التاريخ

نبذة تعريفية عن “السومريين” وحياتهم

2016 أصل العلوم ما قبل التاريخ

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

السومريون (حوالي 5000 – 2000 ق.م.)

احتلت مدينة سومر جنوبي بلاد الرافدين في المنطقة ما بين نهري دجلة والفرات في عراق اليوم.

كان السومريون أول من احتل بلاد الرافدين وشيدوا فيها مدناً رئيسة عدة، بحلول عام 3400 ق.م. بلغ عدد سكان أورك 40,000 نسمة. وخلال بضعة قرون اخترع السومريون المحراث والعجلة وتوصلوا إلى تقنية تصنيع الفخار وحفظوا سجلاتهم على ألواح طينية مكتوبة بلغتهم المسمارية الفريدة.

وفي حوالي عام 2600 ق.م. أضحت مدينة أور (البصرة حاليا) مدينة السومريين الرئيسة وبقيت كذلك حتى احتلها الملك الأكادي سرجون الأول، الذي أسس أول امبراطورية في هذا الجزء من العالم، وامتدت تجارة الأكاديين إلى الحضارتين المصرية والهندية، في حوالي عام 2100 ق.م.

تمكن الملك أور- نامو من استعادة سيطرة السومريين على المنطقة انطلاقاً من مدينة أور، واستمر سلطانهم حتى عام 1950 ق.م.

عندما دمر العيلاميون الزاحفون من غرب إيران مدينة أور ومعها السلطة السياسية للسومريين ومنذ ذلك الحين أضحت بابل، في الشمال من نهر الفرات، المدينة الرئيسة (راجع البابليون).

 

قدم السومريون إسهامات مهمة في مجال العلوم وتطبيقاتها، فبحلول عام ٣٢٠٠ ق.م. صبوا رؤوس الفؤوس باستخدام النحاس والبرونز وهناك أدلة تشير إلى صنعهم الصابون بغلي الشحوم والرماد وذلك في حوالي ٢٨٠٠ ق.م.،

اخترع السومريون أيضا محراثاً بسيطاً يُسمى الأرد يتكون من محور خشبي مدبب تجره الثيران لتقليب الأرض وحرثها. وحفروا القنوات من نهر الفرات لري أراضيهم الزراعية، وصنعوا أيضاً الخبز من الحبوب، رغم أن ما يقارب نصف إنتاجهم من القمح خصص لصناعة الجعة، وخمروا العنب البري والرطب للحصول على النبيذ.

شيد السومريون في عام 2100 ق.م الزقورة قرب مدينة أور – معبد مبني من الصخور على شكل هرم مدرج يقع المحراب على مصطبته العلوية، وهناك 24 زقورة أخرى في مدن سومر وبابل وآشور، وخصصت كل زقورة لإله اعتبر حامي المدينة المعنية.

يشيد البناء الداخلي للزقورة باستخدام الطوب الطيني أما التكسية الخارجية فتتكون من الطوب المشوي.

 

وتشكل غالبية قواعد الزقورات على هيئة مربعات أو مستطيلات، وتبلغ مساحة أكبرها (في مردوك وبابل) ما يزيد عن 328 قدماً مربعاً (100 م2) و 79 قدماً (24 م) ارتفاعا. كما يعتقد أن زقورة بابل هي المقصودة ببرج بابل المذكور في الإنجيل (العهد القديم).

زرع الكهنة الأشجار والشجيرات على السفوح المنبسطة والمائلة من الزقورات مما أعطاها مسمى الحدائق المعلقة، إحدى عجائب العالم القديم السبعة. بالإضافة إلى ذلك استخدم البناؤون السومريون الطوب في تشييد الأقواس والقباب في هياكلهم.

وعلى سبيل المثال، بنى السومريون حول مدينة الوركاء قرب أور حائطاً يمتد مسافة 6 أميـال (10 كم) والذي شكل مصدر الأسطورة القائلة بأن مثل هذا العمل الضخم قام به البطل الملحمي جلجامش، وقامت مدينة في موقع الوركاء من عام 5000 ق.م.

حتى القرن الأول قبل الميلاد. بحلول عام 3500 ق.م. استخدم السومريون الطين لصنع الأواني الفخارية التي شكلوها على قرص دوار – عجلة تدار باليد – . ويحتمل أن العجلة كانت مصنوعة من قطعة خشبية واحدة أو من وصل عددٍ من الألواح الخشبية، وذلك نظراً لعدم وجود أشجار باسقة في المنطقة.

 

وتعتبر عجلة الفخار أول نوع من أنواع العجلات وتعتبر مصدر ابتكار العجلات المستخدمة في النقل، ويبدو أنها طورت من الزلاقات التي استخدمت قبلها لنقل الأشياء، والتي قد تكون سحبت أيضا على بكرات من جذوع الشجر لنقل الأمتعة الثقيلة جدا، وتطورت الزلاقة ذات العجلات إلى عربة ذات عجلتين، وفي حوالي عام 3000 ق.م.

ظهرت العربات رباعية العجلات التي تجرها الثيران، ظهرت العجلات الشعاعية في زمنٍ قريبٍ من زمن زوال الحضارة السومرية وذلك بعد عام 2000 ق.م.

في عام ٣٠٠٠ ق.م. وضع السومريون تقويماً ذا ٣٦٠ يوما، واحتوى ١٢ شهراً بطول ٣٠ يوماً لكل شهر، لكن هذا التقويم سرعان ما تناقض مع مواعيد بدايات فصول السنة مما حدا بالسومريين تعديله بإضافة شهر إليه (سُمى بخارج التقويم أو شهر النسيء) كل ثماني سنوات أو ما يقارب ذلك.

ويبدو أن اعتبار العام مكونٌ من 360 يوماً كان جذاباً لعلماء الرياضيات السومريين نظراً لتطبيقهم نظاماً حسابياً أساسه العدد 60 (يستند نظامنا العشري إلى العدد 10 كأساس)، ولنظام الحساب ستيني الأساس عدة عوامل مشتركة – 2 , 3 , 4 , 5 , 10 , 12 , 15 , 20 , 30 )– بل أن الرياضيات الحديثة تستخدم 60 دقيقة من القوس في الدرجة الواحـدة و 360 درجة للدائرة الكاملة.

 

وفي حوالي عام 2500 ق.م. استحدث التجار السومريون أوزاناً عيارية لتطبيقها في تجارتهم تستخدم وحدة المينا (18 أونصة أو 504 جم) لوحدة الوزن والذي يتكون من 60 شيكلاً (وزن الشيكل يساوي 0.3 أونصة أو 8.5 جم).

وتزن كتلة من الأوزان الباقية من آثار مدينة لكش 17 اونصة (477 جم)، ويحتمل أنها كانت تساوي في الأساس مينا واحدة. ومن ضمن آثار لكش 30,000 لوحة طينية تشهد على شغف السومريين بتسجيل الأحداث وحفظها.

وفي حوالي عام 2000 ق.م. استأنس السومريون الحمام، ويعتقد أنهم استثمروا غريزتها البيتية الأليفة لوضع نظامٍ للبريد الزاجل.

وعلى الرغم من مضي أكثر من 4,000 سنة على سقوط الحضارة السومرية، لكنها خلفت وراءها اثنين من أهم اختراعات العالم قاطبة: المحراث والعجلة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى