إسلاميات

نبذة تعريفية عن زوجة الرسول”خديجة بنت خويلد”

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

خديجة بنت خويلد زوجة الرسول إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

هي خديجة بنت خويلد بن أسد. ولدت في مكة قبل عام الفيل بخمسة عشـر سنة.

كانت أمها فاطمة بنت زائدة القريشية، وزوجة أخيها العوام بن خويلد هي عمة النبي، صلى الله عليه وسلم، صفية بنت عبد المطلب.

لقبت بالطاهرة، وذلك لأنها متدينة رقيقة لم تكن تفعل ما تفعله نساء الجاهلية من عادات سيئة.

 

كانت خديجة تتمتع بجمال وأخلاق عالية، وعندما بلغت الخامسة عشـر من عمرها تقدم للزواج منها أبو هالة التميمي، وكان سيدا في قومه شهما وشجاعا ينصف المظلوم ويواسي الضعيف، ولأنها كانت عطوفة تحب عمل الخير، فقد بدأت في تنفيذ مشـروع توفر من خلاله العمل لشباب القبيلة.

فاشترت أغناما وجمالا، وأشركت الشباب في التجارة. ثم اتجهت إلى النساء في المنازل وراحت تدبر لهن الأعمال اليدوية المنتجة، فجعلت من بيوتهن مصانع غزل ونسج الصوف والوبر، مما جعلهن يكتسبن أرباحا كثيرة. وقد شعر زوجها بذكائها ونشاطها، وهي الصغيرة السن، ففتح لها خزائنه لتساعدها في مشروعاتها الخيرة.

توفي عنها زوجها بعد ثلاث سنوات، بعد أن أنجب منها ولدين هما: هند وهالة (على عادة العرب في تسمية البنين بأسماء البنات في الجاهلية).

 

فعادت خديجة إلى بيتها ومعها مال كثير ورثته من زوجها. تسابق للزواج منها بعد وفاة زوجها سادات قريش وأشرافها فرضيت منهم بشخص يسمى عتيق بن عائد، رزقت منه ببنت أسمتها هندا، فأصبح لديها ولد اسمه هند وبنت اسمها هند.

ولم يدم هذا الزواج طويلا فافترقا. وقررت السيدة خديجة عدم الزواج واتجهت إلى عملها في التجارة.

وقد كان لها أسلوب مميز في أدارة تجارتها، حيث كانت تجتذب الشباب للعمل بتجارتها وتشركهم في أرباحها، لذلك تسابق الكثير إلى العمل لديها.

وقد حدث أن مر كاهن يهودي على مجموعة من النساء وبينهن خديجة، فقال لهن: إن نبيا من قريش سيظهر، وسيكون لخديجة شأن عظيم معه، وقد ظلت خديجة تفكر كثيرا فيما قاله اليهودي.

 

عاش النبي يتيما وقد رباه عمه أبو طالـب الذي كان كثير العيال قليل المال. فنصحه عمه بأن يعرض نفسه للعمل في تجارة خديجة عندما بلغ الرسول، صلى الله عليه وسلم، الخامسة والعشـرين من العمر.

وقد أوصت عليه غلامها ميسـرة حتى يرعاه في رحلته. وعادت الرحلة بأرباح كثيرة كما روى لها ميسـرة عن المعجزات التي رآها وهو مع محمد، صلى الله عليه وسلم، خصوصا الغيمة التي كانت تظلله عن الشمس.

ظلت خديجة تفكر فيما قاله الراهب اليهودي، وما روى لها ميسـرة من معجزات الرسول، إضافة إلى ما عرفته من أخلاق الرسول، صلى الله عليه وسلم، وامتناعه عن العادات السيئة التي كان الشباب في الجاهلية يتصفون بها، ورفضه لعبادة الأصنام، فرغبت في الزواج به.

 

ولكن ما هي الوسيلة لتحقيق هذا الحلم؟ هداها تفكيرها إلى استخدام صديقتها نفيسة بنت منية لتكون واسطة الزواج، فأرسلتها لكي تستطلع موقف الرسول، صلى الله عليه وسلم، من الزواج بها.

فوافق الرسول، صلى الله عليه وسلم، من الزواج بها. فوافق الرسول، صلى الله عليه وسلم، وبعث عميه حمزة وأبا طالب لخطبتها من عمها عمرو بن أسد، وتم الزواج. وقد حضـرت الزواج مرضعته حليمة السعدية، ولم يتزوج الرسول، صلى الله عليه وسلم، غيرها حتى ماتت.

 

رفرفت السعادة على بيت الزوجية، وأنجبت السيدة خديجة من النبي، صلى الله عليه وسلم، القاسم وعبد الله اللذين توفيا وهما طفلان وبناتها الأربع: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ووهبت له زيد بن حارثة لما رأت حب الرسول لـه.

وعندما أحست برغبته في ضم أحد أبناء عمه أبي طالب الذي رباه، وافقت على طلب الرسول، صلى الله عليه وسلم، بضم علي ابن أبي طالب في دارها، كما ساهمت مع النبي، صلى الله عليه وسلم، وجميع سكان مكة في إعادة بناء الكعبة، حيث تبرعت بكل ذهبها ومجوهراتها لذلك الغرض.

 

كانت السيدة خديجة زوجة صالحة محبة حنونا، فلم تكن تضيق بخلوات الرسول، صلى الله عليه وسلم، في غار حراء حين كان يتعبد فيه شهرا كاملا كل سنة يغيب فيه عن المنزل.

ولم تكن تشتكي ولا تضايقه بكثرة الأسئلة، بل حاولت أن تحيطه بالرعاية والهدوء، فكانت تطهو له الطعام وترسله مع أولادها، وتطلب منهم عدم إزعاجه بالدخول عليه. وكانت ترسل من يحرسه في أثناء تعبده.

 

وعندما نزل الوحي عليه، صلى الله عليه وسلم، ذهب إليها خائفا مرتعبا يقول: "زملوني زملوني"، أحاطته بحنانها وهدأته، ثم ذهبت إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل الذي صاح قائلا: "إنه نبي هذه الأمة". فأسرعت تبشـر النبي، صلى الله عليه وسلم، وتعود بصحبته إلى ورقة ليسمع بنفسه ويطمئن قلبه.

استقبلت خديجة الدعوة في إيمان شديد، وكانت أول من أسلم مع الرسول. وقفت إلى جانبه تنصـره وتعينه على احتمال الأذى، وكانت تخفف عنه ما كان يلاقيه من استهزاء وتكذيب، وتقوي عزيمته. بل أخذت تدعو بنفسها إلى الإسلام بالقول والعمل، وكان أول ثمار عملها إسلام مولاها زيد وأبنائها.

 

وكانت السيدة خديجة أول من صلى مع النبي، صلى الله عليه وسلم، حين فرضت الصلاة. وكان منزلها مهبطا للوحي، كما كان بيتها مركز تجمع المسلمين حين كانت الدعوة سرية. وكانت تشارك في الندوات التي تشـرح رسالة النبي.

وظلت تدعو أهلها من بني أسد وتقنعهم بصدق رسالة النبي، بل كانت تخرج كل يوم وراء الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى أي مكان، وذلك استعدادا لافتدائه بنفسها وحراسته بعد أن حاول أحد الكفار خنق الرسول، صلى الله عليه وسلم، كما أنها لم تفارق الرسول حينما حاصره الكفار وأصحابه في شعب أبي طالب، حتى أنهم منعوا الطعام عنهم.

واستمر الحصار ثلاث سنوات وخديجة مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، رغم كبر سنها ومرضها، ورفضت أن تتركه على الرغم من أن الكفار عرضوا عليها العودة إلى بيتها لشدة ما تعانيه من مرضها وشيخوختها.

 

كانت السيدة خديجة أما مثالية رعت أولادها بحنان، وأحسنت تربيتهم مما جعلهم يقومون بدور كبير في الدعوة الإسلامية. فولدها هند ابن أبي هالة كان ذا قدرة على التحدث ووصف فضائل الإسلام بطريقة تؤثر في السامعين.

وهند بنت عتيق صحابية مشهورة ساعدت في نشر الإسلام، وبناتها الأربع ساهمن في نشر الإسلام أيضا

 

توفيت، رضي الله عنها، في رمضان من السنة العاشرة للبعثة بعد فك الحصار بثلاثة أيام. ودفنت في مكة، وقد كان عمرها 65 سنة.

وقد حزن عليها الرسول حزنا شديدا، وسمي هذا العام، الذي توفي فيه أيضا أبو طالب عم الرسول، صلى الله عليه وسلم، بعام الحزن. وقد بشـر جبريل عليه السلام خديجة ببيت في الجنة من قصب، أي من الذهب والفضة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى