علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “السهول الساحلية” والظواهر المورفولوجية المكونة لها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

السهول الساحلية الظواهر المورفولوجية المكونة للسهول الساحلية علوم الأرض والجيولوجيا

تعتبر السهول الساحلية من وجهة النظر الطبوغرافية مظهراً مرادفاً لمجموعة السواحل المنخفضة والمنبسطة.

وتمتاز تلك السواحل بانحدارها الضئيل بدءاً من السهول المتاخمة لخط الشاطئ فوق المستوى المتوسط لمياه البحر، وحتى مشارف الرصيف القاري.

وأهم الخصائص التي تميز السهول الساحلية هي طبيعية الترسبات التي تتشكل منها والتي إما أن يكون أصلها قارياً أو بحرياً أو أنها من أصل عضوي بيولوجي.

 

وتظهر السهول الساحلية كنتيجة طبيعية لحركات النهوض التي تصيب اليابس أو لانخفاض منسوب البحار، مما يؤدي إلى انحسار المياه البحرية وانكشاف تلك السهول المنبسطة التي كانت خاضعة في وقت سابق لعمليات الترسيب الساحلي (انظر: شكل 1، وشكل 2).

وتنتشر السهول الساحلية على نطاق واسع حول القارات. ومن أفضل الأمثلة عليها سواحل بحر الأدرياتيك من شبه جزيرة ايستري اليوغوسلافية وحتى جنوب دلتا نهر بو (PÔ) في إيطاليا.

 

والقسم الأكبر من الساحل الشرقي لهضبة الدكن الهندية على امتداد 1500 كم.

وكذلك غالبية السواحل المطلة على خليج المكسيك من ڨاراكروز وحتى فلوريدا على امتداد 2500 كم، بالإضافة إلى سواحل فلوريدا الشرقية وسواحل كارولينا في الولايات المتحدة.

وعلى السواحل الأفريقية فإن السهول الساحلية تمتد بشكل مثالي مسايرة لخليج غينيا من الكاميرون وحتى ليبيريا بطول 1800 كم.

 

ويمكن تصنيف الظاهرات المورفولوجية المكونة للسهول الساحلية كما يلي:

1- سواحل الدالات: وهي سهول ساحلية تنشأ نتيجة ظهور الإرسابات النهرية القارية فوق مستوى سطح المياه الساحلية الضحلة قرب مصبات الأنهار الكبرى.

وتتخذ سواحل الدالات أشكالاً مختلفة تتفق مع شكل الدلتا نفسها، فقد يكون شكل الدلتا قوسياً متقدماً في البحر كدلتا نهر النيل أو متفرعاً كدلتا الميسيسيبي.

 

2- سواحل مصبات الانهار: وهي سهول ساحلية منخفضة تقع فيها مصبات الأنهار دون مستوى مياه المد العالي، مما يسمح للمياه البحرية بالتوغل ضمن مصبات الأنهار تلك إلى مسافات كبيرة أحياناً.

ومن أفضل الأمثلة على هذه السواحل سواحل خليجي شيزابيك (Chesapeake) وديلاور (Delaware) على الساحل الأطلنطي للولايات المتحدة.

 

ومن نماذج هذه السواحل الأخوار المنتشرة على السواحل الغربية للخليج العربي، وهي تداخلات مائية تتوغل ضمن سهول ساحلية منخفضة، تدخل فيها مياه المد الأعلى في أقنية متعرجة لمسافات بعيدة.

وتمثل تلك الأقنية الأجزاء الدنيا من أودية نهرية قديمة توقفت مياهها عن الجريان ضمن ظروف المناخ الحالي الجاف.

وعلى الرغم من أن معظم الأخوار تكون مفتوحة على البحر (خور المفتح على الساحل الجنوبي للكويت، شكل 3، 4). فإن فتحاتها تلك قد تكون ضيقة نتيجة تشكل الألسنة أو الحواجز الساحلية أمامها، وقد تكون تلك الفتحات مغلقة في بعض الأحيان (خور العمي على الساحل الجنوبي للكويت أيضاً).

 

 

3- سواحل الليمان: Limans

وهي سهول ساحلية منبسطة، تشكل المصبات النهرية فيها أودية عريضة، وتنفصل مياه المصبات النهرية تلك عن البحر بحواجز رسوبية رملية – حصوية أو بألسنة ساحلية، تمنع اختلاط المياه العذبة بالمياه المالحة.

وهذا يؤدي إلى تشكل بحيرات ساحلية ضحلة تعرف بالروسية بإسم سواحل الليمان (Limans)، وهي منتشرة على سواحل البحر الأسود الشمالية والشمالية الغربية.

والنموذج المشابه لسواحل الليمان هي (الحيول) مفردها (حيل) باللغة العربية، وهي منتشرة على سواحل الخليج العربي، وكثيراً ما تكون مفتوحة ولو بفتحة ضيقة تصلها بمياه البحر.

 

4- سواحل الحواجز والجزر الرملية: Lido

وهي تشكل سهولاً ساحلية منخفضة وواسعة الانتشار في أنحاء شتى من سواحل العالم. وتعرف أيضاً بإسم سواحل ليدو. وتضم سواحل هذا النموذج مع البحيرات الضحلة المرافقة لها حوالي 13% من سواحل العالم.

وترتبط هذه السواحل من حيث نشأتها بارتفاع مستوى سطح البحر خلال الـ 6000 سنة الأخيرة التي أعقبت تراجع الجليد، مما أدى إلى غمر مساحات واسعة من السواحل السهلية المنخفضة.

ومما يميز سواحل الليدو هذه أنها تستمر بالنمو والتوسع إذا استمرت تغذيتها بالرمال والرواسب. 

 

لكنها إذا تناقصت تغذيتها بتلك الرواسب أو توقفت نهائياً فإنها تصبح عرضة لأعمال الحت والتراجع باتجاه البر، مبتلعةً في طريقها البحيرات الساحلية الضحلة الواقعة بينها وبين اليابسة.

ومن المناطق التي ينتشر فيها هذا النوع من السواحل، سواحل خليج المكسيك وسواحل أمريكا الشمالية المطلة على الأطلسي وسواحل الخليج العربي الغربية

 

5- سواحل المستنقعات النباتية (المانجروف – القرم)

وهي سواحل مستنقعات المد والجزر التي تشتهر بغناها بالنباتات التي تتحمل الأملاح والأشنيات والأعشاب المختلفة التي تعيش على أرض وحلية.

وأهم أنواع هذه السواحل هي سواحل أشجار المانجروف وهي نباتات مدارية تنمو على سواحل أفريقيا المدارية والهند وماليزيا واندونيسيا وسواحل البحر الكاريبي، وأخيراً على سواحل خليج عمان وسواحل البحرين حيث يعرف المانجروف تحت اسم (القرم).

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه طبيعة الصخور والبنية الجيولوجية في خلق المظاهر الجيومورفولوجية المميزة للأشرطة السهلية الساحلية (Belted Coastal Plains) المنتشرة على سواحل تكساس وألاباما ونيوجرسي في جنوب وجنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، وفي جنوب انجلترا وفي حوض باريس في شمال غرب فرنسا 

 

فالطبقات الجيولوجية الرخوة والقليلة المقاومة تظهر في طوبوغرافية السهل الساحلي على شكل نطاقات طولية منخفضة في حين أن الطبقات الصلبة والمقاومة تظهر على شكل أشرطة نطاقية أكثر ارتفاعاً تشبه إلى حد كبير المظهر الطبوغرافي للكويستات.

أما دور البنية فيبدو واضحاً من خلال الأثر الواضح الذي يلعبه اتجاه ميل الطبقات الجيولوجية المكونة لقاعدة السهل الساحلي. فعندما يكون ميل الطبقات نحو الداخل تكون إمكانية تشكل الجروف الشبيهة بواجهة الكويستا أكبر بكثير مما لو كان ميل تلك الطبقات باتجاه البحر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى