الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جزر السيشل

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جزر السيشل الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

سِيشِلُ اسمٌ يُطْلَقُ على مجموعةٍ من الجُزُرِ الصَّغيرَةِ المِساحَةِ، يتراوَحُ عددُها بين 90 و100 جزيرةٍ، تقعُ في المحيطِ الهِنْدِيِّ شَرْقَ أفريقيا.

وتنتشرُ هذه الجُزُرُ علَى مساحَةٍ كبيرَةٍ من المحيطِ تصِلُ إلى 400 ألف كيلومترٍ مربَّعٍ لأنَّ المسافاتِ بينَ الجُزُرِ مسافاتٌ بعيدةٌ.

وأَقْرَبْ جيرانِها هي كينْيا وتَنْزانْيا من ناحِيَةِ الغربِ، ومَدْغَشْقَرُ من ناحيةِ الجنوبِ والجنوبِ الغَرْبِيِّ.

 

ولا يزيدُ مجموعُ مساحَةِ جُزُرِ سِيشِلَ كلِّها على 455 كيلومترًا مربعًا فقطْ، أيْ أكثرَ قليلاً من نصفِ مساحَةِ البَحْرينِ.

وقد عَرَفَ التُّجَّارُ العربُ هذه الجزُرَ منذُ أزمانٍ بعيدةٍ (من القَرْنِ الثاني عَشَـرَ)، ومن بَعْدِها المُسْتَكْشِفُون البُرْتُغالِيُّونَ حيثُ وصلَ إليها فاسْكو دي جَامَا عامَ 1502، كما زَارَتْها بَعْثَةٌ إنجليزيَّةٌ عامَ 1609.

وفي عام 1742 احتلَّها الفَرَنْسِيُّون وضمُّوها إليهم رَسْمِيًّا عامَ 1756.ثم نازَعَهُم عليها الإنجليزُ حتَّى حَصَلوا عليها في عامِ 1814 بموجِبِ اتِّفاقِيَّةِ باريس.

 

ولِمُدَّةِ قَرْنٍ من الزَّمانِ حَكَمَ الإنجليزُ سِيشِلَ كَجُزْءٍ من موريشْيوسْ، ثُمَّ تَحَوَّلَتْ إلى مستعمَرةٍ للتَّاجِ البريطانِيِّ بعدَ الحَرْبِ العالَمِيَّةِ الأولَى.

وانتهَى استعمارُ الجزيرَةِ بالحصولِ على الاستقلالِ في عامِ 1976، وانْضَمَّتْ إلى الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ في السنةَ نفسِها.

ولا تزيدُ جملةُ سُكّانِ الدَّولَةِ في الوقتِ الحاضِرِ على 70 ألفَ فردٍ فَقَطْ، وهذا يشَجِّعُ بعضَ العصاباتِ عَلى مهاجَمَةِ هذه الجُزُرِ والسَّيْطَرَةِ عليها من وقتٍ إلى آخَرَ. وتستعينُ حكومةُ سِيشِلْ بجارَتِها تَنْزَانيا أحيانًا لمُواجَهَةِ هذه التَّدَخُّلاتِ الخارِجِيَّةِ.

 

وعلى الرغمِ من أنّ السُّكّانَ الأصليِّينَ في الجزيرَةِ من الزُنوجِ الأفارِقَةِ، قد امْتَزَجُوا بالوافدينَ إلى الجزيرَةِ من الأوروبيِّينَ (خاصَّةً الفرنسيِّينَ مِنْهُم) والآسيويِّينَ، فأصبحَ الشَّعْبُ في سِيشِلَ خليطًا من البَشَرِ ذوي الصِّفَاتِ المُتَبايِنَةِ.

وكلٌّ من اللّغَةِ الإنجليزيَّةِ والفَرَنْسِيَّةِ تُعَدُّ لغةً رسميَّةً للبلادِ، كما يتحدَّثُ أهلُ سيشلَ باللّغةِ الوَطَنِيَّةِ الكرييولِيَّةِ. أما الدِّيانَةُ السّائِدَةُ فهي المَسيحِيَّةُ. ورُوبِيَّةُ سِيشِلْ هي العُمْلَةُ المُتَدَاوَلَةُ.

ويمكنُ تقسيمُ سيشلَ إلى مجموعَتَيْن: الأولَى أقرَبُ إلى خَطِّ الاسْتواءِ، وهي تتكوَّنُ من حوالَيْ 32 جزيرةً صخرِيَّةً جرانيتِيَّةً، تَتَّصِفُ بكِبَرِ المِساحَةِ وعُلُوِّ السَّطحِ.

 

أما المجموعةُ الثانيةُ فتتكوَّنُ من عَدَدٍ كبيرٍ من الجُزُرِ الصَّغيرَةِ للغايةِ والمُنْخَفِضَةِ السَّطْحِ حتَّى لا تكادَ تبرُزُ فوقَ سطحِ البحرِ، ويتكوَّنُ أغْلَبُها من الشِّعابِ المَرْجانِيَّةِ المُغَطَّاةِ بالرِّمالِ. وجميعُ هذه الجُزُرِ المَرْجَانِيَّةِ تقريبًا غيرُ مسكونَةٍ.

وتَضُمُّ الجزرُ الصخريَّةُ جزيرةَ «ماهي»، أَكْبَرَ وأهَمَّ جزرِ هذه الدَّولَةِ، فمِساحَتُها تبلغ 142 كيلومترًا مربَّعًا، أيْ حوالَيْ ثُلُثِ مِساحَةِ كلِّ الجُزُرِ مُجْتَمِعَةً، ويعيشُ فيها أكثرُ من 80% من جُمْلَةِ سُكَّانِ سيشِل.

وتحتوي هذه الجزيرةُ على مدينَةِ فِكْتورْيا، عاصِمَةِ الدَّولَةِ كما يوجدُ بها المَطارُ الدّولِيُّ والميناءُ الرئيسِيُّ. وأعلَى مكانٍ في جزيرةِ ماهي هو قِمَّةُ جبلِ مونْت سِيشِل الّتي يَصِلُ ارتفاعُها إلى 905 أمتار فوقَ سَطْحِ البَحرِ.

 

وبسببِ مَوْقِعِ جُزُرِ سيشِل بالقربِ من خطِّ الاسْتواءِ فيما بَيْنَ دائِرَتَيْ عَرْضِ 4 و11 درجة جنوبًا، فإنّ مُناخَها من النَّوعِ الاسْتوائِيِّ الّذي يتميَّزُ بارتفاعِ درجةِ الحرارَةِ ونِسْبَةِ الرُّطوبَةِ طولَ العامِ، إضافةً إلى سُقوطِ الأمطارِ الغزيرَةِ باستمرارِ.

وهذه الظروفُ جَعَلَتْ أراضِيَ الجُزُرِ فيما مَضَـى مُغَطَّاةً بالغاباتِ الاسْتوائِيَّةِ الكثيفَةِ. ولاسْتِغْلالِ هذه الأراضي في الزِّراعَةِ أزيلتْ مساحاتٌ واسِعَةٌ من الغاباتِ في الجُزُرِ الصَّخْرِيَّةِ.

 

أمّا في الجُزُرِ المَرْجانِيَّةِ الصغيرَةِ الصَّخْرِيَّةِ الصَّغيرَةِ فما تَزَالُ الغاباتُ على حالِها، وهي تَجْتَذِبُ الطيورَ المُهاجِرَةَ من أنواعٍ كثيرةٍ فيما بَيْنَ شهرَيْ مايو وأكتوبر من كلِّ عامٍ.

ويقومُ اقتصادُ سيشِل علَى صَيْدِ الأسماكِ وزِرَاعَةِ الكاكاوِ وجَوْزِ الهِنْدِ والشَّايِ والتَّوابِلِ.

وتُعَدُّ السياحَةُ مَصْدَرًا هامًّا للدخْلِ القومِيِّ، إذ إنَّ الطبيعةَ الساحِرَةَ لهذه الجُزُرِ ونقاءِ هَوائِها وهدوءَ جَوِّها جَعَلَها هَدَفًا للسُّيَّاح من جميعِ أنحاءِ العالَمِ.

ولذلكَ فدائمًا يكونُ مطارُ فيكتورْيا مُزْدَحِمًا بحَرَكَةِ الطَّائِراتِ، كما تمتلئُ المدينةُ بالفنادِقِ والمُنْتَجَعاتِ السِّياحِيَّةِ. وعلى الرَّغم من ذلك فما زالَ اقتصادُ سيشِل ضعيفًا لأنَّ وارِدَاتِها من آلاتِ الإنتاجِ ووسائِلِ النَّقلِ ومن البِتْرولِ والموادِّ الغذائِيَّةِ أكثرُ من صادِراتِها التقليدِيَّةِ البَسيطَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى