النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن خصائص كل من الزيوت “النباتية والحيوانية والمعدنية”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

خصائص الزيوت النباتية خصائص الزيوت الحيوانية خصائص الزيوت المعدنية النباتات والزراعة الزراعة

الزُّيوتُ سوائِلُ في درجاتِ الحرارةِ العاديّة. وأغلبُها أقلُّ كثافةً من الماءِ ولا تَقْبَلُ الامتزاجَ به.

والزيوتُ نوْعانِ زيوتٌ من أَصْلٍ نباتيٍّ أو حَيوانيّ، وأغلبُها جِليسريداتٌ لِبَعْضِ الأحماضِ الدُّهنيَّة ، وزيوتٌ من أصلٍ مَعدِنيِّ مثلِ زُيوتِ الوَقُودِ وزُيوتِ التّشحيمِ.

 

الزيوتُ النباتيَّةُ:

أهمُّ مصادِرِ الزّيوتِ النباتيَّةِ البُذُورُ الزَّيْتِيَّةُ مثلُ بذور القطْن والكِتَّانَّ والسِّمسِمِ وعبّادِ الشمَسِ وفُولِ الصُّويا والفُولِ السُّوداني، أو الثِّمارِ الزَيتيَّةِ مثلِ الزَّيْتون وَجَوزِ الهِنْدِ والنخيلِ الزّيْتي، أو أجِنَّةِ بعضِ الحبوبِ مِثلَ أجِنَّةِ القَمْحِ والذُّرةِ والأرْزِ.

ويتمُّ اسْتِخْلاصُ الزُّيوتِ منْ هذهِ المصادِرِ بعدَّةِ طُرُقٍ مِنْها الاستخْلاصُ بالضَّغطِ أو بالعَصرِ الميكانيكيِّ.

وفيها تُقَشَّرُ البُذُورُ أولاً لأنَّ القُشورَ لا تَحتوي عادةً على أكثرِ من 1% من الزَّيْتِ، وهِيَ تمتصُّ جزْءاً لا بأسَ بهِ من الزيتِ النّاتجِ. ثمَّ تُعْرضُ البذورُ بعدَ ذلكَ لعمليةِ هَرْسٍ أو طَبْخٍ ثمَّ تُضغطُ في مكابسَ حَلزونيّةٍ.

 

وهُناكَ طريقةٌ لاستِخلاصِ الزُّيوتِ بالمُذِيباتِ؛ وهي أكثر كفاءةً، وتُعطي زيتاً أعلى جودةً، كما أنها تُعطي كُسباً بهِ بروتين لم يتعرَّضْ للحرارةٍ وبهِ زيتٌ أقلُّ.

ويُستعمل كلٌّ من الهكْسانِ والهبتْانِ لاستِخلاصِ الزيتِ ولكنها مُذيباتٌ قابلةٌ للاشتعالِ، ولذلك يَلجأُ البعضُ إلى استِخدامِ ثلاثيِّ كلوروإثيلين لأنهُ غير قابل للاشتعال، ولكنْ يعيبُه أنه سامٌ ولا يصلحُ الكُسْبُ الناتِجُ مِنهُ غذاءً للحيوان.

وتحتوي بَعْضُ الزُّيوتِ على نسبٍ صغيرةٍ من موادّ أخرى غيرِ الجليسريدات قدْ تَصِلُ إلى نحو 5% بالوزن، ولكنّها تنخَفِضُ بعد تنقيةِ الزيت إلى نحو 2% فقط.

 

وبَعضُ هذه الموادِّ ليس له تأثيرٌ ضارٌ، مِثل بعضِ الموادِّ المُلوَّنةِ أو مُكْسباتِ الطَّعمِ والرائحةِ، ولكنَّ بعضَ البُذُورِ مثل بذرةِ القُطْنِ يحتَوي على مركَّب فينُوليِّ عديد الهدروكْسيل يُعرَفُ باسم «الجُوسيبُول» وهو مرّكبٌ سامٌ، ويجبُ إزالةَ هذه المادَة عند تكرير الزّيت.

ولا ضَرَرَ مِن استخدام كُسْب بِذرة القُطنِ في تغذيةِ الحيواناتِ لأنَّ الجُوسيبول يتّحدُ في الكُسْب مع بروتين مكوِّناً مركباً لا يَقبلُ الذَوبان، وبذلك يفقِدُ تأثيرَهُ السّامَّ.

أمّا الزيوتُ الأخرى، مثلُ زيتَ السِّمسِم والفُول السّوداني وجَوزِ الهِندِ والنَخيل، فإنَّ بها من موادَّ غيرِ جليسْريديّة قليلٌ إلى حدِّ ما.

 

وبعضُ الزّيوتِ قد تَظْهرُ به بعْضُ الروائحِ غيرِ المقبولةِ، وهيَ الرّوائح النّاتجةُ عن حُدوثَ بعضِ التَغيُّراتِ الكيميائية، وقدْ يكونُ بعضُها ناتِجاً عن وجودِ موادَّ نِتْروجينيَّة في الزَّيت. ولكن هناك روائحُ يجبُ المحافظةُ عليها مِثلُ رائحةِ زيت الزيتونِ ورائحةِ زيت السِّمسِم وزيت الفول السُوادنيِّ.

ولكنَّ بعضَ الدّول الغربيَّة تطلبُ إزالةَ هذهِ الروائحِ، لأنَّ بعضَ هذه الزيوت يُستخدمُ في صنع الزُّبدِ النباتي. (المرجرين) بدلاً من الدُّهون الحيوانيّةِ، كما استُعملُ  بعضها بعد معالجتهِ بغازِ الهيدروجينِ في صُنعِ المسْلي الصِّناعي.

وتُنَقَّى الزُّيوتُ للتخلُّص من الأحماض الدُهنيةِ الحُرَّةِ، إما بالْقلويّاتِ وإما بمركّب الإثيانولامين، وإمَّا بالتّقْطير بالبخارِ. وتَصْلُح هذهِ الطريقَةُ أيضاً للتخلُّصِ من الروائح والأصماغ.

 

وبعضُ الزُّيوتِ قد يظهرُ به لونٌ أخْضرُ نتيجةً لوجودِ آثارٍ من الكُلوروفيل به، وقدْ يكونُ هذا اللونُ مرغوباً فيه في حالةِ زيْتِ الزَّيتون. وعادةً ما تُزالُ ألوانُ الكلوروفيل والكاروتينات الصفراء بواسطةِ نَوْعٍ خاصٍّ من الطِّفْل، وهي طريقةٌ تُعرَفُ بالامْتِزَازِ.

وقدْ يُستعملُ فيها الفحمُ المنَشِّط، ولكنّه غالي الثّمن ويمتصُّ نسبةً عاليةً من الزَّيتْ. وتُفضِّلُ بعضُ البُلدان تَرك لونٍ أصفرَ باهتٍ في الزيتْ تمييزاً له عن الماء.

 

وتستعملُ الزّيوتُ النباتيّةُ، مثل زيت بذرة القُطن وزيتِ عبّاد الشمسِ وزَيْتِ الذُّرةِ وزيت النّخيل، في طهو الطّعام وفي صِناعةِ الزّبدَ النباتي.

ويستخدمُ بعضُها في صِناعةِ أنواعٍ من الصابونِ، كذلك يُستخدمُ زيتُ جَوزِ الهِندَ في صُنْعِ الزُّبد النّباتيِّ، كما استُخدِمَ في صنعِ بعضَ مُستحضراتِ التجميل.

 

الزيوتُ الحيوانيةُ:

أهمُّ الزيوتِ الحيوانيةِ زيوتُ الأسْماكِ، وهي تُستخلصُ إما من أجْسامِها وإما من أكْبادِها.. وتُستَخلَصُ زيوتُ أجسام الأسماك بطبْخِها أولاً ثم تعْريضِها لضغطٍ ميكانيكيِّ، ثمَّ يُصفَّى الزيتُ من الموادِّ العالِقةِ ويُغسَلُ بالماءِ الساخنِ لإزالةِ الموادِّ التي تذوبُ في الماء والشّوائب الطيّارة.

أما زيوتُ أكباد الأسماكِ فهي تُستخلصُ بالتسخين بالبُخارِ ويُفْصَلُ الزّيتُ الذي يطفو على السّطح، وتُستخدم الدَّفْعَة الأولى مِنه في الأغْراضِ الطِّبيَّة، وما يُفْصَلُ بعد ذلك بالتّسخين مرةً ثانيةً فهو زيتٌ عالي الحموضةِ ويُستعملُ في الأغراضِ الصناعية.

ويُمكنُ فصلُ الزَّيت بهضمِ الأكباد بالإنزيمات أو مع القلويات، وتؤثِّر مدَّةُ الهضمِ في محتوى فيتامين (أ) في الزَّيتْ.

 

وتَحُدُّ الرائحةُ السمكيَّةُ بهذه الزّيوتِ من استِخدامها في تحضير الطّعام. ولذلك فهي تُستخدمُ في صُنْعِ أنواعٍ من الطّلاء وفي دبغِ الجلود، وتُتَّخذُ مصدراً هاماً من مصادر تحضير بعضِ الأحماض الدُّهنيّة.

وتُمَثّل الزيوتُ النباتيَّةُ المنْتِجَةُ في العالم نحو 72% من إجمالي الزيوتِ والدّهون المُستهلكة على حين لا تزيدُ نِسبةُ الزيوت المستخلصة من الأسْماكِ والكائناتِ البحريةِ الأخرى على 3% فقط.

 

الزيوت المَعْدَنيَّةُ:

الزُّيوتُ المعدنيةُ هي زيوتٌ تُفصلُ بعمليّاتِ التقطير التّجزيئيّ لزيت البترول، ومّن أمثلتها «زيتُ البرافين» الذي يُعْرفُ أيضاً باسم الكيروسين، وهو يمثّلُ نحو 33% من مجموع مُقَطَّراتِ البترول، واستُخدمَ في الإضاءة، قبلَ استخدام الكهرباء، وفي بعضِ عمليّات التّسخين، كما استُخدمَ نوعٌ خاصٌ منهُ وقوداً للطائرات النفّاثة.

ويُفصَلُ من البِتْرول أيضاً «زيتُ الدِّيزل»، الذي تزيدُ درجةُ غليانهِ قليلاً على درجة غَليان الكيرُوسين، وهُوَ يستخدم في إدارةِ محرّكاتِ الدّيزل في الشاحِنات وفي السُّفُنِ والقاطراتِ، وينتجُ مِنه حالياً مئاتُ الملايين من البراميل كلِّ عام.

 

وهناك نوعٌ ثالثٌ من الزّيوتِ المعدنيةِ وهو «زيتُ الوقودِ الخفيف» الذي يُعرَفُ باسمِ السّولارِ، و«زيتُ الوقودِ الثقيلِ» الذي يُسمى أحياناً بالمازُوت، وهو يُستخدم وَقوداً في بعض السُّفنِ وفي محطَّاتِ توْليدِ الكهرباء.

أمّا زيوتُ التَّشحيم فهي زيوتٌ ثقيلةٌ يتمُّ الحصولُ عليها بالتقطير تحت ضغطٍ مخلْخَل وتتميَّزُ بمقاوَمتِها للتأكسدُ، وبعدم تأثُرِها بدرجاتِ الحرارةِ العاليةِ، وهي متعدِّدةُ الأنواع وتستخدمُ في تشحيم الأجزاء المُتَحرّكةِ في الآلاتِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى