علم الفلك

نبذة تعريفية عن “السنة الضوئية” ومدى استخدامها في مجال الفلك

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

السنة الضوئية مجال الفلك علم الفلك

نَحْنُ نعيشُ على الأرْضِ في نطاقٍ محدودٍ، سواءٌ من ناحِيَةِ السنين التي نَحْياها، أو من جِهَةِ المجالِ الذي نَتَحَرَّكُ فيه.

لذلكَ تَعَوَّدْنَا في حياتِنا العاديَّةِ على استخدامِ المقاييسِ الصَّغيرةِ لتحديدِ الأَبْعاد والأحْجامِ والأَوْزانِ، وغيرِها.

ولما تَقَدَّمَتْ الدِّراساتُ الفَلَكِيَّةُ شَعَرَ العُلَماءُ بحاجتِهِمْ الماسَّة إلى وَحَدَاتٍ تَعَبِّرُ عن حقائِقِ ذلك الكونِ الذي أَذْهَلَهُم باتِّساع أَرْجائِهِ، وضَخَامَةِ ما يَحْتَويهِ من أجْسامٍ وأجرامٍ مُتعَدِّدَةِ الأشكالِ والأنواعِ.

 

وكان من بينِ الوَحَدَاتِ التي لَجَأ إليها عُلَماءُ الفَلَكِ «السَّنَةُ الضَّوْئِيَّةُ»، وهي تُساوِي المسافَةَ التي يقطعُها الضَّوْءُ في سَنَةٍ كامِلَة.

فإذا عَلِمْنا أنَّ الضَّوْءَ يسيرُ بأقصَى سُرْعَةٍ مَعْروفَةٍ في الوَجودِ، وتُقدَّرُ بثَلاثمئَةِ أَلْف كيلو مترٍ في الثَّانِيَةِ، فإنَّه يُمْكِنُنَا بعَمليةٍ حِسابِيَّةٍ بسيطَةٍ التَّوَصُّلُ إلى حسابِ المسافَةِ الَّتي يَقْطَعُها الضوءُ في سَنَةٍ.

وهي تُقَدَّرُ بَحَوالَيْ 9460 أَلْفَ مِلْيونِ كيلو مترٍ؛ وتُسَمَّى هَذِه المسافَةُ «السَّنَةَ الضَّوْئِيَّةَ».

 

وبناءً علَى هَذا يَسْهُلُ القَوْلُ بأنَّ الشَّمْسَ تَبْعُدُ عن الأرضِ بنحوِ ثمانِي دَقائِقَ ضَوْئِيَّةٍ، بدلاً من أنْ نقولَ 150 مليون كيلو متر.

أيْ أنَّ شعاعَ الضُّوْءِ القادِمِ من الشَّمْسِ يَسْتَغرِقُ حَوالَيْ ثمانِي دقائِقَ لكيْ يَصِلَ إلى الأرْضِ، يَقْطَعُ خلالَها مسافَةَ 150 مليونَ كيلو مترٍ، هي متوسِّطُ بُعْدِ الشَّمْسِ عَن الأَرْضِ.

أمَّا كوكبُ بُلوتو، في طَرَفِ المجموعَةِ الشَّمْسِيَّة، فلا بُدَّ له من أنْ ينتظِرَ خَمْسَ ساعات ونصفَ ساعةٍ لتَصِلَ إليه أشعةُ الشَّمْسِ.

 

وتَتَضِّحُ أهميةُ اسْتِعمالِ وَحْدَةِ «السَّنَةِ الضوئِيَّةِ» كُلَّما لَجَأْنا إلى التعبيرِ عن مسافاتٍ فَلَكِيَّةٍ أكبرَ.

فيَسْهُلُ القول – على سبيلِ المثالِ – بأنَّ أَقْرَبَ النجومِ بَعْدَ الشمسِ إلى الأرضِ، واسمُه «أَلْفا قُنطورسْ»، يَبْعُدُ 3.4 سَنَةٍ ضوئيَّةٍ، بدلاً منْ أنْ نقولَ 40 مِليونَ مليونِ كيلو مترٍ.

 

وأنَّ المَجَرَّةَ الوَحيدةَ التي يمكنُ رؤيتُها شمالَ خَطِّ الاستواءِ، وتسمَّى مَجَرَّة «المَرأَةِ المُسَلْسَلَةِ»، تَبْعُدُ عن مَجَرَّتِنا المُسَمَّاةِ «دَرْبَ التَّبَّانَةِ» أو «الطريقَ الَّلَبنِيَّ» ما يَزيدُ على مِليونَيْ سَنَةٍ ضوْئِيَّةٍ، بدلاً من أنْ نقولَ 20 مليونَ مليونِ كيلو مترٍ.

وهكذا لَنا أن نتخيَّلَ اسْتِحالَةَ التَّعامُلَ معَ الأرْقَامِ بالكيلومتراتِ، إذا عَلِمْنَا أنَّ بَعْضَ الأجْرَامِ السَّماوِيَّةِ تَبْعُدُ عنَّا وعنْ بعضِها البَعْضِ آلافَ الملايينِ من السِّنينِ الضَّوئِيَّةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى