علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “الصدوع العادية” و”الصدوع المعكوسة”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصدوع العادية الصدوع المعكوسة علوم الأرض والجيولوجيا

توجد الصدوع العادية في مناطق الخسف «الفلع» (Rifts) الموجودة بالقشرة الأرضية مثل خليج السويس، البحر الأحمر، خليج عدن، نهر الراين… الخ.

فهي بذلك توجد في الأماكن التي تعرضت لقوى شد جانبية ( أفقي).

وتتميز هذه الصدوع في هذه الحالة بأنها غالباً ما تكون مقوسة في القطاع الرأسي، مما يسبب دوران الحائط العلوي لها (جانب المرمى السفلي) معطياً كتلاً صدعية ضخمة مائلة (شكل 7).

 

وقد يبلغ العمق الذي يتخذ فيه الجزء السفلي لهذا الصدع المقوس وضعاً أفقياً حوالي 25 كيلومتر في المتوسط.

وقد يصاحب هذه الصدوع المقوسة بعض الصدوع التي تميل في اتجاه معاكس وتسمى عندئذ بالصدوع المضادة.

أما الصدوع التي توازي الصدوع الرئيسية وتميل في نفس اتجاه ميلها فتسمى الصدوع المماثلة (شكل 8).

وقد تميل الصدوع العادية في اتجاهات مختلفة فتحصر بينها كتلاً مخسوفة بالنسبة لما حولها معطية ما يسمى بالخنادق التركيبية أو مرتفعة تركيبياً بالنسبة لما حولها معطية ما يسمى عندئذ بالجسور (شكل 9).

 

ويوجد نوع من الصدوع العادية يسمى بالصدوع المتزامنة. وتتكون هذه الصدوع نتيجة ترسيب رواسب رملية دلتائية فوق رواسب طينية دلتائية أيضاً، ومشبعة جداً بالماء مما يؤدي إلى عدم ثبات الرواسب الرملية فوق هذه الكتل الطينية.

فتتكون صدوع متزامنة مع الترسيب سطحها مقوس في القطاع الرأسي وعلى الخريطة، وهي بذلك تشبه جزءاً من سطح كرة.

وتتجدد الحركة على هذه الصدوع باستمرار الترسيب في الدلتا، وبذلك يكون سمك الوحدات الصخرية في جانب المرمى السفلي لهذه الصدوع أكبر منه على جانب المرمى العلوي.

 

كذلك يستمر دوران الكتل المصدوعة لأسفل باستمرار الحركة على هذه الصدوع المقوسة، ولذلك تكون التكاوين المصدوعة مائلة بالنسبة لمثيلتها في الحائط السفلي للصدع، كما تزيد زاوية الميل في التكاوين القديمة عنها في التكاوين الأحدث.

ومن الملاحظ أن جانب المرمى السفلي يتميز بما يسمى السحب المعكوس الذي يتكون نتيجة دوران الطبقات المجاورة لسطح الصدع به مكوناً طية محدبة في هذا الجزء من الصخور تكون ذات أهمية كبيرة في تكوين مصيدة تركيبية للبترول.

 

الصدوع المعكوسة

توجد الصدوع المعكوسة في الأماكن التي يحدث لها قصر في طول القشرة الأرضية نتيجة جهود الكبس الأفقية المماسة لسطح الأرض، وغالباً ما تميل هذه الصدوع بزاوية قليلة، وقد تصل إلى الوضع الأفقي إلا أنها في بعض الأحيان القليلة تميل بزاوية كبيرة.

وغالباً ما توجد الصدوع المعكوسة في مجموعات متراكبة تميل في اتجاه واحد (شكل 10). وتوضح القطاعات السيزمية أن هذه الصدوع تلتقي على عمق معين على سطح واحد يكون بمثابة سطح انفصال حيث تنفصل كتلة الصخور التي تعلوه عن كتلة الصخور الموجودة تحته.

وعادة ما يوجد هذا السطح عند تكاوين جيولوجية لدنة كالطفل أو الملح الصخري أو السربنتينيت…. الخ.

 

وقد تبلغ الحركة على الصدوع المعكوسة مسافة قصيرة جداً أو كبيرة جداً تصل إلى عدة كيلومترات كما هو الحال في جبال الألب، حيث تؤدي الحركة الكبيرة على مثل هذه الصدوع إلى انتقال مجموعة من الصخور من منطقة إلى منطقة أخرى بعيدة عنها.

وإذا نشطت عوامل التعرية فإن ذلك يؤدي إلى إحداث فتحة في الغطاء العلوي المنقول من مسافة بعيدة – لتكشف الصخور الأصلية الموجودة تحت الصدع المعكوس، فتكون بمثابة نافذة تنكشف خلالها صخور الحائط السفلي.

 

وإذا نشطت عوامل التعرية لفترة أطول فقد تتم تعرية أغلب صخور الحائط العلوي، ويتبقى منها أجزاءً مفصولة ترقد على صخور أحدث منها ويفصلها عنها الصدع ذاته.

وقد تبلغ درجة التعقد التركيبي في المناطق المتأثرة بالصدوع المعكوسة حداً كبيراً، بحيث يتكون ما يسمى بالبنية التركيبية المعكوسة (Duplex)

وفيها توجد مجموعة متراكبة من الصدوع المعكوسة بين صدعين معكوسين رئيسيين يكونان بمثابة سقف وأرضية هذه البنية (شكل 11).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى