علم الفلك

نبذة تعريفية عن خصائص كوكب المريخ

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

خصائص كوكب المريخ كوكب المريخ علم الفلك

المريخ، أو الكوكب الأحمر، هو رابع أقرب الكواكب إلى الشمس. وهو أصغر من الأرض حيث لا يزيد حجمه على سبع حجمها، وتزيد كتلته قليلا على عشر كتلتها.

وطول اليوم هناك يزيد على طول يومنا بنحو نصف ساعة فقط، كما أن درجة الحرارة العظمى هناك تبلغ 27 درجة سيلزية، بينما تصل الصغرى لنحو 125 درجة تحت الصفر.

أما السنة في المريخ فهي سنة أرضية وعشرة شهور وثلاثة أسابيع. ومعنى ذلك أن كل مئة سنة عندنا تقابل ثلاثة وخمسين سنة على المريخ.

 

وللكواكب فصول مختلفة تشتد فيها الحرارة، وأخرى تكون معتدلة، وثالثة تنخفض فيها درجة الحرارة نسبيا. ويبدو أن الأمر مشابه «للفصول المختلفة» على كوكب الأرض.

وعندما يأتي صيف المريخ تذوب الثلوج ويتناقص حجم المتراكم منها عند القطب. أما في فصل الربيع فيتغير مظهر النصف الجنوبي، حيث يزداد انتشار المساحات المعتمة هناك، مما يشير إلى أن ذوبان الثلوج يعقبه انتشار السحاب في السماء.

والواقع أن ثلوج قطبي المريخ مكونة من ثاني أكسيد الكربون المتجمد.

وسطح الكوكب تغطيه فوهات بركانية تشبه الفوهات الموجودة على سطح القمر، وترجع لفترات نشاط الكوكب في بداية نشأته، كما يرجع بعضها إلى ارتطام النيازك بسطحه نظرا لأن الكوكب لا يغطيه غلاف جوي سميك، حيث لا يزيد سمكه على ربع جو الأرض

 

ويتكون معظم جو المريخ من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتقدر نسبة بخار الماء بنحو خمسة بالمئة، إذا ما قورن ببخار الماء في جو الأرض، كما أن الأكسيجين هناك لا يزيد على جزء من ألف عندما نقارنه بما يوجد في جو الأرض.

ويعتقد أن معظم ما كان في جو المريخ من أكسيجين قد دخل في تركيب الصخر الحديدي الذي يكثر بقشرته، ويكسبه تلك المسحة الحمراء التي اشتهر بها. ويظهر في جو المريخ سحاب أبيض وضباب كثيف خاصة عند منطقتي القطبين.

كذلك يشاهد في سماء المريخ ليلا قمران صغيران يتحركان في اتجاهين متعاكسين. ويتم كل منهما دورة في سبع ساعات تقريبا. هذه الساعات كافية لأن يتحول فيها كل قمر من شكل الهلال إلى البدر إلى المحاق، بحيث يكتمل الشهر القمري هناك قبل انقضاء الليلة الواحدة!

 

ونظرا لأن المريخ يتحرك في مدار بيضاوي كمدار الأرض، فإنه يقترب من كوكب الأرض أحيانا، فيكون على مسافة 78.3 مليون كيلومتر، ويحدث هذا كل 15 سنة تقريبا، ثم يزداد تباعده عنها أحيانا أخرى فيصير على مسافة 377.3 كيلومتر.

وتختار فترات اقتراب المريخ منا كأوقات مناسبة لإرسال سفن الفضاء لاستكشافه، حيث لا تزيد مدة السفر والعودة على أربعة أعوام.

ولقد أطلقت سفينة الفضاء «مارينر 4» في عام 1964، فوصلت إلى مسافة نحو عشرة آلاف كيلومتر من سطح الكوكب، وكانت بذلك أول سفينة تتحسس الكوكب.

 

فحصل روبرت ليتون وزملاؤه من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا على أول صور دقيقة من الكاميرا التليفزيونية التي وضعت على «مارينر 4»، ثم حصلوا على صور أكثر دقة من سفينتي «مارينر 6» و«مارينر 7» في صيف عام 1969.

ولقد أمكن التوصل إلى تفاصيل سطح الكوكب كما تأكد العلماء من وجود أول أكسيد الكربون، والأكسيجين، والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون المتأين، وذلك في أعالي جو المريخ.

كما اتضح أن الرياح القوية تهب على المريخ فتسبب ظهور عواصف ترابية واسعة الانتشار، ويستمر ذلك لفترات طويلة نسبيا وفقا لما أفادت به أرصاد سفينة الفضاء «مارينر 9» التي انطلقت في عام 1971.

 

ولقد أوضحت بعض الصور التي أخذتها «مارينر 9» في عام 1972 وجود مساحة قدرها 150 ألف كيلومتر مربع تضم مجموعة من فوهات البراكين تقع أعلى هضبة عريضة، بينما أوضحت صور أخرى وجود حمم بركانية متجمدة في أثناء انسيابها على المنحدرات.

كذلك أرسلت المركبة المسماة «الباحث عن الدرب» (باث فيندر)، إلى سطح المريخ في عام 1997، وهي رحلة ناجحة بكل المقاييس، حيث تم الحصول على بيانات مهمة عن سطح المريخ الذي يشبه في كثير من خواصه المناطق الصخرية على سطح الأرض.

وأوضحت الصور أيضا أن الأحجار مختلفة الأحجام تتناثر بالقرب من بعض التلال، لكن الصخور هناك حادة الحافات.

 

ويدل تناثرها وتفاوت أحجامها على أنها لم تتعرض للأمطار منذ فترات طويلة كما أن الشروخ والشقوق في الأحجار تدل على اختلافات مهمة في درجات الحرارة بين النهار والليل وبين الصيف والشتاء.

كذلك أوضحت الصور أن القنوات المتقاطعة هي في حقيقة الأمر شقوق على سطح المريخ، أو وديان جافة قد حفرتها المياه المنسابة خلال العصور السابقة لكنها الآن صحراء جرداء لا تظهر فيها آثار الحياة.

ولقد أكدت الأبحاث المختلفة أن الغلاف الجوي للمريخ رقيق تندر فيه المياه والأكسيجين كما أن فروق الحرارة الكبيرة تعاكس وجود الحياة على الكوكب لكنها لا تجعل الحياة مستحيلة لا سيما إذا كانت حياة بدائية لكائنات أولية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى