الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حيوانات” جَوْفِيَّات المِعَى”

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوانات جوفيات المعى الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

توجد مجموعة كبيرة من الحيوانات المائيةِ أجسامُها عديدة الخلايا لكنها بدائية التركيب.

وهي تُكِّون شعبة مستقلة تعرف باسم «جوفيات المعى»، حيث يحتوي كل منها تجويفا مركزيا يتم به هضم الغذاء وامتصاصه ويسمى بالجَوْفِمَعَى.

وتنتشر جوفيات المعى في البحار الدافئة، ويعيش قليل منها في الماء العذب.

ومعظم أنواعها يبني مستعمرات عديدة الأفراد، كما أن أغلبها مُثَبَّتٌ بالصخور أو بأصداف وهياكل حيواناتٍ أخرى.

 

لكنَّ بعضَهَا يطفو أو يسبح في الماء. كذلك توجد بينها وبين معظم الأحياء البحرية الأخرى علاقاتٌ وطيدةٌ، فمستعمراتها تُؤوي كثيرا من الأسماك الملونة، وتتعاون مع العديد من الرخويات والقشريات والديدان في إمدادها بالحماية والغذاء.

وتتفاوت جوفيات المعى كثيرا في الحجم واللون والشكل، فهناك الهدريات المتفرعة كالنباتات وشقائقِ النعمان الشبيهة بالزهور المتفتحة، وقناديلِ البحر الطافية كالأجراس المتقبضة، والمراجين الصخرية التي تنمو إلى شعاب واسعة تحت الماء عبر آلاف السنين.

ورغم تفاوت تلك الأنواع وغيرها في الشكل والحجم كما ذكرنا، يمكن تمييز نَمَطين رئيسيين من شكل الجسم هما: شكل أنبوبي أو «بوليب» أسطواني الشكل مثبت غالبا – كما في الهيدرا الشائقة في بِرَك المياه العذبة، وميدوسة تشبه المظلة – وتتجول أو تطفو في الماء كما في قناديل البحر

 

وكلا الشكلين شُعاعي التماثل (أي يمكن قطع الجسم إلى نصفين في أي مستوى يمر بالقطر)، ويبنى من طبقتين من الخلايا: إحداهما خارجية للحماية والإحساس، والثانية داخلية للهضم والامتصاص وتحيط بالجوفمعى.

ويَفتح هذا التجويف للخارج بفتحة واحدة هي الفم الذي يعمل كمدخل للغذاء وكَمَخْرَج لطرد بقاياه غير المهضومة.

كما توجد طبقة من الهلام المتوسط بين طبقتي خلايا الجسم، تزداد سُمكا في الميدوسة.

 

وعلى الرغم من بساطة تركيب أجسام هذه الحيوانات وبُطْءِ حركتها، فهي من آكلات اللحوم التي تلتهم فرائسها من الأسماك والقشريات الصغيرة بمساعدة عدد من اللوامس التي تحيط بالفم غالبا، والتي تحتشد عليها الخلايا اللاسعة.

وهذه الخلايا يندفع منها خيط رفيع كالسهم عند إثارتها؛ ليخرق جسم الفريسة فيشلَّ حركتها بما يحمله ذلك الخيط من سائل لاسع.

 

ولهذا تعرف جوفيات المعى باسم آخر هو «الحيوانات اللاسعة» أو «اللاسعات».

ويستطيع كثير من هذه الحيوانات الحركة والطفو والسباحة بنجاح، على الرغم من غياب أيَّةِ عضلات بها، سوى أطراف ليفية متقبضة في خلايا الجسم.

 

وتتآزر تلك الخلايا بفضل وجود جهاز عصبي مكون من شبكة من الخلايا العصبية المنتشرة بين خلايا الجسم. وهذا الجهاز فريد لا يوجد مثله في شُعَب الحيوان الأخرى.

ويتم التكاثر في بعض جوفيات المعى بظهور الأفراد الجديدة كبراعم، وفي بعضها بانشطار الجسم إلى فردين، ثم تتكرر هذه العملية حتى تتكون المستعمرات.

كذلك يتكاثر عدد منها أيضا بإنتاج أمشاج جنسية بوساطة المناسل التي تحملها الميدوسة أو البوليب.

 

ومن الأمثلة الشائعة لجوفيات المعى – حيوان الهيدرا – الذي يعرفه البعض بعنكبوت الماء.

وهو بوليب أنبوبي طوله بضعة مليمترات، ويميل لونه للاخضرار.

ويُرى أحيانا وهو يزحف أو «يَتَشَقْلَبُ» أو يسبح بين الأعشاب تحت سطح الماء، بفضل لوامسه العشر التي تشبه الأذرع حول الفم، كما يَقبض بها على الفرائس الدقيقة مثل برغوث الماء ويدفعها إلى الفم.

 

وعلى بعض الشواطئ البحرية قد تشاهد أحد قناديل البحر بعد أن يقذفه الموج، وهو على شكل كتلة هلامية شفافة تشبه المظلة أو الناقوس.

وبها طبقة سميكة من الهلام المتوسط، ويتوسط الفم مركزها السفلي التي تُحيط به دائرة من اللوامس المُدلاة، وبها حشود من الخلايا اللاسعة.

 

وعندما تَلْمِس إحدى هذه اللوامس جلد الإنسان فإنها تسبب له آلاما مُبْرِحة.

وهناك بعض الأنواع الأكثر خطورة مثل حيوان «الفيزاليا» المعروف بالبارجة البرتغالية، الذي يطفو في البحار الجنوبية قرب شواطئ أستراليا وأمريكا الجنوبية.

 

ويمتد منه لوامس طويلة تصل إلى عدة أمتار، محملةً بالخلايا اللاسعة التي تصيب من يلامسها بشلل قد يؤدي إلى موته.

ومن جوفيات المعى ذاتِ الأشكال الزَّهرية شقائق النعمان أو «أقاحي البحر» المثبته على الصخور تحت الماء ككتلة لحمية  أسطوانية، تنتهي بقرص يتوسطه الفم الذي يحاط بعدة دوائر من اللوامس الملساء.

 

ويقود الفم إلى الجوفمعى الذي ينقسم إلى عدة حجرات بواسطة حواجز شعاعية تزيد من مساحة سطحة الداخلي، وترفع من كفاءته في الهضم والامتصاص.

وقد نرى إحدى الشقائق ملتصقة بصدفة يسكنها سرطان ناكس من أجل تبادل النفع بينهما، كما تؤوي بعض الشقائق طحالب خضراء دقيقة الحجم بأنسجتها لنفس الغرض. 

وأخيرا نجد المراجين البحرية التي تنتشر في المياه الضحلة الصافية، كما في البحر الأحمر والخليج العربي وغيرهما من البحار الاستوائية.

 

وتتجمع هذه المراجين في مستعمرات بديعة الألوان متناسقة الأشكال مكونة شعابا أو جزرا مَرجانية ضخمةً قد تعوق الملاحة. 

لكنها تهيئ بيئة غنية بالأحياء البحرية التي تقطن بين ثناياها، وتنشأ في البداية من بوليب صغير الحجم، يُفرز تحت قاعدته هيكلا جيريا، ثم ينقسم البوليب وينمو الهيكل، ويأخذ شكلا شجريا أو متكتلا.

ليبقى بعد موت الحيوانات التي أفرزته وهناك مراجين ثمينه هياكلها حمراءُ أو سوداءُ، عَرَف الإنسان قيمتها واستخرجها الغواصون منذ قرون طويلة، لاستخدامها في الحُلي والمجوهرات النفسية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى