إسلاميات

نبذة تعريفية عن الصحابي “عمار بن ياسر”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصحابي عمار بن ياسر إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

عمار بن ياسر بن منانة بن قيس بن الحصين بن الوديم من بني ثعلبة.

وأصله من اليمن، وسبب قدوم أبيه ياسر مكة أنه قدم وأخوان له، يقال لهما الحارث ومالك، يطلبون أخا لهم.

فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة، وزوجه أبوه أمة يقال لها سمية بنت خياط، فولدت له عمارا، فأعتقه أبو حذيفة، ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالإسلام، فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر.

 

كان عمار بن ياسر من السابقين إلى الإسلام، وقد تعرض هو وأمه وأبوه إلى أذى المشركين وتعذيبهم. قال عمار بن ياسر: «لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيها، فقلت له: ما تريد؟

قال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه. قال: وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يوما على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون».

وكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا. وقد كان عمار من المستضعفين الذين يعذبون في مكة ليرجعوا عن دينهم.

 

والمستضعفون قوم لا عشائر لهم بمكة وليست لهم منعة ولا قوة، فكانت قريش تعذبهم في شدة الحر بأنصاف النهار ليرجعوا عن دينهم. وقد كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول، ومن رآه متجردا رأى آثار التعذيب في ظهره.

قال عثمان بن عفان: «أقبلت أنا ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمار وعمار وأمه، وهم يعذبون، فقال ياسر: الدهر هكذا؟ فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: «صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة».

ومن فضائل عمار بن ياسر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال عنه: من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله» .

 

واستأذن عمار على النبي، صلى الله عليه وسلم، مرة فقال: «ائذنوا له، مرحبا بالطيب المطيب». وكان عمار أول من اتخذ في بيته مسجدا يصلى فيه.

وروت أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «مليء عمار إيمانا إلى أخمص قدميه». وشهد عمار غزوة بدر وأبلى فيها بلاء حسنا، وشهد اليمامة وقاتل فيها قتالا شديدا حتى قطعت أذنه.

وعن ابن عمر قال: «رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: «يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر، هلموا إلي». وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت، فهي تنزف دما، وهو يقاتل أشد القتال».

 

وقد اختار عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عمار بن ياسر واليا على الكوفة، وبعث إلى أهل الكوفة كتابا قال فيه: «أما بعد، فإني بعثت إليكم عمارا أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، هما من النجباء من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأطيعوا لهما واقتدوا بهما».

وقد كان معظم ولاة عمر، رضي الله عنه، من الصحابة فكان يختار الأصلح في الولاية ومن يتميز بالقوة والأمانة لأن الوالي مسؤول عن حماية الولاية والدفاع عنها من الأعداء، والقيام بجميع شؤونها. وفي اختيار عمر، رضي الله عنه، لعمار واليا على الكوفة دليل على صلاحه، وأمانته وقوته ومقدرته على القيام بالولاية.

 

وكان عمار بن ياسر يتحلى بالتواضع، وقد شوهد يوما وقد اشترى علفا للدواب بدرهم، وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة، فلم يغتر بمنصب.

وقتل عمار بن ياسر في موقعة صفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين، وكان ذلك سنة 37 هـ، رضي الله عنه وأرضاه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى