الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص حيوانات “العناكب”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان العناكب خصائص حيوان العناكب الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

العناكب مجموعة كبيرة من المفصليات، تنتمي لرتبة العنكبيات، من طائفة العنكبوتيات التي تضم العناكب والعقارب والقراد والحلم.

ونحن نشاهد هذه الحيوانات في بعض المباني المهجورة، أو الحدائق، حيث ينسج بعضها خيوطا متشابكة في الأسقف والأركان، أو تختبيء في حفرة، أو يتجول باحثا عن غذائه.

وتتميز العناكب بالتحام رأسها بصدرها ليكونا جسما واحدا يسميه العلماء «رأسصدر»، يفصله عن البطن خصر نحيل.

 

ولا يظهر على الجسم كله حزوز تدل على انقسامه إلى عقل، كالتي نراها على العقارب، مثلا.

ويحمل الرأسصدر ستة أزواج من الزوائد؛ أولها قرنان كلابيان، ينتهي كل منهما بناب تنفتح عليه غدة سامة، ثم «ملماسان قدميان»، تليهما أربعة أزواج من أرجل للمشي تنتهي بمخالب مدببة.

أما بطن العنكبوت فبيضاوي ينتهي من أعلى بالشرج ومن أسفل بثلاثة أزواج من المغازل.

 

وللعناكب ثمانية أعين ظهرية بسيطة في صفين عند مقدمة الرأسصدر؛ بكل عين منها عدسة دقيقة تعمل على رصد حركة الأجسام.

والعناكب جميعها حيوانات مفترسة تتغذى بالحشرات غالبا، ولذا فهي تحد من أعدادها، فتنقذ المحاصيل والبيئة من مضارها، لكن منها ما يهاجم صغار الطيور والقوارض.

ويمسك العنكبوت بالفريسة بواسطة القرنين الكلابية والملماسين القدميين، ثم يحقن بها سمه.

 

ومن العناكب ما ينصب فخا للفرائس، أو يقفز عليها، لكن كثيرا منها ينسج بيتا من خيوط الحرير، غاية في الدقة والإحكام. وتدرك العنكبوت وقوع فريستها في الشرك من اهتزاز خيوط البيت وشدها.

وبعد أن تشل العنكبوت حركة الفريسة بالسم، تقوم بإفراغ إنزيمات هاضمة من فمها خلال جرح في جسم الفريسة لإذابة أنسجتها، ثم تمتص عصارتها في معدتها.

إذ لا يسمح الفم الضيق بابتلاع أجزاء كبيرة أو صلبة. ويستطيع بعض الأنواع الصوم عن الطعام بضعة أشهر.

 

ويتركب حرير العنكبوت من مادة «الكيراتين» التي توجد في الشعر والقرون والريش؛ وهي تتكون من غدد بطنية كبيرة.

وتفرز العناكب الناسجة خيوطها الحريرية في صورة سائلة من مغازل توجد قريبا من نهاية السطح الأسفل للبطن، ولكنها سرعان ما تتصلب فور تعرضها للهواء.

 

وتتميز خيوط حرير العنكبوت بالقوة والمرونة والقابلية للمط، ومن المثير للدهشة أن صلابتها تفوق صلابة خيوط الصلب التي تماثلها في السمك.

ولكن من الواضح أن البيت نفسه بناء ضعيف، يمكنك أن تنقضه وتتلفه بطرف إصبعك وكثير من بيوت العناكب لا يقام إلا لنهار واحد أو ليلة واحدة.

وهذا الضعف أو «الوهن» هو الذي توكده الآية القرآنية الكريمة: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت 41).

 

تنقسم خيوط العنكبوت إلى نوعين رئيسيين: الأول خيوط جافة مرنة لصنع إطار الشبكة وأقطارها، والثاني خيوط لزجة لصنع حلزون لاصق يوقع بالفريسة.

وتتحرك العنكبوت خلال تلك الخيوط بمهارة فائقة، بفضل مخالب أرجلها الخطافية، إضافة إلى طبقة زيتية تغلف الأرجل وتحميها من الخيوط اللاصقة. أما بيوت العناكب فهي أشكال واسعة التنوع.

وبعض العناكب يستخدم الخيوط في التسلق والانتقال من نقطة إلى أخرى على الجدران، أو تستخدمه كمظلة الهبوط (الباراشوت).

 

أما عنكبوت الماء الذي يقطن شاطئ البركة فيصيد الحشرات المائية أو الأسماك الصغيرة، مستعينا بحوصلة غطس هوائية ينسجها من الحرير.

وأما عنكبوت الفخ ذي الغطاء، فيبني حفرة يغطيها بغطاء من الطين والحرير، ويختبيء فيها ثم يقفز منها ليمسك بالفريسة.

وتشمل رتبة العنكبيات نحو 35000 نوعا، واسعة الانتشار في العالم. معظمها صغير الحجم، فلا يتجاوز كثير منها مليمترا واحدا، ولكن أنواعا قليلة منها قد يبلغ طولها نحو عشرة سنتيمترات، كالتارنتولا والعنكبوت الذئب الذي يعيش في صحراء الكويت.

 

ويعيش في هذه الصحراء أيضا حيوانات تشبه العناكب وينسبها عامة الناس إليها، وإن لم تكن من مجموعة العناكب الحقيقية.

وهذه يمثلها «العنكبوت» الجمل، المعروف أيضا باسم الشبت أو أبي صوفة، والذي تقوم بينه وبين العقارب معارك قاتلة وهذه الحيوانات تنتمي إلى مجموعة «عناكب الشمس».

والعناكب كبار الأحجام قد تثير الخوف لدى بعض الناس، لكن ما تفرزه من سم قاتل للحشرات لا يؤذي الإنسان كثيرا، كما أن أشد العناكب سمية لا يلدغ إلا عندما يشعر بخطر يهددها، أو للدفاع عن صغارها وبيوتها.

 

فأكبر العناكب الأمريكية المعروفة بالتارنتولا ليست خطيرة رغم شكلها المرعب، حتى لو لدغت الإنسان، وذلك نادرا ما يحدث.

لكن العنكبوت التي تسمى الأرملة السوداء لدغتها مؤلمة وقد تكون شديدة الأذى إذ يعمل سمها على تعطيل عمل الجهاز العصبي،

فيحدث تشنجات عضلية ومتاعب تنفسية؛ والذكر يكون عادة أصغر حجما من الأنثى، كما أنه لا يلدغ غالبا، بل إنه قد يقع ضحية للأنثى بعد التزاوج، ولهذا اكتسبت هذه العنكبوت اسم الأرملة السوداء.

 

وقبل التزاوج ينسج ذكر العنكبوت شبكة حريرية صغيرة يستقبل فيها قطرة من السائل المنوي، ثم يلتقطها في تجويف بالملماس القدمي.

وعندما يلتقي الذكر بالأنثى، يقبض عليها ويدخل ملماسه القدمي بما يحمله من مني إلى داخل جسمها لإخصاب البيض.

 

تضع الأنثى البيض المخصب في حافظة حريرية صغيرة تنسجها لذلك الغرض، ثم تضيف إلى الحافظة مزيدا من الحرير لتكوين شرنقة للبيض، وقد تحرسها الأم حتى تفقس، أو تعلقها بأحد الأركان أو الأغصان، وتخفيها بطبقة من الحرير أو الطين.

ويفقس الصغار البيض بعد نحو أسبوعين، وقد تحمل الأم صغارها عدة أيام وتحرسها حتى يشتد عودها وتستقل بحياتها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى