتيْن النَّجيلِيَّة والأورْكيديّة. فالفصيلةُ النجيليّةُ نحوَ سِتِّمئة جنسٍ تضمُّ حوالي عشرةِ آلافِ نوع. وتحتوي الفصيلةُ الأوركيدية على حوالي سَبْعمئةٍ وخمسٍ وثلاثين جنساً وسبعة عشرَ ألفَ نوع.

 

وتشتركُ ذواتُ الفلْقةِ الواحدة في صفاتٍ عامَّةٍ تُمَيِّزها عن نباتاتٍ ذواتِ الفلقتين. فصورتُها المعتادَةُ هي الصورة العشبية سواء أكانت النباتاتُ حوليَّةً أم مُعَمَّرَة. وقليلٌ منها له الصورةُ الخشبيّةُ المعروفَةُ في الأشجارِ والشجيرات.

أما الصفاتُ الخضريَّةُ (صفاتُ الأعضاءِالتـي لا تدخلُ فـي عمليةِ التكاثرِ الجنسي) فتَتَمَثَّلُ بالجذورِ العَرَضيّةِ الليفيَّة التي يستعيضُ النباتُ بها عن جذْرهِ الوَتِدي الذي ماتَ وتحلّلَ في أثناءِ الأطوارِ الأولى لنموِّه.

وتتمثَّلُ أيضاً هذه الصفاتُ الخَضَريّة بالأوراقِ ذات القواعدِ الغِمْديةِ التـــي تُغلِّفُ الساق، وأنصِلتها الشريطيةِ الشكل، وعروقِها المتوازية.

 

أما الصفاتُ الزهريةُ (صفات الزهرة التي تدخلُ في عمليةِ التكاثرِ) فتتمثَّلُ في عدم تميُّزِ المحيطيْن الخارجيين للزهرةِ إلى كأسٍ أخضرَ وتويجٍ مُلَوَّن كما هي الحالُ في أزهارِ ذواتِ الفلقتين، ولكنهما – أي المحيطين – يتشابهانِ إلى حدٍّ كبيرٍ في اللَّوْنِ وأحياناً في الحجم.

أمّا الصفاتُ التشريحيةُ فيتمثَّلُ بعضُها في غيابِ النموّ الثانوي في السّاقِ، والذي يتسبَّبُ عنه زيادة في سُمْكِ الساقِ وصلابَتِها.

ومِنْ هُنا كانَتْ نباتاتُ ذواتِ الفلقةِ الواحِدَةِ عُشْبيّةً طريّة ويَحْدُثُ النموُّ الثانويُّ نتيجةَ وجودِ أنسجةٍ ثانوية، ومثلُ هذه الأنسجةِ إمّا غائبةٌ في ذواتِ الفلقةِ الواحدةِ أو أنَّها تُوجَدُ لكنَّ نشاطَها محدودٌ جِداً أو مُنْعَدِمٌ بالمرَّة.

 

وإنْ كانَ هناك نموٌّ ثانويٌّ فإنَّهُ يكونُ شاذّاً، لأنَّهُ يحدُثُ بطريقةٍ مغايرةٍ وفي غيرِ الأماكِنِ المعتادَةِ، مثلما يحدثُ في بعضِ أنواعِ الفصيلةِ الزَّنْبقيّةِ (نبات دراسينا).

أو أن تكون الأنسجةُ الثانويةُ وأصولُها غائبةً بالمرَّة وتكونُ الزيادَةُ في السُّمْكِ بسببِ الكِبَرِ في الحجمِ وكثرَةِ عَدَدِ الخلايا في بعضِ الأنسجةِ الأولية (نخيل البلح).

ويُلاحَظُ أنَّ الصفاتِ سالفَةَ الذِّكرِ هي صفاتٌ عامَّةٌ لذواتِ الفِلْقَةِ الواحدة. بمعْنى أنَّ هناكَ بعْضَ الفصائِلِ أو الأنواعِ لها صِفَةٌ أو أكثرُ مغايرة. إلاَّ أنًّ حصيلَةَ الصفاتِ مُجْتَمِعَةً تُميِّزُ لنا النباتَ على أنَّهُ من ذواتِ الفلقةِ الواحدة.

مثالُ ذلكَ أوراقُ نباتاتِ الفصيلةِ القلقاسيةِ العريضةِ والتي تشابِهُ أوراقَ ذواتِ الفلقتين.

 

وتستوطنُ النباتاتُ ذواتُ الفلقةِ الواحَدةِ مُختلِفَ البيئاتِ النباتية مثلَ الصحارى، والمناطقِ المِلْحِيَّةِ، والغابات. وكثيرٌ منها يستوطِنُ البيئةَ المائية، مثل فصيلةِ نخشوش الحوتِ ونباتاتٍ مثل الزقيم وياسِنْت الماء والإلوديا.

والنباتُ الأخيرُ جميلُ المنظرِ ودائماً ما يُرَبَّى في الأحواضِ المائيةِ لتربيةِ أسماكِ الزينةِ لأنَّهُ يَمُدُّ الماءَ بالأكسجين المتصاعِد منهُ خـلالَ عمليـةِ البناءِ الضوئي.

أمّـا الزّقيم وياسِنْت الماءِ فهما من مُلوّثاتِ المجاري المائيةِ، لأَنَّهُما يُعَوِّقانِ صيدَ السمكِ والملاحةَ النهرية، كما أنَّهُما يزيدانِ من فَقْدِ الماءِ من المجرَى المائي من خلالِ تسرُّبِهِ إلى الخارجِ في علميةِ النتح.

 

وكثيرٌ من نباتاتِ ذواتِ الفلقةِ الواحدةِ لهُ أهميّةٌ اقتصادية. فنباتاتٌ مثل الكُرْكُمْ والزَّنْجبيلِ والعُصْفُرِ تمُدُّنا بالتوابلِ المعروفةِ بهذه الأسماء.

وبعضُها لهُ قيمَةٌ طِبِّيَّة مثل نباتِ بصل فرعون ويستخرجُ منهُ مادّةُ كولْشِيسِين التي تعالِجُ أمراضَ النِّقْرِس. وبعضُها لهُ فائدَةٌ رعَوِيةٌ مثل نباتِ النَّمَّام (أبو رُكْبَة) وهو نباتٌ صحراويٌّ يَنْمو في صحارينا العربية.

وأنواعٌ من نباتِ السَّعْدِ تستوطِنُ البيئات الملحيَّةَ وشبهَ الملحيةِ وتُسْتَخْدَمُ سوقُها في صناعَةِ الحصيرِ والسِّلال.

 

ويوجَدُ في مِصْرَ نباتُ البَرْدِي الذي استعمل أليافَهُ قُدَماءُ المصريين كصحائِفَ للكتابَة، وهو نوعٌ من أنواعِ السعد.

وكثيرٌ من نباتاتِ ذواتِ الفلقةِ الواحدةِ لهُ قيمةٌ غذائيَّةٌ مثلَ الغلال وهي القمح والشعير والذرة والأرز والشوفان والشيْلم، وقصب السكر، ونباتات اخرى مثل البصل والثوم، والفاكهة مثل الأناناس والموز.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى