النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن خصائص وطرق إكثار “شجرة النخيل”

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

شجرة النخيل طرق إكثار النخيل خصائص النخيل النباتات والزراعة الزراعة

النَّخْلَةُ شجرةٌ مباركَةٌ وَرَدَ ذِكْرُها في القرآنِ الكريم قال تعالى( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ) (ق:10)،  قال تعالى( فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ) (الرحمن:11).

وفي الأحاديثِ النبويَّةِ الشَّريفَةِ، وقد لَعِبَتْ دَوْراً مُهِمّاً في تُراثِ كثيرٍ مِنَ الدُّوَلِ العربيَّةِ واقْتِصادِياتِها وفي مقدمتها دُوَلُ الخليجِ.

وتُعْتَبَرُ منطقةُ البَحرينِ خاصَّةً وشِبْهُ الجزيرَةِ عامَّةً بِمَثابَةِ المَوْطِنِ الأَوَّلِ للنَّخيلِ، ويعزى انتشاره فيها إلى قدرته على تحمل الجَفافِ والمُلوحَةِ والتَّأَقْلُمِ الكبيرِ مَعَ الظروفِ البيئيَّةِ السائدَةِ.

 

وقدْ أَدَّتِ الخِبْرَةُ العمليَّةُ في التَّعامُلِ مَعَ النَّخيلِ، وكذلكَ الأَبْحاثُ العلميَّةُ الَّتي تُجْرَى عليهِ، إلى مُضاعَفَةِ إنتاجيتِهِ حيثُ قَفَزَ مُتَوَسِّطُ إنتاجِ النَّخْلَةِ الواحدَةِ بِمِقْدارِ الضّعْفِ (من 50 – 100 كجم) في الأعوامِ القليلةِ الماضِيَةِ.

كَما تبلغُ صادِراتُ الدُّوَلِ العربيَّةِ حاليّاً أكثرَ من 75% من صادِراتِ العالَمِ كُلِّهِ مِنَ التُّمورِ.

ولحقبٍ طويلةٍ مَثَّلَتْ ثِمارُ النَّخيلِ الغِذاءَ الأساسيَّ لأهلِ الباديةِ والواحاتِ لاحْتِوائِها على السُّكَّريّاتِ والبروتيناتِ والفيتاميناتِ والأملاحِ مِمّا يجعلُ مِنْها غِذاءً كامِلاً.

 

وهيَ تُؤْكَلُ إمّا بُسْراً (أي طازجةً) أو رُطَباً أو تَمْراً (أي مقدَّدَةً). وهناكَ ما يَربُو على السبعينَ صِنْفاً مِنَ التُّمورِ مِنْ أَشْهَرِها في منطقةِ الخليجِ البَرْحِيُّ والخَلاصُ والرزيزُ والخينزيُّ والحليليُّ.

ولا تَقتصرُ أهميَّةُ النَّخلةِ على ثِمارِها فحسبُ، وإنَّما لِكُلِّ جزءٍ مِنْ أجزاءِ تلكَ الشَّجَرَةِ الطيِّبَةِ من جِذْعٍ وسَعَفٍ ولِيفٍ وخُوصٍ استخداماتُهُ إمّا في: صناعاتٍ بسيطةٍ مثلِ تسقيفِ الأسْطُحِ وعملِ الأثاثِ وأقفاصِ الفاكِهَةِ والطيورِ وصناعَةِ الحِبالِ والحَصيرِ والمَكَانِسِ ومُكوِّناتٍ التَّنْجيدِ وعلائِقِ الحيوانِ، أو في صناعاتٍ كبيرةٍ مثلِ صِناعَةِ الخَشَبِ الحبيبيّ أو عجينةِ الورقِ.

 

ويُسَمَّى زهرُ النَّخيلِ بالطَّلع، ومفردُهُ طَلْعَةٌ، وهيَ تُشْبِهُ في شَكْلِها السَّيفَ لها وعاءٌ مَتينٌ يُسَمَّى الجُفّ عندَ انشقاقِهِ يَظهَرُ المجموعُ الزَّهريُّ للطّلْعَةِ ويُسَمَّى الأغاريضَ (مفردُها إغْريضٌ)، يبرزُ منها العراجينُ (مفردُها عُرجُونُ)

ويَتَدَلَّى من كُلِّ منها شَماريخُ يحملُ كُلُّ واحِدٍ منها أَزْهاراً بيضاً، والعرجونُ من النَّخيلِ كالعُنْقودِ من العِنَبِ، ويَتَراوَحُ طولَهُ بينَ نصفِ مترٍ إلى المترينِ.

وحِينَما يتمُّ إخْصابُ الأَزْهارِ تَتَحَوَّلُ إلى ثمارٍ فيُطْلَقُ العُرجونَ آنَئِذٍ عِذْقاً (جَمْعُها عذوق) أو قِنْواً (جمعها قِنْوان).

 

والنَّخْلَةُ شَجَرَةٌ ثُنائِيَّةُ المَسْكَنِ، أيْ أنَّها إمّا أنْ تحملَ أزهاراً مُذَكَّرةً أو أزهاراً مُؤَنَّثَةً، ولا تحملُ كِلا الجِنْسينِ معاً.

كَما في الأشجارِ أُحاديَّةِ المَسْكَنِ، ومِنْ ثَمَّ فهناكَ النَّخْلَةُ الذَّكَرُ وتُسَمَّى الفَحْلَ وهي تحملُ ما بينَ 15 – 30 طلعةً مذكَّرَةً، وهناكَ النَّخْلَةُ الأُنْثى وتحملُ ما بينَ 5 – 15 طلعةً مُؤنثةً.

 

ويتمُّ جمعُ حبوبِ اللّقاحِ من النَّخْلَةِ الذَّكَرِ عقبَ تَفَتُّحِ العراجينِ بعدَ نَشْرِها في الشَّمسِ ليومٍ أو يومينِ ثُمَّ تُنْثَرُ الحُبوبُ أو تُنْفَضُ على العراجينِ المُؤنثةِ خلالَ اليومينِ التاليينِ لِبَدْءِ انْشِقاقِ أَغْطِيَتِها وظُهورِ أزْهارِها المُؤنثةِ.

وقد يلزَمُ تِكرارُ عمليةِ التَّلقيحِ هذهِ أكثرَ من مرَّةٍ لتأكيدِ وُصولِ غُبارِ الطَّلعِ إلى كُلِّ العراجينِ، ويقومُ بِها عادَةً عُمّاٌ ذَوُو خِبْرَةٍ لِضَمانِ تأديتهِا على الوَجْهِ الأَكْمَلِ لأهميَّتِها البالغةِ.

 

ويتمُّ إكثارُ النَّخيلِ بِطُرُقٍ ثلاث:

1- الإِكْثارِ الجِنْسيِّ: وهوَ يتمُّ بنَوَى ثِمارِ النَّخْلَةِ، وينتجُ نَخْلاً هَزيلاً يحملُ ثِماراً رَديئَةً مُقارَنَةً بِثِمارِ النَّخلةِ الأُمِّ، لِذا لا يُنْصَحُ بِهَذا النوعِ من إكثارِ النَّخيلِ.

 

2- اإكثارِ اللاجِنْسيِّ: وهو يتمُّ بِما يُسَمَّى الفَسائِلَ (مُفردُها فَسيلَةٌ)، وهيَ ما تَلِدُهُ النَّخلةُ من أفراخٍ أو نخيلاتٍ صغيراتٍ ناميةٍ من براعمَ عَرْضيةٍ حولَ قواعدِ النَّخلةِ الأُمِّ يَتَراوَحُ عَدَدُها بينَ 12 – 30 خِلالَ السَّنواتِ العشرينَ الأُولى للأُمِّ.

وإذا نَبَتَتِ الفَسيلَةُ عاليةً على جِذْعِ أُمِّها سُمِّيَتِ الراكوبَ، وهيَ عادَةً قليلةُ العددِ عديمةُ الأهميَّةِ.

 

وعندَ الإكثارِ تُفْصَلُ الفَسيلَةُ مُكتملَةُ النموِّ (في سنتِها الثالثةِ عادَةً) بحرصٍ عن أُمِّها، ثُمَّ تُغْرَسُ في مَشْتَلٍ خاصٍّ في شهرِ فبرايرَ عادَةً.

وتظلُّ الفَسيلَةُ في مَشْتَلِها نحوَ عامٍ، فإذا أظهرَتْ نُموّاً قَويّاً مُتَميزاً فإنَّها تُنْقَلُ إلى مَكانِها المُسْتَديمِ لِتُواصِلَ نُموَّها، وعندَ إثمارِها تُعطى صِفاتِ النَّخلَةِ المُتميِّزَةِ إلى كُلِّ نَسْلِها.

 

3- الإكثارِ بتِقْنِيَةِ زِراعَةِ الأَنْسِجَةِ: وتَبْدَأُ أُولى خطواتِهِ باخْتِيارِ أفضَلِ الفَسائِلِ مِنْ أَجْوَدِ أصنافِ النَّخيلِ.

وتُؤْخَذُ من الفسيلَةُ المُخْتارَةُ بعض الأَنْسِجَةِ لِتُزْرَعَ في وَسَطٍ غِذائيٍّ مُلائمٍ تحتَ ظُروفٍ مُعَقَّمَةٍ، وتُحْفَظُ بالمُخْتَبَرِ في حَرارَةٍ ورُطوبَةٍ وإضاءَةٍ مُعَيَّنَةٍ.

 

وعِنْدَما تَبْدَأُ الأَجِنَّةُ في النموِّ مُعطيَةً مَجْموعاً خَضَرِيّاً وجذريّاً فإنَّها تمرُّ بمراحِلَ نُموٍّ مُتَعاقِبَةٍ يتمُّ فيها تغييرُ الوسطِ الغِذائيِّ لِيُلائِمَ كُلَّ مَرْحَلَةٍ. 

ومِنْ بعدُ تنقلُ إلى الإصيصِ لتُواصِلَ نموَّها في تربةٍ زراعيَّةٍ مُخْتارَةٍ وظُروفِ نموٍّ تبدأُ مِثاليَّةً، ثُمَّ يتمُّ تغييرُها بتدريجٍ مَحْسوبٍ يُكْسِبُ الفَسيلَةَ صَلابَةً وقُدْرَةً مُتزايدَةً على مُواصَلَةِ النموِّ تحتَ الظُّروفِ العاديَّةِ، وتُعطي الفَسيلَةُ النسيجيَّةُ ثِماراً بَعْدَ غَرْسِها بنَحْوِ 3 – 4 سنواتٍ، وتكونُ ثِمارُها بنفسِ دَرَجَةٍ امتيازِ ثِمارِ أُمِّها

 

وتتميَّزُ هذهِ الطريقةُ من إكثارِ النَّخيلِ بميزتينِ أساسيتينِ: الأُولى إنتاجيتُها العاليَةُ، والثانيةُ خُلُوُّها من الأمراضِ وخاصَّةً الفيروسيَّةَ منها. لذا يُنْصَحُ بها ويُقْبِلُ الزُرّاعُ عليها بِشراءِ الفَسائلِ النسيجيَّةِ من شركاتٍ مُتَخَصِّصَةٍ.

ومِمَّا هوَ جَديرٌ بالذِّكرِ أنَّهُ ليستِ الأمراضُ الفيروسيةُ وَحْدَها هيَ الَّتي تُصيبُ أشجارَ النّخيلِ فتَقْصفُ أعمارَها وتُقَلَّلُ من إنتاجيتِها، وإنَّما هناكَ كذلكَ الأمراضُ البكتيريَّةُ والأمراضُ الفِطْرِيَّةُ فَضلاً عن الحَشَراتِ، لِذا يَجِبُ حِمايَةُ تِلْكَ الأشجارِ المُبارَكَةِ من كلٍ أعدائِها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى