الطب

نبذة تعريفية عن “الخراج” وكيفية تكونه في الجسم

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الخراج كيفية تكون الخراج في الجسم الطب

الخراج هو تجمع صديدي يتكون نتيجة حدوث التهاب بكتيري سواء في حالات العدوى أو الإصابات.

وليس للخراريج مكان محدد، فقد توجد في الأنسجة السطحية تحت الجلد مباشرة، كما توجد في الأعضاء الداخلية (كخراج الكبد، وخراج الرئة، وخراج المخ).

ويتميز الخراج بوجود جدار يحيط بمحتوياته ويفصلها عن الأنسجة المجاورة.

 

ويتكون هذا الجدار نفسه من نواتج الالتهاب. وبهذه الخاصية يتميز الخراج عن صور أخرى تنتشر في الأنسجة بلا حدود.

وعادة ما ينشأ الخراج نتيجة مباشرة لجرح صغير، كذلك الذي يحدث من جراء انغراز شظية من الخشب في اليد في أثناء النشاط اليدوي المعتاد.

وعندئذ يتيح هذا الجرح البسيط الفرصة للجراثيم المنتشـرة من حولنا أن تغزو الأنسجة. وتبدأ الجراثيم في إتلاف الأنسجة كما هو متوقع، ولكن الجسم ينتبه في الوقت نفسه ويزداد سريان الإمداد الدموي إلى البقعة المصابة. وتتولى خلايا الدم البيض والأجسام المضادة مهاجمة الجراثيم

 

وتنشأ عن هذه المعركة مخلفات عديدة من حطام الخلايا الدموية البيض، ومن بقايا الجراثيم، ومن الأنسجة المتهتكة والميتة.

وتكون هذه المخلفات سائلا ذا لون يميل إلى الاصفرار هو ما يسمى بالصديد، وهو ما يكون الخراج الذي هو، كما ذكرنا في البداية، تجمع صديدي.

ولكن لماذا يسبب الخراج ألما شديدا لصاحبه؟ الإجابة هي أن هذا الصديد المتراكم من معركة بعد معركة، إضافة إلى تورم الأنسجة الملتهبة المحيطة بالتجمع الصديدي، يحدث ضغطا على الأعصاب وبالتالي ينشأ الألم.

 

ولكن لماذا يكون الخراج محمرا أو مائلا للاحمرار هو المنطقة المحيطة به؟ الإجابة أن السبب في ذلك يعود إلى ازدياد تدفق الدم إلى الموضع المصاب مما يسب الاحمرار.

ولكن هل يظل الخراج يتزايد في محتوياته وآلامه؟ من حسن الحظ أنه في بعض الأحيان يتكون في الخراج من تلقاء نفسه رأس ينفقئ فيتيح الفرصة للصديد للخروج، وبهذا يتم تصريف الخراج.

 

ولكن هل معنى هذا أنه يحسن بنا أن نقضي على الخراجات الجلدية بتفريغها؟

الإجابة: إننا يجب أن نحذر عملية عصـر الخراج أو فتحه بإبرة أو بدبوس، لأن هذا التصـرف كفيل بنشـر العدوى في الأنسجة التي حوله. كذلك يجب التحذير من شق الخراج بمشـرط، مثلا. ويكفي أن الإبرة أو الدبوس أو المشـرط قد يكون مصدرا جديدا للعدوى ولخراج جديد.

وهكذا فإن الحل الأمثل هو ترك الخراج الصغير حتى يصـرف ما فيه من تلقاء نفسه.

وقد تساعد بعض المراهم التي ينصح بها الأطباء على الإسراع في عملية التصـريف هذه. أما إذا كان الخراج كبيرا فلا بد من استشارة الطبيب. أما خراج الجلد فله علاج خاص

 

ولا بد لعلاج أي خراج داخلي (كخراج الرئة) من اللجوء إلى الأطباء. وفي كثير من الأحيان تنجح العقاقير الطبية وحدها في علاج الخراريج ولا يستدعي الأمر أي تدخل جراحي.

والفضل في هذا لمركبات السلفا والمضادات الحيوية. ولكن في بعض الأحوال يصبح من الضـروري فتح الخراج وتصريف ما فيه. كذلك قد يتطلب الأمر مداومة العلاج بالعقاقير لفترة من الزمن بعد إجراء التصريف الجراحي.

ومن أهم الخراريج التي تصادف الأطفال خراج اللوزة. وهو التهاب حاد بالحلق يبدأ باللوزة ثم يمتد إلى الأنسجة المحيطة بها بعد أيام. ويؤدي الالتهاب إلى تكون الخراج.

 

ويحس المريض بألم شديد في موضع الخراج وفي الأذن المجاورة وفي عضلات الرقبة. ثم تتطور الحالة إلى أن تتضخم العقد اللمفاوية الموجودة تحت زاوية الفك الأسفل، ويعاني المريض في أثناء البلع معاناة شديدة.

ويحتاج هذا الخراج إلى رعاية الطبيب والعلاج بالمضادات الحيوية، وإلى الجراحة إذا ما سد الحلق.

أما الخراج السنخي فهو التهاب تقيحي محدد حول جذر أحد الأسنان، ويلزم لعلاجه تناول المضادات الحيوية والمضمضة بتركيبات دوائية خاصة للقضاء على الاتهاب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى