الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن “الروبيان” والكيفية التي تتم بها عملية استزراعه في الكويت

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الروبيان عملية استزراع الروبيان في الكويت الكويت الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الروبيانُ مجموعةٌ كبيرةٌ من القِشرياتِ بعضُها يعيشُ في البحارِ، وبعضها يعيشُ في الأنهارِ، وبعضُها يعيشُ في المستنقعاتِ. وهو مختلفٌ في أحجامهِ، التي تتراوَحُ من طول لا يُرى إلاَّ بالمِجهَرِ إلى طولِ يبلغُ 35 سنتيمتراً.

وهناكَ أنواعٌ عديدةٌ من الروبيانِ يَصِلُ عَدَدُها إلى 2500 نوع. ويعرفُ الروبيانُ في لُبنانَ باسم القُرَيْدِسِ والقَرِيدِس، وفي مصرَ باسم الجَمْبَري. والأنواع الصغيرة منه تعرَفُ في جملتها باسم «براغيثِ البحرِ».

والأنواعُ ذاتُ الفائدةِ الاقتصاديةِ منها (أي التي تُؤْكَلُ) عددُها نحو 300 نوعٍ.

 

وفي المياهِ الإقليميَّةِ الكويتية تمَّ التّعرُّفُ على 24 نوعاً منها ثلاثة أنواعٍ ذات فائدةٍ اقتصادية، وهي تعرفُ محليّاً بأسماء: الشحامية، وأمِّ نعيرة (الذي يعرف في مصر باسم «النَّايْلون» أو «السُّوَيْسي»)، وأمّ قِشيرة (الياباني).

وجسمُ الروبيانِ مضغوطٌ من الجانبين، ومقدمةُ رأسهِ غالباً مضغوطةٌ أيضاً ومسننةٌ، وبها زوائد بعضُها حادٌ، وبها زوْجانِ من اللّوامسِ، يتحسّسُ بهما الروبيانُ ما يحيطُ به.

وبالمنطقةِ الصدريَّةِ أرجلٌ أسطوانِيَّةُ الشَّكْلِ، يزيدُ طولها على طولِ الرأسِ، وغالباً ما تُستخدمُ في المشي. أمّا المنطقةُ البطنيَّةُ فهي أطولُ من الرأس، ومُقسّمةٌ إلى ستِّ حلقاتٍ، الخمسُ الأولى منها بها أرجلٌ صغيرةٌ تُستخدمُ في السباحة، وهي موجودة في معظم الأنواع.

 

أما المنطقةُ الذيليةٌ فتحورتْ إلى مِرْوَحةٍ تعملُ على دفعِ الروبيانِ إلى الأمام في أثناء السباحةِ وتساعدُهُ على القّفْزِ إلى الخَلفِ عندما يشعُرُ بالخطرِ ويمشي الروبيانُ إلى الأمام على أرجلهِ الصدريةِ.

وكثيراً ما تحدُثُ معارِكُ بينَ أفرادِ الروبيانِ ينتجُ عنها إصاباتٌ، فقد يفقدُ بسببها الروبيانُ أجزاء من أرجلِهِ، ولكنَّهُ سرعانَ ما يستعيدُها، لأنَّ هذه الحيواناتُ لها القدرة على بناءِ ما فُقدَ من أجزاء جسمها والروبيانُ فيه ذكورٌ وإناثٌ.

وعندما ينضجُ البيضُ الموجودُ في المنطقةِ البطنيةِ للإناثِ يمكنُ رؤيتهُ من الخارجِ لأنَّ الغطاءَ البطنى شَفافٌ.

 

وبعدَ التزاوجِ تضعُ الإناثُ البيضَ بأعدادٍ تتراوحُ بين 30000 و 500000 بيضة، تبعاً لنوع الروبيان وبعدَ بضعِ ساعاتٍ من وضعهِ، يفقسُ عن يرقاتٍ ناقصةٍ تتحولُ إلى يرقاتٍ كاملةٍ في فترةٍ تزيدُ على 24 ساعةً ثمّ إلى يرقةٍ متطوِّرَة تتحوّلُ إلى روبيانَةٍ صغيرةٍ كاملةٍ.

وبعدَ مدةٍ تصلُ إلى ستة شهور تكبُرُ الروبيانَةُ الصغيرةُ لتصبحُ بحجم أبويها. ومن الطّريفِ أن نعرفَ أنَّ هناكَ أنواعاً من الروبيانِ تبدأُ حياتها ذكوراً، وبعد فترةٍ تتحوّلُ إناثٍ!

والروبيان، كغيرهِ من القشرياتِ، هيكلُهُ خارجيِّ يُغَطِّي الجسم كلّهُ. ولكن هذا الهيكلَ لا ينمو مع نموِ الجسمِ.

 

لذلكَ وعندما ينمو الروبيانُ في الحجمِ يضيقُ عليهِ هذا الغِطاءُ الخارجيُّ، لذا يستبدلُ به كساءً آخرَ كُلّما كَبُرَ في الحَجْمِ، وتُسمى هذه العمليّةُ بالانسلاخِ كَما هي الحالُ في الديدانِ الخيطيةِ والثعابين.

ومن أغربُ أنواعِ القشرياتِ الموجودَةِ في الكُوَيْتِ النوعُ الذي يعيشُ في المستنقعاتِ التي تتكوّنُ عادةً بعد سُقوطِ الأمطار، وتُسمّى روبيانَ الأُجاجِ، وهي مختلفةٌ كلياً عن الروبيانِ السابق ذكرُهُ، فهي أصغَرُ جداً في الحَجْمِ، وتَتَكَاثَرُ بِكَمياتٍ وفيرَةٍ للغايَةِ في الظروفِ المثاليَّةِ.

ولكن عندما تَرْتفِعُ نسبةُ الملوحةِ تلجأُ إناثُهُ إلى إنتاجِ البيضِ داخلَ أكياسٍ مُقاومَةٍ لهذهِ الظروفِ البيئيةِ السيئة.

 

وتحملُ الإناثُ أكياسَ البيضِ على أجسامِها إلى أن تَجفَّ البركةُ فتموتَ الإناثُ وتتحلَّلَ أجسامُها، ومن ثمَّ تتحرَّرُ أكياسُ البيضِ وتبقى ساكنَةً في الرّمْلِ مُدةً قد تَطولُ عدةَ سنواتٍ، إلى أنْ تَعودَ المياهُ والظروفُ الملائمةُ، فيفقسَ البيضُ عن أفرادٍ جديدةٍ.

ونظراً لسرعةِ نمو وتكاثُرِ روبيانِ الأجاجِ، يستخدمهُ بكثرةٍ العاملونَ على استزراعِ الأسماكِ لتغذيةِ صغارِها.

 

ونظراً لأهمية الروبيانِ الاقتصاديةِ والمحافظَةِ عليهِ في بيئتهِ الطبيعيةِ، قامَتْ دولةُ الكويتِ بتحديدِ مواسم صيدِهِ للحَدِّ من صيدهِ في أثناءِ موسمِ تكاثُرِهِ، للمحافظَةِ على المخزونِ الطبيعيِّ منه. ولذلك أقرّتْ الدولةُ القانونيْنِ التالييْن:

1- يُمنعُ منعاً باتاً صيدُ الروبيانِ في أوقاتِ المنعِ، التي تبدأ من أولِ مارس حتى نهايةِ أغسطسٍ، وذلكَ لحمايةِ أمَّهاتِ الروبيانِ وإعطاءِ الفرصةِ لليرقاتِ والصغارِ للنُّموِّ.

2- عدمُ إجراءِ عملياتِ الصيدِ في جونِ الكويت والمناطقِ الساحليةِ، لاعتبارِها مناطِقَ حضانةٍ للروبيان والبيئةَ الطبيعيةَ المناسِبَةَ لنموِّهِ.

 

– استزراعُ الروبيان:

وقَدْ بدأَ معهدُ الكويت للأبحاثِ العلميَّةِ مشروعَ زراعةِ الروبيانِ منذُ عام 1972، وذلك بتربيتِه من البيضةِ حتى اليرقَةِ، ثم إطلاقِ اليرقاتِ إلى البحرِ بهدفِ زيادةِ المخزونِ الطبيعِيِّ للروبيان.

وَخِلالَ الفترةِ من 1972 إلى 1979 تمّ إطلاقُ ما مجموعه 121 مليون روبيانةٍ في مرحلة ما بعدَ اليرقِة أي (روبيانةً صغيرً). وهذه جميعُها كانتْ من نوع «أم نعيرة»، وكانت هناك أيضاً نتائجُ جيدةٌ في تلك الفترة لاستزراع نوعِ «الشحاميّة».

وتبدأُ عمليّةُ استزراع الروبيانِ بصيدِ كمياتٍ منهُ، في فترةِ تكاثُرِهِ في المياه الإقليميةِ الكويتيةِ، وهي تبدأُ من نهايةِ شهر مارس إلى بداية شهر أبريل. وأنسبُ الأوقات لتجميع الإناثِ الناضجة هو بدايةُ شهر أبريل.

 

وبعد خروج الشِّباكِ من البحر تُنقلُ إناثُ الربيان الناضجةُ سريعاً إلى أحواضٍ بِها ماءٌ من البحرِ جيدةِ التهوية. تُتركُ الإناثُ الناضحة في هذه الأحواضِ يومين أو ثلاثة أيامٍ، تُؤخذ بعده عيناتٌ من الإناثِ وتُفحصُ لمعرفة ما إذا كانَتْ قد وضعتِ البيضَ.

وبعد أنْ تضعَ الإناث البيض يجبُ المحافظةُ على نوعيةِ ماءِ البحرِ الذي في أحواض الاستزراع من حيثُ التهويةُ، وإضافةُ المضادات الحيوية له، وتقليبُهُ تقليباً جيداً.

والتقليبُ الجيدُ يحافظُ على نوعية الماء من ناحيتين: منع المواد العضوية، مثل مخلفات الطعام والبرازِ، من أن تتجمع في قاع الأحواض وتفسد ماءها، وضمان توزيع الغذاء بالتساوي في الحوض.

 

وللحدِّ من نُمُوِّ البكتيريا والأمراض في الأحواض تُضافُ مضاداتٌ حيويةٌ كل يومٍ حتى يصلَ طولُ اليرقة إلى خمسة ملّيمترات.

ووجودُ العوالِقِ النباتية في مياه البحر مهمٌّ جداً لأنّها الغِذاءُ الأوَّل ليرقات الروبيان ولأنها تُحافظ على نوعيةِ الماء.

ولِحَفْزِ هذهِ العوالقِ لزيادةِ إنتاجها يُضافُ إلى أحواضِ الاستزراع سمادٌ كيميائيٌّ ويتكوّنُ من نتراتِ الصوديوم وفوسفات الصوديوم وسليكات الصوديوم.

 

وفي مرحلةِ اليرقة النهائيةِ تُقلّلُ الكثافةُ العاليةُ من عملية نموِّ اليرقات وحيويتها. ولهذا يجبُ أن نُقَلِّلُ كثافةُ اليرقاتِ في الأحواض، فيتمُ توزيعها على أحواضٍ أخرى إلى أنْ نحصل على كثافة تصلُ إلى نحو 25-40 ألف فردٍ في المتر المُكَعَّبِ الواحد.

وهناكَ ستّةُ أنواعٍ من الغذاءِ تُستَخدمُ لتغذية صغار الروبيان، وهي: بقايا حبوب الصويا، وخميرةُ البحر، وروبيانٌ صغيرٌ يُسمى روبيانَ الأُجاج، والعَجَليات (الدوّارات)، ولحمُ الأسماكِ، وغذاءٌ مختلطٌ، من كلِّ هذه الأنواعِ.

يُستخدم كلٌّ منها وفقاً لمرحلة النمو التي يمرُّ بها الروبيانُ منذ فقس البيضِ، وإلى أن يتطوّرَ إلى يوافعَ. والطورُ اليرقيُّ الأخيرُ يتمُّ تغذيتهُ بعضلاتِ الأسماك المطحونةِ، وبعضُ هذه الأسماك يتمُّ اصطيادُها محلياً ثم طحنُها.

 

بعدّ أن يكتمل نموُّ الروبيانِ المُستّزْرَع ويبلغَ طَوْرَ الروبيانِ اليافعِ يمكنُ استكمالُ استزراعهِ إلى أن يصل إلى الحجم الاقتصادي وبيعه محلياً، إلا أنّ هذه العملية مكلفةٌ جداً ولم يستكمل معهدُ الكويت للأبحاث العملية الاستزراعَ إلى إنتاج كمياتٍ تُصدَّرُ للسوقِ المحلي.

ولكنّه عمل على زيادة المخزون الطبيعيّ بإطلاق يوافق الروبيان إلى البحر لتتغذى على غِذائِها الطبيعي المتوافرِ هناكَ، وتَنْمُوَ أحجامٍ كبيرةٍ.

وفي عام 1998، عهدَتْ الأمانةُ العامّةُ لدولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ إلى معهدِ الكويتِ للأبحاثِ العلميةِ، القيامِ بعملِ مسحٍ شاملٍ لتقدير المخزونِ من الروبيانِ في مياهها، وكذلك لوضع الحلولِ المناسبةِ لحمايتهِ وتنميتهِ، وخصوصاً بعد الضررِ الذي أصابهُ بسببِ حربِ الخليج.ِ ويُنْتَظَرُ أَنْ يَسْتغْرِقَ هذا المشروعُ ثلاث سَنَواتٍ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى